جزائريون يجهلون معنى ذكرى عاشوراء المسلمون أحق بموسى من اليهود تتعدد الأعياد الدينية وتختلف فمن عيد الفطر إلى عيد الأضحى المباركين، بالإضافة إلى هذين العيدين هناك أعياد أخرى تشترك الأمة الإسلامية في إحيائها كذكرى المولد النبي الشريف، أول محرم وعاشوراء هذه الذكرى التي تحتفل بها مختلف الأقطار العربية كل حسب عاداته وتقاليده، وحسب المذاهب والأطياف الدينية المتبعة في كل قطر، والجزائر كغيرها من الدول العربية تحيي هذا اليوم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يعلم الجزائري ما المقصود بيوم عاشوراء؟ وما هي الكيفية الصحيحة لإحيائه؟ عتيقة مغوفل عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، ويصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، في معركة كربلاء لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن. كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في نفس اليوم، لذلك اختلف المسلمون في إحيائه، ومن أجل معرفة ماذا يعرف الجزائري عن عاشوراء و كيف يحيي المناسبة، قامت أخبار اليوم بالتجوال في بعض شوارع العاصمة وسؤال بعض المواطنين عن موضوعنا فكانت إجاباتهم متباينة من شخص لآخر. جزائريون يجهلون مغزى عاشوراء أول من قابلناه كان (محمد) البالغ من العمر46 ربيعا، موظف ببلدية القبة بالجزائر العاصمة، سألناه عن الموضوع فأجاب(عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، ويجب على المسلمين أن يصومونه مع صوم يوم قبله أو يوم بعده، وفي ذلك أجر عظيم عند الله عزوجل، كما أننا نقيم في البيت بالاحتفال بهذه المناسبة من خلال تحضير طبق عشاء مميز، عدنا وسألنا السيد(محمد) مرة أخرى هل يعلم لماذا نحتفل بهذا اليوم فقال: (نعم نحتفل به لأنه يوم للزكاة حيث يقوم كل الأغنياء بتزكية مالهم إذا ما دار عليه العام وتقديمه للفقراء الذي لا يملكون قوت ليلة، بالإضافة إلى هذا فقد استحدثث الحكومة الجزائرية صندوق الزكاة حتى تجمع فيه كل أموال المزكين ثم توزيعها على من يستحقها). اقتربنا من خالتي الضاوية سألناها كيف تحيي ذكرى عاشوراء رفقة عائلتها فردت علينا أنها تقوم كغيرها من ربات البيوت الجزائريات بتحضير وجبة عشاء مميزة بهذه المناسبة، كما تقوم بدعوة جميع أبنائها وبناتها لهذه الوجبة، بالإضافة إلى هذا فإنها تحب عجن بعض الخبز أو المسمن الذي يحبه أبناؤها كثيرا، كما أنها تقوم بتوزيع ذلك الخبز على بعض جيرانها في العمارة التي تقطن بها بحي قاريدي، عدنا و سألنا خالتي ضاوية عما تعنيه عاشوراء بالنسبة لها فردت علينا أنها ما تعرفه عن هذا اليوم أنه يوم للصداقات والتبرعات، حيث يقوم الأغنياء بتزكية مالهم للفقراء، ثم واصلت حديثها قائلة (أنا امرأة أمية وأبلغ من العمر 76 عاما لم أذهب قط إلى المدرسة ولا أفهم الكثير من الأشياء، ولكن ما أعلمه أنني أقوم بإحياء هذا اليوم مثلما كان يحييه أجدادنا من قبل حتى لا تقطع العادة وتبقى راسخة للجيل القادم). تلاميذ لم تعلمهم المدارس معنى يوم عاشوراء بعد أن سألنا كبار السن عن ما يعرفونها عن ذكرى عاشوراء، ارتأينا أن نسأل بعض الأطفال وتلاميذ المدارس عما تعلموه في مقاعد الدراسة حول الاحتفال بهذا اليوم، لذلك اغتمنا فرصة خروج بعض التلاميذ من ابتدائية فضيل الورثلاني ببلدية بولوغين، وكان أول من قابلنا سامي البالغ من العمر 11سنة تلميذ في سنة الخامسة من التعليم الابتدائي فرد علينا: ( عاشوراء سيكون يوم الإثنين القادم وسيكون قبله يوم السبت ذكرى الفاتح من نوفمبر اندلاع الثورة التحريرية لذلك فنحن في عطلة ابتداءا من يوم الخميس إلى غاية يوم الثلاثاء، براءة سامي وطفولته جعلته عفويا في إجابته إلا أننا قمنا وطرحنا عليه السؤال مرة أخرى بعد أن شرحنا له المغزى من سؤالنا فأجابنا (قالت لنا أنيساتي أننا سنحتفل يوم الإثنين بعيد عاشوراء وهو يوم هام بالنسبة لكل المسلمين في العالم، لذلك يقوم الكبار بصيام هذا اليوم وعلينا نحن الصغار الدعاء فيه لكل الناس بالخير والبركات هذا ما قالته لنا المعلمة). عاشوراء ذكرى للصيام والقيام ومن أجل معرفة المغزى الحقيقي من إحياء ذكرى عاشوراء وعن الكيفية الصحيحة التي يجب من خلالها إحياء هذه المناسبة، ربطت(أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ محمد شريف قاهر، مسؤول الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى، الذي أكد لنا بدوره يوم عاشوراء عظيم عند المسلمين، فصيام هذا اليوم كان معروفا بين الأنبياء، ولما هاجر سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وجد اليهود يصومنه لأنه اليوم الذي نجى الله فيه نبيه موسى عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وجنوده، فقال رسول اللَّهِ (نحن أحق بموسى منكم)، فصامه رسول الله وأمر بصيامه، إلا أنه اشترط عليه الصلاة والسلام على المسلمين أن يصوموا يوما قبله أو بعده حتى نخالف اليهود. بالإضافة إلى هذا فإن يوم عاشوراء هو أفضل يوم في شهر المحرم، فصيامه يكفر السنة الماضية من الذنوب، فقد قال رسول الله: (صيام يومِ عرفة أحتسب على الله لأن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعدها وصيام عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله). كما أضاف الشيخ قاهر أنه من المستحب إحياء هذا اليوم من السنة ولكن بطرق شرعية لا بإحياء البدع والمنكرات، وجعله يوما لإطعام الفقراء والمساكين ومدهم الصدقات، وبهذا سيكون للفاعل أجر عظيم عند الله عزوجل.