* التشكيك في الثوابت الوطنية محاولة للتخلاط بين أبناء شعب واحد * الثوابت الوطنية وخصوصا الإسلام أكبر ضامن لوحدة وتضامن الجزائريين شنّت بعد الأطراف المصنّفة في خانة التيّار التغريبي حملة قذرة للتشكيك في الثوابت الوطنية المتمثّلة أساسا في (الإسلام، العروبة والأمازيغية)، حيث سعت جاهدة إلى الزعم بأن هذه الثوابت تسبّب انقسام الجزائريين، محاولة بذلك (التخلاط) بين أبناء شعب واحد يتقاسمون نفس الهوية التاريخية، وهو ما دفع متتبّعين وشخصيات من تيّارات مختلفة إلى الردّ بصوت واحد (الثوابت الوطنية.. خطّ أحمر). حين يكون التشكيك في الثوابت الوطنية وتوظيفها لأهداف دنيئة مصدره أطراف أجنبية فذلك ليس بالأمر الجديد علينا، فهناك من يسعى إلى اللّعب بورقة الأمازيغية لإثارة فتنة داخلية على غرار جزء من النّظام المغربي وفرنسا اللذين طالما شكّكا في هوية الشعب الجزائري ودعيا إلى تهديد الوحدة الترابية للجزائر، لكن أن تكون أطراف من الداخل هي من تقف وراء هذه الحملة المسعورة فهو ما لا يمكن تصديقه إلاّ إذا افترضنا أن جهات لا يرضيها تراص الصفّ الجزائر رغم تباين الأفكار والمواقف من مختلف القضايا تقف وراء هؤلاء التغريبيين الذين عادوا إلى النفخ في رماد (التخلاط) من خلال الزعم بأن الثوابت تهدّد وحدة الجزائر، وهي (نكتة بايخة). فالثوابت الوطنية، وخصوصا الإسلام، تعدّ أكبر ضامن لوحدة وتضامن الجزائريين. حديبي: من يشكّك في الثوابت الوطنية عميل لفرنسا وصف القيادي في حركة النهضة محمد حديبي المشكّكين في الثوابت الوطنية بالخوانة والعمالة لصالح فرنسا باعتبارها الجهة الوحيدة التي تعمل على التشكيك في هوية الشعب الجزائري، موضّحا أنه أمر خطير لا يجب السكوت عنه، داعيا السلطات إلى فتح تحقيق ضد كلّ من يشكّك في العروبة والإسلام والوحدة الوطنية التي تجمع الجزائريين عكس ما يدّعيه المتربّصون باستقرار الأمن العام الذين لا يتوانون عن التشكيك فيها. أكّد حديبي أن القانون يفرض على الأقلّية اتّباع الأغلبية واحترامها، هذا فيما يخص اللّغة العربية التي يحاول البعض التشويش عليها كلغة رسمية بحجّة أن الأمازيغ هم السكان الأصليون للجزائر، مشيرا إلى أن فرنسا هي البلد الوحيد الذي لديه مشكلة اللّغة والعربية والهوية الإسلامية بعدما عجزت خلال فترة احتلالها للجزائر عن محو أثارها، وهو ما يجعلها اليوم بعد أزيد من نصف قرن من الاستقلال تصطاد في المياه العكرة من خلال من تجنيد عمالة ثقافية تدفع لها أموالا بالعملة الصعبة من أجل إثارة هذه المواضيع الحسّاسة التي لا يقبل أيّ جزائري مسلم مهما كانت أصوله المساس بها. أمّا فيما يخص الإسلام دين الدولة فكشف القيادي في حركة النهضة أن هناك من يحاول اللّعب على وتر أحداث غرداية والحديث عن المذهب السُنّي الإباضي، نافيا أن تكون هناك حرب طائفية في الجزائر، بل إن كلّ ما يحدث هو أن هناك أجندات دولية هي التي تخلق هذه الحروب الطائفية في الدول العربية حتى تتمكّن من احتلالها باسم الدفاع عن حرّية الإنسان ومعتقداته، مشيرا إلى تداول موضوع التشكيك في الثوابت الوطنية من أيّ جهة كان يشكّل خطرا على الأمن العام. الدكتور بن نعمان: هذه خلفية التشكيك في الثوابت الوطنية استنكر الدكتور أحمد بن نعمان الباحث والمفكّر المعروف بدفاعه المستميث عن لغة الضادّ هذه الحرب، مؤكدّا أنه لولا الإسلام والعروبة لما انشقّت الجزائر الموحّدة عن