اتّهمت صحيفة واشنطن بوست" الأمريكية النّظام السياسي الحاكم في مصر بانتهاج أساليب الدولة البوليسية، حسب قوله، مشيرة إلى عمليات الخطف والاعتداءات القاسية التي تعرّض لها ناشطون معارضون في مصر في إطار حملة قمع قبل انتخابات مجلس الشعب المقرّرة في أواخر نوفمبر الجاري· وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت في اليوم التالي مباشرة لنشرها مقالة الدكتور يوسف بطرس غالي التي دافع فيها عن النّظام، قالت إنه عندما احتجّت إدارة الرئيس باراك أوباما على تراجع الرئيس حسني مبارك عن وعوده وقيامه بتجديد قانون الطوارئ في أواخر ماي الماضي تعهّد المسؤولون المصريون آنذاك بعدم استخدام القانون إلاّ في قضايا الإرهاب والمخدّرات، وأضافت أنه مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية أصبحت حملات القمع التي يمارسها النّظام أكثر شراسة، حيث تمّ اعتقال المئات من نشطاء جماعة الإخوان المسلمين وإلغاء البرامج التلفزيونية وأعمدة الصحف التي تنتقد النّظام وتمّ اعتقال قادة الطلاّب، وأشارت إلى أنه في عدد من الحالات الأخيرة تعرّض عدد من الناشطين السياسيين السلميين للاختفاء بمن فيهم أولئك الذين يدعّمون الحركات الديمقراطية العلمانية، حيث تمّ اختطافهم واحتجازهم لعدّة أيّام من طرف الشرطة السرّية تعرّضوا خلالها للضرب والتعذيب أحيانًا، ثمّ تمّ إطلاق سراحهم على الطرقات خارج القاهرة· وأوضح أن كلّ ذلك حدث بدون استخدام قانون الطوارئ كما تعهّد الرئيس مبارك، غير أنه وبدلاً من ذلك بدأ النّظام بأكمله التصرّف خارج سيادة القانون، فالنّاشطون الشباب الذين تعرّضوا للخطف والاعتداء ليس لديهم ما يلجأون إليه، فلا توجد قضية للطعن فيها، كما أنهم يعجزون عن التعرّف على أولئك الذين اعتدوا عليهم· واعتبرت الصحيفة أن هذا الانزلاق اتجاه أساليب الدولة البوليسية، والتي عادة ما ترتبط بدول مثل سوريا أو السودان يشكّل مشكلة للولايات المتّحدة كما هي للمصريين، فالرئيس مبارك يبلغ من العمر 82 عاما ومعتل الصحّة على حدّ تعبيرها·