أعلن مستشار رئيس البرلمان الليبي للشؤون الإفريقية عيسى عبد المجيد أن خطر (داعش) امتدّ إلى الجزائر بسبب وجود جهاديين في الجنوب الغربي الليبي أعلنوا ولاءهم لهذا التنظيم وأصبحوا يشكّلون بذلك تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار الجزائر، كاشفا أن ليبيا تسعى بالتنسيق مع الجزائر لعقد اتّفاقات واجتماعات من أجل تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات لوضع حدّ لهذا التنظيم المتطرّف. أكّد عيسى في حوار مع جريدة (الشرق الأوسط) أن (داعش) لم يعدّ خطرا يقتصر على ليبيا فقط بعدما ألقى هذا التنظيم بسهامه إلى الجزائر لجعلها هدفا لها، قائلا: (هناك مجموعات متطرّفة بما فيها ما يسمّى بداعش، وبعض هذه المجموعات موجودة في أماكن مختلفة من ليبيا بما فيها العاصمة طرابلس ودرنة وبنغازي، حيث يقوم الجيش بمواجهتهم بسبب التصرّفات التي تتشابه بين المتطرّفين في هاتين المدينتين وتصرّفات داعش في العراق وسوريا من قتل للخصوم وقطع للرؤوس)، مشيرا بخصوص التقارير إلى أن المعلومات تتحدّث عن وجود قيادات جزائرية متطرّفة في جنوب غرب ليبيا من أمثال مختار بلمختار وغيره من الشخصيات الخطرة التي يمكن أن تكون مصدرا للقلق في المستقبل وحدود تعاون ليبيا مع الجزائر لمواجهة هذا الخطر، إلاّ أن هناك اجتماعات لدول جوار ليبيا عقدت عدّة مرّات وسوف يتمّ التنسيق بين وزارة الداخلية الليبية ونظيرتها الجزائرية، وكذا الأجهزة المعنية كالاستخبارات، وفي حال وجود جهاديين في الجنوب الليبي فهذا خطر على الجزائر وخطر على ليبيا أيضا، وبما أن الجزائر تهتمّ بأمنها وليبيا كذلك تهتمّ بأمنها فإن شاء اللّه ستكون هناك اتّفاقات واجتماعات وسيجري التعاون الأمني وتبادل المعلومات، وتفاصيل هذه الأمور لدى جهات الاختصاص كرئاسة الأركان ووزارة الداخلية الليبية والمخابرات. وجدّدت ليبيا (إنه لا حوار مع من يحملون السلاح)، حيث قال عيسى عبد المجيد: (قد يكون حوارا بين بعض الأعضاء المتغيّبين عن جلسات مجلس النواب والأعضاء المنتظمين في الحضور، لكن من المستحيل أن يكون هناك حوار مع من يحمل السلاح ويقتل أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وضبّاط الجيش والشرطة ويقوم بقطع الرؤوس للمواطنين والخصوم، لا حوار مع مثل هؤلاء، لكن نحن نرحّب بالحوار مع كلّ من يترك السلاح جانبا ويرضى بمسار العملية الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع). في سياق متّصل، وصل مساء أوّل أمس رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى الجزائر في زيارة رسمية بدعوة من رئيس البرلمان محمد العربي ولد خليفة. وسيجري صالح خلال تواجده بالجزائر محادثات مع عدّة مسؤولين رسميين بالجزائر حول الوضع في ليبيا وأفق حلحلة الأزمة الداخلية في البلاد، وقال في تصريح صحفي عقب وصوله إلى الجزائر إنه يأمل في أن تلعب الجزائر دورا إيجابيا على صعيد المساعدة في إنجاز الحوار الوطني في ليبيا. وتسعى الجزائر إلى عقد مؤتمر حوار وطني ليبي يجمع كلّ الفرقاء كان مقرّرا نهاية أكتوبر الجاري، لكنه تأجّل إلى حين توفّر الظروف الملائمة، حسب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة. وكان لعمامرة قد أكّد في تصريح صحفي قبل أسبوعين إرادة الجزائر في إقناع الليبيين ب (أهمّية حوار شامل وبالتوجّه نحو المصالحة الوطنية الضامنة لتعزيز شرعية المؤسسات وتعبئة كافّة الوسائل والموارد لإعادة بناء هذا البلد الذي يعاني من الحرب والمواجهات بين الأشقّاء).