في مقال نشرته أمس صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن بتمويل سعودي، كتب الكاتب الصحفي الموسوعي المعروف حسين شبكشي يقول: إحباط محاولة إرهابية جديدة لتنظيم القاعدة، هكذا قالت عناوين الأخبار العالمية· واللاّفت أن التنظيم الإرهابي لجأ هذه المرّة إلى تفخيخ قطع غيار طابعات إلكترونية بمواد تفجير وتمريرها عبر وسائل النّقل العالمية من شركات نقل طرود وشركات طيران بعد أن جرّب تفخيخ الأحذية وتفخيخ الملابس الداخلية إلى تفخيخ البشر وتفخيخ الطرود، وقبل كذلك كلّه تفخيخ العقول·· القاعدة مستمرّة في تفخيخ المسلمين· لكن الخبر اللاّفت وسط هذا الضجيج الإرهابي هو النّجاح الجديد للسلطات الأمنية السعودية في تنبيه العالم وإنذاره بوجود خطر إرهابي وشيك، وتمّ إبلاغ الحكومات المعنية ونجحت في كشف المخطّط الإرهابي، وهو نجاح ثان على التوالي بعد أن تمكّنت السلطات الأمنية السعودية باقتدار من تحذير الحكومة الفرنسية من وجود مخطّط إرهابي تنوي القاعدة تنفيذه بباريس وتحديدا في شبكة المترو العريضة· هذا ما كتبه السيّد شبكشي وأرادنا من خلاله أن نقف وقفة تقدير واحترام لأجهزة الأمن السعودية، وهي وقفة تستحقّها هذه الأجهزة لكن ليس لنجاحها في إبلاغ الغرب باعتداءات محتملة، ولو أن هذا سلوك حضاري أيضا يجب أن تشكرها عليه الدول الغربية المعنية، وإنما لنجاحها في كلّ مرّة في تأمين موسم حجّ هادئ وبلا اعتداءات أو حوادث خطيرة، وهو أمر ليس بالهيّن بالنّظر إلى العدد الهائل من الحجّاج الذين يتجمّعون في مساحة صغيرة قياسا بعددهم خصوصا في أيّام المناسك المباركة· أمّا أن نحيّي الأمن السعودي على قيامه بتنبيه الغرب باعتداءات محتملة فتلك مهمّة ينبغي تركها للغرب وحده، هذا الغرب الذي يريدنا أن نكتفي بدور الجاسوس لمصلحته ودور الواشي بأعدائه، ويرى أننا لا نرتقي إلى منزلة الشريك ولا يمكن أن نرتقي إليها أبدا· لذلك، فإن أمريكا تثق في مصالح الأمن بدول الخليج ومعلوماته لكنها إن شعرت بخطر يتهدّد مصالحها هناك أرسلت عسكرها ليقوم باللاّزم بنفسه، وفرنسا تؤكّد قدرة الجزائر وجيرانها على مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل لكنها ترسل جنودها إلى النّيجر لمطاردة الإرهابيين، وسبب ذلك واضح وبسيط·· الغرب يريدنا عملاء له لا متعاملين معه·