ظاهرة غريبة انتشرت في المجتمع الجزائري أصبحنا نشاهدها يوميا تتلخص في تنقل نساء على مشارف الشيخوخة عبر الشوارع وهن يلبسن ملابس لا تتناسب مع أعمارهن بعد أن استهوتهن الموضة وحبّ المنافسة والخروج في أبهى حلة، حيث أصبحن يتنافسن مع فتيات في عمر حفيداتهن وهو ما لاحظناه ونحن نقوم بجولة في الشارع، سيدة ترتدي سروال جينز ضيق مع سترة شفافة تفصل معالم جسمها بالكامل، الغريب في الأمر أن هذه العجوز كانت ترتدي خمارا وهو ما أثار الحيرة وسط جمع من الناس. سيدة أخرى في العقد الخامس من عمرها أثارت حفيظة كل من كان يجلس في الحافلة، حيث كانت ترتدي قميصا وتنورة قصيرة ما جعل البعض يتهامس ويتمتم بكلمات غير مفهومة لكنها توحي كلها للاستغراب من هيئة تلك السيدة، رتأينا الحديث مع بعض المواطنين حول هذه الظاهرة التي لا تمت بعاداتنا وتقاليد مجتمعنا المحافظ حيث يقول أحد الشباب الذين سألناهم عن الموضوع إنها الظاهرة استفحلت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة ولم تعد تقتصر هذه الملابس على الفتيات الصغيرات في السن فقط لتشمل مسنات كذلك، ليردف قائلا إنه يعرف بناتا لا يلبسن الحجاب ولكنهن قمة في الأخلاق والحياء وحتى لباسهن محتشم ومشيتهن مشية استحياء، في حين يرى نساء يدعين أنهن يلبسن ملابس لكنهن في الحقيقة شبه عاريات وتظهر كل تفاصيل أجسادهن، وحتى مشيتهن لا تعكس أعمارهن ولا حتى جيلهن. سيدة هي الأخرى عبرت عن رأيها حول الموضوع، حيث قالت كنت ألبس الحجاب الملتزم والملابس المتحفظة فكان زوجي يتهمني بعدم مسايرة الموضة، وكنت أراه ينظر كثيرا إلى الفتيات اللواتي يمشين بحجاب السروال والموضة في الشارع ويبدي إعجابه بلباسهن، لذلك أصبحت أرتدي حجاب السروال وحجابات الموضة إرضاء له، لأنه يهتم كثيرا بالجمال والأناقة، ويريدني أن ألبس مثل زميلاته في العمل، لتقول إنها اليوم أصبحت تجتهد من أجل إرضاء زوجها، وتشتري آخر صيحات الموضة في عالم الحجاب حتى لا ينظر زوجها لزميلاته في العمل، وللفتيات اللواتي يراهن في الشارع. بات الأمر عاديا للبعض للأسف وهذا بعد أن أصبحت نساء ترتدين ملابس وحجابات عصرية عبارة عن سروال الجينز مع بودي ضيق أو قميص أو جاكيت، أو معطف قصير، في أناقة مزجت بين الثقافة الأوربية والتقليد الإسلامي كوسيلة من وسائل عرض مفاتن المرأة بأشكال وألوان مثيرة للانتباه وجاذبة للنظر وهو ما تشهده الأسواق والشوارع، وحسب الموضة أصبح بإمكانهن ارتداء كل أنواع الملابس من السروال إلى التنورة إلى الفستان إلى القميص، والتنويع من خلال الألوان وأنواع الأقمشة، بحيث صار هناك خلط واضح صنعته العجائز اللواتي رحن يلبسن ألبسة فاضحة لا تتماشلى وأعمارهن من دون أن ننسى بعض الفتيات اللواتي يظهرن عبر الشوراع بملابس فاضحة. من جهته يقول أحد الأئمة إنها حقيقة مؤسفة ما آلت إليه مجتمعاتنا بحجة مواكبة الموضة وهي ذريعة لم تختص بها الفتيات بل حتى المسنات والشرع يناهض هذه الظاهرة، لأن هذه الملابس التي تلبسها بناتنا والتي مست حتى المسنات هي أمور مؤسفة وهي من تلبيس الشيطان للمسلم، حيث أن الشيطان هو الذي يغير تسمية الأشياء ليحلل الحرام ويحرم الحلال كتسمية الخمر مشروبات روحية. وأضاف أن يكون لباس المرأة محتشما ويحقق لها المقصود من السترة لا يعني أن تلبس بطريقة تجعل المجتمع ينظر إليها نظرة ازدراء، وكما قال الشيخ محمد الغزالي (المرأة حاليا تعيش بين التيارات الوافدة والتقاليد الراكدة، أي بين قوم يريدون أن يخرجوها من لباسها الشرعي وقوم يريدون أن يضيقوا عليها في سجن، والإسلام يأبى كل هذا لأنه دين الوسطية والاعتدال). وقال إن (الحجاب الشرعي هو الذي يحقق المقصود من الستر ويبعدها عن الفتنة ولهذا وضع العلماء لهذا الحجاب شروطا أولا أن يكون ساترا لسائر البدن ما عدا الوجه والكفين، وأن لا يكون فضفاضا، لا ضيقا، وأن يكون غير شفاف، ورابعا أن لا يكون زينة في ذاته، وأن لا يكون شبيها بلباس الرجال وأن لا يكون شبيها بلباس الكافرة أو العاهرات المعروفات بالفسق، فأي لباس تنطبق عليه هذه الشروط هو لباس شرعي) ومن الأحسن أن يكون اللباس المختار لنسائنا من مختلف الأعمار سواء كن فتيات أم عجائز.