أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيّد عبد الوهاب نوري أمس السبت بتيبازة عن العمل من أجل إعادة إحياء البرامج الكبرى التي عرفها القطاع، منها السدّ الأخضر من أجل المحافظة على النظام الإيكولوجي للبلاد. قال السيّد نوري (إن الوزارة تفكّر في إحياء البرامج الكبرى كالسدّ الأخضر وإحياء السلوكيات والرؤى التي صنعت أمجاد قطاع الغابات)، داعيا إلى غرس ثقافة الاعتناء بالأشجار لدى الأبناء والمواطنين بصفة عامّة. وفي ختام اللاحتفال الرسمي باليوم الوطني للشجرة بسدّ بوكردان بتيبازة بحضور وزير الموارد المائية السيّد حسين نسيب ووالي الولاية السيّد مصطفى العياضي، وكذا إطارات قطاع الفلاحة والتنمية الريفية أوضح السيّد نوري في تصريح صحفي أن المناسبة (فرصة للوقوف على مدى تسبّب الإنسان في الخسائر الفادحة للغطاء النباتي جرّاء حرائق الغابات التي تأتي على آلاف الهكتارات سنويا)، معربا عن أسفه الشديد لتلك الحصيلة. وقال الوزير: (اليوم يجب أن نقف وقفة مسؤولة وموضوعية لتقيم هذه الوضعية وتقييم دور الإنسان المتسبّب رقم واحد في تلك الخسائر)، داعيا إلى (ضرورة المحافظة على الشجرة بصفتها رمز الحياة وإيجاد السبل والحلول لتفادي العواقب السلبية)، وأبرز في السياق التغيّرات المناخية الحاصلة في إفريقيا والجزائر على وجه الخصوص، مرافعا من أجل المحافظة على الغطاء النباتي كشرط أساسي من أجل المحافظة على النظام الإيكولوجي في ظلّ تسجيل ندرة الثروة المائية. وعلى صعيد آخر، طمأن الوزير موظّفي قطاع الغابات بخصوص (تحسين الظروف المهنية الصعبة للأعوان والضبّاط نضير الخدمات الجليلة التي يقدّمونها للوطن)، معربا عن افتخاره بالمجهودات التي يبذلونها للمحافظة على الغطاء النباتي. وفي السياق، تعتزم وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تجسيد مشاريع كبرى لتعزيز الثروة الغابية في الجزائر والمقدّرة ب 4.7 مليون هكتار، حسب وثيقة أصدرتها أمس السبت مصالح ذات الهيئة بمناسبة اليوم الوطني للشجرة المصادف ل 25 أكتوبر من كلّ سنة. وجاء في الوثيقة التي تمّ توزيعها على الصحافة على هامش إشراف وزير القطاع السيّد عبد الوهاب نوري بسد بوكردان (تيبازة) على حملة تشجير بالمناسبة (تسطير برامج تشجير طموحة في إطار المخطط الخماسي 2015-2019). تهدف هذه البرامج (أساسا) إلى (إعادة تشكيل الأنظمة البيئية للغطاء الغابي بصورة تسمح باستعادة المساحات الغابية الشاسعة التي تتسبب الحرائق سنويا في إتلافها) والمقدّرة ب (آلاف الهكتارات حسب وزير القطاع). وتشتمل هذه البرامج على ثلاث مبادرات (إعادة تشكيل الثروة الغابية من خلال التشجير في إطار مشاريع تهيئة الغابات) و(محاربة ظاهرة التصحّر في مناطق السهوب وأبواب الصحراء والصحراء) و(حماية مصبّات الأحواض وتنمية المناطق الجبلية). وركّزت الوثيقة على محاربة ظاهرة التصحّر التي تعدّ (هاجسا حقيقيا يهدّد المناطق الشمالية) من خلال (إحياء وتوسيع مشروع السدّ الأخضر) و(تسيير وحماية مساحات الرعي) و(حماية الواحات) و(إعادة الاعتبار للمناطق المخصّصة للحلفاء). وستشمل العملية (محاربة التصحّر) مساحة إجمالية تقدّر بمليونين و500 ألف هكتارا موزّعة عبر 600 بلدية تابعة ل38 ولاية، حسب نفس المصدر. موازاة مع ذلك باشرت وزارة القطاع منذ سنة 2000 في إطار المخطّط الوطني للتشجير مشاريع سمحت بتشجير 716 ألف هكتارا، منها 230 ألف مخصّصة للأشجار المثمرة. وتطمح ذات المصالح في إطار نفس المخطّط إلى استكمال عمليات التشجير لتبلغ مساحة تقارب المليون و246 ألف هكتارا في آفاق 2020.