يستعدّ أكثر من 35 ألف حاجّا جزائريا للوقوف بعرفات ومنن يوم غد، ذاك اليوم المشهود الذي يعتبر من بين أهمّ مناسك الحجّ، والذي ينتظره الكلّ من أجل التكبير للّه عزّ وجلّ والدّعوة بأن يصلح أمور الإسلام والمسلمين في العالم قاطبة· وبالموازاة مع ذلك، سجّلت البعثة الجزائرية انخفاضا في عدد الوفيات وسط الحجّاج الجزائريين مقارنة بالفترة ذاتها من الموسم الماضي، حيث وصل عددهم إلى 7 منهم مغتربون وقاطنون بأرض الوطن بعدما بلغوا 13 العام الماضي وذلك بالنّظر إلى التحسّن المسجّل في تغطية البعثة الملازمة للحجّاج· وقد أكّد رئيس الديوان الوطني للحجّ والعمرة الشيخ بربارة متحدّثا للقناة الأولى للإذاعة الوطنية أن جميع الظروف موفّرة لاستقبال الحجّاج الجزائريين على صعيد عرفة وما بعده في أيّام التشريق، وأضاف أن أعضاء من البعثة المرافقة للحجّاج كلّفوا بمعاينة وحراسة مخيّمات الجزائريين في كلّ من جبل عرفات ومنطقة منن، مشيرا إلى أن عدد الجزائريين في هذا الموسم ناهز ال 35.660 حاجّ· على صعيد آخر، كلّف بعض أعضاء من البعثة والذين هم عبارة عن مرشدين دينيين بتقديم دروس وشروح للحجّاج الجزائريين عن كيفية أداء المناسك بالطريقة الشرعية، خاصّة المتعلّقة منها بالصّيام وكيفية الوقوف والنّحر وغيرها من المناسك الهامّة في الرّكن الخامس من أركان الإسلام· هذا، وقد أكّدت البعثة الطبّية الجزائرية منذ انطلاق الموسم إلى يومنا حسب آخر التصريحات من عين المكان وجود 7 وفيات، منها أربع لمغتربين و3 حالات أخرى من أرض الوطن، وهي حصيلة منخفضة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي حسب رئيس الديوان الوطني للحجّ والعمرة المرافق للحجّاج بالبقاع المقدّسة· في حين، تعتبر أغلب حالات الوفاة المسجّلة لأشخاص مسنّين تتراوح أعمارهم بين 60 و80 سنة، والذين يشكّلون أعلى نسبة من الزوّار إلى بيت اللّه الحرام وإلى تدهوّر حالتهم الصحّية، الأمر الذي يستدعي فطنة ومرونة في التدخّل لأعوان الحماية المدنية الجزائرية المرافقين للحجّاج في البقاع المقدّسة· من جانب آخر، لم يتحدّث بربارة عن عدد الحجّاج الجزائريين الذين أقصيوا من أداء مناسك هذا الفرض، واكتفى بالقول إن عدد الحجّاج القادمين من الجزائر إلى البقاع المقدّسة لهذا الموسم ناهز ال 35.660 حاجّ، في الوقت الذي ذهبت فيه أخبار تتحدّث عن حرمان حوالي 10 آلاف حاجّ من الالتحاق بالحجّ هذا العام رغم اختيارهم عن طريق القرعة ودفعهم لتكاليف الرّحلة بسبب رفع شركات الطيران أسعار التذاكر ونفاذها في بعض الأحيان· علما أن آخر رحلة مبرمجة من الجزائر نحو مطار جدّة كانت يوم الخميس الماضي، في حين انطلقت أغلب الرّحلات الأسبوع الماضي بطائرات شبه فارغة بسبب أزمة التذاكر المخصّصة للحجّاج الجزائريين للانتقال إلى البقاع المقدّسة في ظلّ رفض الحجّاج دفع قيمة مالية تفوق ال 32 مليون سنتيم وتصل إلى 55 مليون سنتيم، ونفاد حصّة الديوان الوطني للحجّ والعمرة من التذاكر والمقدّرة ب 22 ألف تذكرة، وعدم تمكّن كلّ من الديوان الوطني للسياحة والنّادي الجزائري للسياحة والأسفار من إقناع 14 ألف حاجّ المتبقّين بدفع مبالغ مالية إضافية مقابل الخدمات الإضافية، الأمر الذي استاء له العديد من الحجّاج المقصيين الذين استقبلوا الخبر كالصاعقة، خاصّة وأنهم لم يشعروا بتلك الأخبار إلاّ حين وصولهم إلى المطار·