نشطاء يتّهمون القاهرة باحتجاز عائلات فلسطينية في ظروف مهينة اتّهم نشطاء فلسطينيون السلطات المصرية باحتجاز عشرات العائلات الفلسطينية من المهاجرين غير الشرعيين المحتملين إلى أوروبا في ما أسموها (معتقلات) وفي ظروف وصفوها ب (المهينة)، فيما أقرّت القاهرة بوجود (مافيا مهرّبين) على إراضيها لتهريب مهاجرين غير شرعيين إلى أوروبا، وذلك بعد أسبوع من غرق سفينة في المتوسّط بعد مغادرتها الشاطئ المصري وعلى متنها 500 راكب، وأنها تتحرّى أمنيا عن فلسطنييين وسوريين محتجزين لديها. قال ناشط فلسطيني رفض الكشف عن اسمه إن (السلطات المصرية تعتقل عائلات فلسطينية بينهم أطفال ونساء في ظروف صعبة ولا تقدّم لهم أيّ عناية صحّية وظروف اعتقالهم مهينة لآدميتهم)، مطالبا سفارة القنصلية الفلسطينية في الإسكندرية بسرعة الاطمئنان على صحّة أفراد هذه العائلات التي قال إنهم معتقلون في مدن الإسكندريةودمياط ومرسى مطروح على ساحل البحر المتوسّط، حيث كانوا في طريقهم إلى أوروبا عبر مراكب الهجرة غير الشرعية. وقال القنصل الفلسطيني روحي القدومي في إيطاليا من مدينة كاتانيا: (لا يوجد ناجون أحياء على الأراضي الإيطالية ولا توجد أيضا جثث للقتلى)، وأضاف: (لقد اتّصلت بنائب محافظ المدينة وأبلغني بأنهم لم يتسلّموا أيّ جثث ولم يعثروا على أيّ ناج من الكارثة)، وأكّد أنه (لا يوجد أيّ تأكيد لدى السلطات الإيطالية عن مكان وقوع الحادث، لكن هناك ترجيح بأن يكون وقع في المياه الدولية وليس في المياه الإقليمية). والمهاجرون غير الشرعيين الذين انطلقوا من مصر كانوا في طريقهم إلى إيطاليا عندما صدم المهرّبون المصريون المركب عن عمد قرب جزيرة مالطا لأنهم رفضوا الصعود إلى مركب أصغر، كما روى ناجون. وقال المتحدّث باسم وزارة الداخلية المصرية هاني عبد اللطيف ردّا على سؤال حول إمكانية أن يكون مهرّبون مصريون مسؤولين عن غرق السفينة: (هناك مافيا مهرّبين يقودون مهاجرين غير شرعيين إلى إيطاليا)، مشيرا إلى وجود (عمليات تنسيق أمنية مع إيطاليا). والمهاجرون القادمون من سوريا والأراضي الفلسطينية ومصر والسودان انطلقوا في السادس من سبتمبر من مدينة دمياط المصرية على ساحل المتوسط. وقال عبد اللطيف إن (هؤلاء السوريين والفلسطينيين يدخلون إلى مصر بواسطة تأشيرات سياحية قبل أن يحاولوا التوجّه إلى إيطاليا بشكل غير شرعي)، وأوضح أيضا أن (جهاز الأمن الوطني يقوم بتحرّيات على السوريين والفلسطينيين الذين يتمّ القبض عليهم أثناء الهجرة غير الشرعية لاضطراب الوضع الأمني). وقال ثلاثة شبّان من قطاع غزّة، نجوا من الموت غرقا ووصلوا إلى اليونان، إنهم لا يعرفون مصير بقية الركّاب الذين تواجدوا على متن سفينة للمهاجرين تقلّ عشرات الفلسطينيين غرقت الأربعاء قبل الماضي قبالة السواحل الإيطالية اليونانية. نجاة ثلاثة من 400 فلسطيني نقل المرصد الأورمتوسّطي لحقوق الإنسان، وهو مؤسسة حقوقية غير حكومية، يوم الخميس عن هؤلاء الشبّان في مقطع فيديو قصير لهم نشره على موقعه الالكتروني (إن شابّا مصريا وفتاة وطفلة سوريتين فقط تمكّنوا من الوصول إلى سواحل اليونان ونجوا من الموت غرقا). وفي بيان له قال المرصد الأورمتوسّطي الذي يتّخذ من جنيف مقرّا رئيسا له وفروعا أخرى في عدد من دول الشرق الأوسط، إن (الشبّان الثلاثة هم شكري العسولي، محمد راضي وعبد الحيلة، وثلاثتهم من قطاع غزّة، وصلوا فجر الخميس إلى اليونان). وأشار المرصد إلى أن المعلومات الرسمية من اليونان حتى اللحظة هي فقط نجاة ثلاثة غزّيين، إضافة إلى شابّ مصري وفتاة سورية عمرها 19 سنة مصابة وطفلة سورية عمرها عامان، إضافة إلى طفلة (لم يحدّد جنسيتها) توفّيت عمرها 9 أشهر. وكانت السفارة الفلسطينية في اليونان أعلنت قبل أيّام في بيان لها وزّع على وسائل الإعلام أن سفينة كانت تقلّ أكثر من 400 شخص، أغلبهم فلسطينيون من سكان قطاع غزّة تعرّضت للإغراق عمدا مساء الأربعاء قبل الماضي بعد أن انطلقت من مدينة الإسكندرية، شمالي مصر. وتحاول جهات فلسطينية رسمية وحقوقية معرفة مصير المفقودين.