تزامنا مع إحياء الذّكرى ال 56 لاندلاع الثورة التحريرية المظفّرة، أشرفت السلطات الولائية لتيزي وزو أمس على تدشين متحف عبّان رمضان بعدما أنهيت أشغال الترميم التي خضع لها منزله الكائن بقرية عزوزة التابعة لبلدية الأربعاء ناث ايراثن· حيث تضمّ دار عبّان رمضان التي حوّلتها مديرية الثقافة للولاية إلى متحف بعد أن تمّ تصنيفه بتاريخ 22 أكتوبر 2006 ضمن التراث الوطني والمعالم التاريخية الواجب الحفاظ عليها وحمايتها للأجيال القادمة، ليتمّ تحويله إلى معرض يشمل صور صانعي الأمجاد الثورية والبطولات الوطنية ومقالات ومناشير، إلى جانب مؤلّفات وكتب ثورية تروي نضالهم في سبيل استرجاع السّيادة الوطنية، كما تزيّنت ذات الدار ببعض الأسلحة الحربية البسيطة المستعملة في القتال· ويجدر الذّكر أن منزل عبّان رمضان كان قد استفاد من عملية توسيع وترميم واسعة شملت مختلف جدرانه التي تعرّضت لعدّة تشقّقات وتصدّعات، وهي العملية التي خصّصت لها مديرية الثقافة للولاية غلافا ماليا قدره 25 مليون دج كمبلغ إضافي· وبالمناسبة، سطّرت بلدية الأربعاء ناث ايراثن بالتنسيق مع لجنة قرية عزوزة برنامجا ثريا تضمّن تنظيم ما يعرف بالزردة حضر فيها الكسكسي الذي يعتبر سيّد الأطباق التقليدية في منطقة القبائل، هذا إلى جانب تنظيم عدّة مسابقات فكرية ورياضية لفائدة أبناء المنطقة وبرمجة عدّة محاضرات حول حياة البطل عبّان رمضان ومن تنشيط الأستاذ عبان بلعيد يتخلّلها عرض فيلم بعنوان أسطورة حيّة· وتزامنا مع التظاهرة، أشرفت أمس الجمعية الثقافية آيت إيدير بالتنسيق مع السلطات المحلّية لبلدية بني دوالة على تدشين نصب تذكاري والمتحف الخاصّ بشهداء المنطقة بحضور الأسرة الثورية، وكانت المناسبة التاريخية فرصة أعدّت خلالها بلدية بني دوالة برنامجا منوّعا تواصل على مدار خمسة أيّام تضمّن عدّة نشاطات ثقافية، رياضية وعلمية كمحاضرات ولقاءات بين الأسرة الثورية إلى جانب عروض مسرحية وأفلام ثورية، على غرار الفيلم الذي يتناول حياة الشهيد عبّان رمضان، والذي يحمل عنوان ذا ارفاز أمي للمخرج أحسن عصماني· ورافق هذه النّشاطات المختلفة تنظيم معرض لمختلف صور الخاصّة بالكفاح الثوري والوجوه الثورية التي شاركت فيه وضحّت بالغالي والنّفيس من أجل استرجاع السْيادة الوطنية، وكذا مختلف المنتوجات التقليدية التي تزخر بها عاصمة جرجرة كالحلي والزرابي والأواني الفخارية· وقد اختتمت التظاهرة بتوزيع جوائز تشجيعية على الفائزين في مختلف المسابقات التي نظّمت بالمناسبة· قرية ثسنانت بمدينة تيفزيرت الساحلية هي الأخرى استفادت من نصب تذكاري ل 11 شهيدا من المنطقة، وذلك في خطوة نحو إعادة الاعتبار لشهداء المنطقة الذين ضحّوا بالنّفس والنّفيس لتعيش الجزائر حرّة مستقلّة· وتسعى السلطات المحلّية بالتنسيق مع مختلف الفاعلين إلى حماية الإرث التاريخي بالمنطقة من خلال التصنيف ضمن التراث الوطني وحماية المعالم التاريخية وإعادة الاعتبار لرجال كانوا من صنّاع الثورة ووقودها الذي لم ينطفئ إلاّ على وقع أنغام الاستقلال إلاّ أن النّسيان والتهميش قد طالهم لعقود من الزمن·