فرنسا الاستعمارية، وما تزال اليوم غرناطة فرنسية، موضّحا أن هذه الثوابت الوطنية هي التي جعلت الجزائر تعيش اليوم في كنف الحرّية والاستقلال، وأن المغرب هو الذي يقف وراء هذه الحرب، حيث ما يزال يسعى إلى إشعال فتيل الفتنة بين القبائل والعرب بحجّة عدم ترسيم اللّغة الأمازيغية رغم أن التاريخ يؤكّد أن أمازيغ الجزائر هم من رغبوا في التعريب ولم يتمّ إجبارهم على ذلك، مستدلاّ في الوقت ذاته بالبيان الختامي للمهرجان المتوسّطي للثقافة الأمازيغية التي احتضنته مدينة طنجة المغربية الذي اعترف بالحكومة المؤقّتة لمنطقة القبائل في الجزائر التي أعلنها فرحات مهني في باريس. أكّد بن نعمان أن الحديث عن مشاكل الأقلّيات في الجزائر غاياته سياسية بالأساس وهدفه ترسيخ مبدأ التقسيم الذي يهدّد المنطقة على أساس طائفي تقف وراءه أياد أجنبية تحاول أن تلعب في هذه المياه العكرة، موضّحا أنه يجب النّظر إلى التعدّد العرقي مصدر ثراء المجتمعات وشاهد على حضاراتها ومكوّناتها التي تشكّلت مع الزمن، والتي تتغيّر وفق الأحداث والأزمنة والتواريخ والحكومات بمخلتف أشكالها وفتوحاتها، مشيرا إلى أن الخلاف بين الأمازيغيين وبقية مكوّنات المجتمع الجزائر يعود إلى عهود غابرة، وقد كان هذا الخلاف مصدر قوة استغلّها الاستعمار الفرنسي في الجزائر وتشكّل اليوم خطرا وتهديدا على الجزائر التي مازالت تتعافى من أثار عشرية التسعينيات الدامية التي خلّفت حوالي 200 ألف ضحية جزائرية. وأوضح بن نعمان أنه قبل أقلّ من قرن من الزمان كان معظم الباحثين الغربيين الذين يهتمّون بعوامل وجود الأمّة وبقاء هويتها ووحدتها الثقافية يراهنون على زوال اللّغة العربية وتحوّلها إلى لغات جهوية وقطرية قائمة بذاتها، على غرار واقع اللّغة اللاّتينية اليوم، لكن نظرا لخصائص تنفرد بها لغة الضادّ دون جميع لغات العالم أعطتها مناعة ربّانية مكّنتها من الصمود بفضل كتابها الخالد الذي تعهّد اللّه بحفظه في قوله: {إنّا نحن نزّلنا الذِّكر وإنّا له لحافظون}، فإن كلّ المؤامرات والمخطّطات التي وضعها أعداء هذه اللّغة في الخارج والداخل من الفاعلين الحقيقيين ونواب الفاعل قد تحطّمت على صخرة الإرادة الإلهية التي قيّضت لها من عوامل الصمود والانتشار والازدهار ما لم يكن في حسبان بشر، فأصبحت بفضل هذه الثورة الكونية الحاصلة في مجال وسائل الاتّصال من فضائيات وشبكات عنكبوتية من أهمّ اللّغات التي تحتلّ الصدارة في الاستعمال وتبشّر بمستقبل زاهر لها بفضل حافظها رغم أعدائها كما هو مبيّن في الكتاب دون لبس أو غموض أو ارتياب، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري ذو أصول أمازيغية كفيلة بتوحيد الجزائريين من تمنراست إلى تلمسان، وأن الوحدة الوطنية هي تتويج لتثبيت تعاليم الدين الإسلامي الذي أكّد بشأنه أنه في حال غياب الإيمان تضيع الأوطان والجزائر دون إسلام تساوي الصفر. فالإسلام جاء رحمة للعالمين وليس للعرب على وجه الخصوص، لأن هناك عربا يهودا وعربا نصارى. التهامي مجوري: الجزائريون مستمسّكون بثوابتهم ولن يسمحوا بتفريقهم أكّد العضو القيادي في جمعية العلماء المسلمين التهامي مجوري أن هناك ما يحاول البيع في قضية الثوابت الوطنية (العروبة، الإسلام والوحدة الوطنية) المزايدة عليها، مؤكّدا أن الشعب الجزائري يدرك حقيقة ما يجمعه من تاريخ واحد وهي بمثابة فخر واعتزاز له وليس سببا في تقسيمه كما يحاول الترويج