وصل الوفد الإسرائيلي المفاوض بشأن غزة أمس الأحد، إلى القاهرة تمهيدا لبدء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل في القطاع. وتستضيف مصر الأحد جولة جديدة من المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية على أمل التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، في ظل هدنة بدأت مع بداية يوم الخميس الماضي وتنقضي بنهاية يوم الاثنين المقبل. وحتى اليوم لم تنجح المفاوضات في التوصل إلى اتفاق نهائي يضع حدا للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لكنها استطاعت تمديد هدنة بين الجانبين، للمرة الثالثة، يسمح فيها بالتفاوض حول مطالب الوفدين ودعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إسرائيل إلى رفع حصارها عن قطاع غزة من أجل الاقتراب من إبرام اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار. وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إنّ الاستجابة لمطالب رفع الحصار عن غزة، وإعادة إعمار القطاع، ووقف العدوان من شأنها أن تقرب الإسرائيلين والفلسطينيين من إبرام اتفاق هدنة، و"دون ذلك سيجعل الأمر صعبا". وأضاف أبو زهري أنّ مطالب الشعب الفلسطيني، هي "مطالب عادلة وإنسانية". وتتضمن مطالب الوفد الفلسطيني في المفاوضات: وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة إلى المواقع التي كانت فيها قبل الحرب (التي بدأت في السابع من الشهر الماضي)، وإعادة العمل بتفاهمات 2012 (التي أنهت حربا إسرائيلية)، وفك الحصار على قطاع غزة بكافة صوره، وإنشاء ميناء بحري ومطار بغزة. كما تتضمن: السماح للصيادين بالصيد في بحر غزة، وإزالة المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى الذين أعيد اعتقالهم، وإطلاق سراح النواب المعتقلين، والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التي تراجعت إسرائيل عن الإفراج عنها، بالإضافة إلى تقديم ضمانات عربية ودولية بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي، والتزام تل أبيب بما يتم الاتفاق عليه. وفي المقابل، تطرح إسرائيل مطلب نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه الأخيرة بشدة. ومن جانبها رفضت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اقتراحات قدمتها القاهرة للمفاوضين الفلسطينيين سعيا لإنهاء هجوم إسرائيلي على قطاع غزة واعتبرتها غير كافية ولوحت باحتمال استئناف القتال عندما تنتهي الهدنة الحالية. وقالت إسرائيل إنها لم تقبل بعد الاقتراحات لكنها أشارت إلى أن مبعوثيها مستمرون مثل الفلسطينيين في حضور المحادثات غدا الأحد. وينتهي وقف إطلاق النار الحالي ليلة اليوم. وتريد حماس التي تسيطر على قطاع غزة إنهاء الحصار الإسرائيلي للقطاع وفتح المعبر مع مصر وإنشاء ميناء بحري ومطار كجزء من أي اتفاق لوقف دائم للعمليات القتالية مع الدولة اليهودية. وقال أسامة حمدان عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية لحماس إن العروض التي قدمت للوفد الفلسطيني في القاهرة (لا تلبي طموح المطالب الفلسطينية). وأضاف حمدان على صفحته على موقع فيسبوك السبت (على اسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزاف طويلة). ولم تظهر إسرائيل التي بدأت هجومها العسكري في الثامن من جويلية لمنع حماس من إطلاق الصواريخ عبر الحدود اهتماما كبيرا بتقديم تنازلات كبيرة. وتطالب إسرائيل بنزع سلاح غزة في أي اتفاق طويل الأجل وهو ما ترفضه حماس.