اختتمت فعاليات معرض إنتاج العسل الذي شارك فيه منتجو العسل ومشتقّاته من مختلف ولايات الوطن، هذه المبادرة لاقت استحسان هؤلاء، حيث سمحت لهم بالاقتراب من المستهلك وتقديم توضيحات له، كما كانت فرصة مناسبة لكسب ثقة المستهلك في هذا المجال نظرا للغشّ الذي طال إنتاج العسل، مصرّين على غرس ثقافة استهلاك العسل من جديد في عادات المواطنين بالنّظر إلى الفوائد الكثيرة لهذه المادة. ل. حمزة شهد معرض العسل ومنتجاته في طبعته الأولى، والذي أشرفت على تنظيمه الغرفة الفلاحية لولاية بومرداس واحتضنته دار الثقافة (رشيد ميموني) على مدار أسبوع كامل وقدّم أجود أنواع العسل الطبيعي إقبالا كبيرا، حيث استقطب العديد من الزوّار قدِموا لاكتشاف تلك المعروضات وطلب معلومات حول مادة العسل. وأوضح العارضون أن الإقبال بدأ في التزايد بعد صدور بعض المقالات عنه في الجرائد وإذاعه في مختلف وسائل الإعلام، وهو ما يفسّر غياب الدعاية الكافية التي تسمح بجذب أكبر قدر ممكن من المهتمّين بهذا المجال، والذي انعكس سلبا عليهم. وكان الهدف من تنظيم المعرض -حسب الجهة المنظّمة- هو السعي لغرس ثقافة استهلاك العسل وإيصالها إلى المواطنين في كيفية تناول العسل وكيفية شرائه. واستفاد الحضور في هذا المعرض من إرشادات وتوضيحات المختصّين في تربية النّحل الذين جاءوا من مختلف ولايات الوطن وعرضوا منتوجاتهم المتنوّعة من العسل الطبيعي المستخلص من الأزهار والبرتقال والسدر والكاليتوس وغيرها، حيث أجمع كلّ من تحدّثنا إليهم على أن الجزائر تملك قدرات كبيرة في إنتاج العسل، حيث يتميّز هذا الأخير بأنواع مختلفة عكس بعض الدول التي يقتصر إنتاجها للعسل على السدر، وعليه فهذا المجال ما يزال خصبا في بلادنا ويحتاج إلى الدعم والعناية. كما أن هذا المعرض الذي خلق فضاء لتبادل الخبرات والمعارف بين مختلف المشاركين يسهم في دعم وإنعاش هذا القطاع، وكذا دعم مربّي النّحل في تسويق منتجاته. وقد أوضح رئيس الغرفة الفلاحية لولاية بومرداس سباوي صادق أن تنظيم هذا المعرض يهدف أساسا إلى تشجيع مربّي النّحل على تبادل الخبرات والتنافس فيما بينهم لرفع الإنتاج وفي نفس الوقت تقريب المستهلك من المنتوج وتعريفه بفوائد منتوجات خلية النّحل، وبالتالي خلق ثقافة استهلاك العسل والتفريق بين الطبيعي والمغشوش. كما أن دور المعارض بصفة عامّة إرشادي وإعلامي، فهي من جهة تعلّم مربّي النّحل الطرق الصحيحة لتربية النّحل وتساعد على جلب مربّين جدد، ومن جهة أخرى تمكّن من تسويق المنتوج وتشجيع المربّين الذين يحقّقون نتائج إيجابية، وهو ما يتمّ اكتشافه من خلال إخضاع المنتوج للتحاليل المخبرية التي من شأنها أن تبيّن مدى جودته.