تحولت الكثير من الأحياء والمساحات المتواجدة فيها التي خصصت لعرض الكباش إلى أماكن تنتشر فيها فضلات المواشي، وكذا بقايا الأعلاف والكلأ المقدم لها، هذا ناهيك عن الروائح القوية التي تزكم الأنوف، وتجعل المرور عبر تلك الطرقات أو الفضاءات التي تعرض فيها الكباش أمرا لا يطاق، حتى أن بعض أصحاب المواشي، لم يجدوا مكانا أفضل لعرض مواشيهم من محطات الحافلات ببعض البلديات مثلما حدث على مستوى محطة الحافلات بسواكرية، ببلدية مفتاح، التي تحولت إلى مكان لعرض المواشي والكباش طيلة الأيام التي سبقت عيد الأضحى المبارك، خاصة وأنها مبنية ومغطاة، وهو ما دفع المواطنين إلى الابتعاد ببضعة أمتار عن المحطة، والاستسلام للظروف الطبيعية والجوية، وهم ينتظرون الحافلات التي من شانها أن تنقلها إلى وجهاتهم المختلفة، بعد أن استولت الأضاحي على المحطة، وعاثت فيها فسادا، وجعلت الوقوف فيها أمرا مستحيلا للغاية، كما أن الروائح تتسرب حتى إلى الركاب الذين يكونون داخل الحافلات أو السيارات في الجهة المقبلة من الطريق، ما جعل الوضعية صعبة. وعلى الرغم من الإجراءات المشددة التي صاحب عمليات عرض المواشي هذه السنة، في ظل صدور تعليمة للسلطات العمومية تمنع من خلالها عرض الكباش في أماكن غير نظامية أو نقلها بأعداد كبيرة عبر شوارع العاصمة، وتحديد نقاط بيع المواشي على مستوى كل بلدية، بغرض وضع حد لظاهرة الانتشار العشوائي لنقاط بيع الأضاحي التي تعرف تزايدا كبيرا هذه الأيام، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الباعة من عرض مواشيهم في أية مساحة يجدونها شاغرة، وهو ما حول بعض الأحياء إلى زرائب مفتوحة، وجعل الأوساخ والروائح الكريهة تنبعث من كل مكان، تجعل الوقوف فيها أو المرور بالقرب منها أمرا منفرا، فعلى مستوى عين النعجة مثلا، فان من يتوقفون في انتظار الحافلات المتجهة إلى السمار يضطرون إلى إغلاق أنوفهم، تجنبا للروائح القوية التي خلفتها المواشي المعروضة على مستوى الساحة المقابلة للمحطة، بالإضافة إلى انتشار بقايا الأضاحي وكذا بقايا الأعلاف على الأرض، ونفس الأمر يطرح بالنسبة لعدد من الأحياء الأخرى، التي انتشرت فيها مظاهر العرض العشوائي لأضاحي العيد بشكل اثر كثيرا على المواطنين، وجعلهم غير قادرين على تحمل ذلك. ويتساءل بعض المواطنين عن طريقة تنظيف الأماكن التي عرضت فيها الأضاحي بعد انقضاء العيد، وضرورة مشاركة سكان كل حي في عملية تنظيف حيهم من الفضلات والأوساخ والروائح الكريهة وعدم الاتكال على المصالح البلدية أو مصالح النظافة لوحدها، وهي ضرورة ملحة يطرحها الكثير من المواطنين، ممن يدركون أهمية المشاركة في الحفاظ على نظافة أحيائهم ومحيطهم، خاصة وان النتائج يدفعونها هم وأبنائهم، وبالتالي فعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم في ذلك، سيما وان كثيرا من المواطنين يتسببون في انتشار الفضلات والأوساخ خلال العيد بعد عمليات النحر.