له. أوضح مجوري أن الوحدة الوطنية وهي الوطن لا جدال فيه، فالجزائر وطن كلّ الجزائريين، أمّا بالنّسبة للعروبة، وخاصّة للذين يريدون جعل اللّغة الأمازيغية ضرّة للّغة العربية فهم يجهلون التاريخ. فعند قدوم الفتح الإسلامي للجزائر وجد شعبها يتحدّثون الأمازيغية، فهي لغة عرق ولم تكن لغة إدارة أو تعاملات، وقد ارتضى أجدادنا الأمازيغ اللّغة العربية كلغة للدولة واستعملوها في معاملاتهم ولم يتمّ إجبارهم على ذلك، لتصبح العربية اللّغة الرسمية للجزائر باعتبار الأمازيغية لغة الثقافة عكس اللّغة الفارسية والتركية، فعند الفتح كانت لغة إدارة ودولة لهذا بقيت لغة رسمية إلى يومنا هذا. أمّا بخصوص الإسلام فإن 95 بالمائة من الجزائريين يتبعون هذه الديانة ولا يمكن لأقلّية من النصارى أو اليهود المقيمين في الجزائر والتي تتعدّى نسبتهم 1 بالمائة أن يقسموا الجزائريين، أمّا بخصوص الحملات التبشيرية وما يحدث في منطقة القبائل فلا تتعدّى مجرّد محاولات فاشلة لجرّ الشباب، لكن حملات التوعية والتحسيس من طرف شيوخ وعلماء الأمّة كفيلة بتدارك ذلك. حمداش: تكلّموا العربية فإنها تزيد العقول والمروءة قال الشيخ عبد الفتّاح حمداش إن من يدّعي أن العروبة والإسلام سبب انقسام الجزائريين قد تنكّر لأصوله، لأن اللّغة العربية لغة القرآن الذي رفع الظلم عن النّاس، داعيا المواطنين إلى التكلّم باللّغة العربية لأنها تزيد العقول والمروءة كما قال الخليفة عمر بن الخطّاب رضي عنه، كما أن التاريخ والواقع وفطرة الجزائريين وقناعتهم على خلاف ما يذهب إليه من يشكّك في الثوابت الوطنية، وأن الجزائريين اختاروا اللّغة العربية لغة الدولة طوعا ولم يتمّ إجبارهم شأنهم شأن بقي الدول التي عرفت الفتوحات الإسلامية. وأوضح حمداش، مسؤول جبهة الصحوة الحرّة الإسلامية السلفية حزب غير معتمد أن حضارة (محمد) عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين امتدّت إلى 22 دولة قبل أن تتوسّع بفضل الفتوحات الإسلامية إلى 56 دولة مكّنت من إنقاذ البشرية من الأمراض والفقر واستبداد الحكّام، حيث كانت نورا وطوّرت المفاهيم ووضعت قوانين عادلة، وفرنسا كانت من بين الدول التي استفادت من هذة الحضارة، حيث كان يطلق عليها (اسم فرنسا آكلة الفئران) قبل أن يحلّ بها الإسلام وينقذها رفقة ثلث من (القارّة العجوز) من وباء الطاعون من خلال نشره تعاليم الطهارة. وأشار المتحدّث إلى أن المشكّكين في الإسلام يريدون أن يقولوا (نحن اليوم لا شيء)، في حين أننا نمثّل مليار ونصف مليار من مجموع البشرية على الأرض، محمّلا الحكومة مسؤولية هذا الوضع الخطر بسبب عدم دفاعها عن الإسلام واستنباط القوانين الوضعية منه والاكتفاء بالقول إننا مسلمون بالوراثة، موضّحا أن فرنسا استعمرتنا 132 سنة جوّعت فيها الشعب الجزائري ودمّرت المساجد والمحافل الإسلامية وسجنت العلماء وقتلت المفكّرين ورغم ذلك لم تستطع القضاء على الإسلام، غير أن ذلك لا يمنعنا من نفي أن الفكر الفرنكفوني سائد اليوم في مجتمعنا والنخبة المهيمنة لديها عقيدة علمانية. وأكّد حمداش أن الإسلام والعروبة سبب نجاح الأنظمة العالمية، فمعظم الإطارات والكفاءات في هذه البلدان من الدول العربية في حين هي تسوّق لنا اليوم أدنى شيء من العلوم والتقنيات الحديثة، وهو ما جعل حالة التخلّف تسود المجتمع الجزائري، موضّحا أن التنكّر لهوية الشعب هو بداية التعفّن الاجتماعي.