استفادت المصلحة الاستعجالية للأمراض العقلية لفرانس فانون من مشروع لإعادة تأهيلها يندرج ضمن العملية التي مسّت تأهيل وإعادة الاعتبار لمختلف مصالحه الإستشفائية، حسب ما علم من مدير الصحة للولاية. واستنادا لما ذكره السيد زناتي أحمد خلال وقوف والي الولاية محمد أوشان على أشغال هذه المصلحة فقد مسّت الأشغال تأهيل مصلحة الاستعجالات رصد لها غلاف مالي قدر ب50 مليون دج. ومن شأن هذه المصلحة وفقا لذات المصدر الاستجابة لكافة الاستعجالات التي تصل مستشفى الأمراض العقلية وضمان توفير عناية صحية أفضل للمرضى و كذا ظروف جيدة للطاقم الطبي. ومن جهته ألح الوالي على ضرورة إيلاء أهمية أكبر لهذه المؤسسة الإستشفائية التي عرفت في السنوات الأخيرة تقليصا رهيبا و تعد صارخ على مساحاتها بعد استحداث عدة مؤسسات إستشفائية أخرى ومصالح طبية على غرار مثلا مركز مكافحة السرطان الذي استحوذ لوحده على جناحين كانا تابعين لهذه المؤسسة ومعهد وطني للكلى و كذا مستشفى الاستعجالات الطبية. وأضاف أنه تم في هذا السياق اقتراح استحداث مستشفى جامعي جديد بالولاية مع تخصيص أرضية خاصة به حتى نرجع للمؤسسة الإستشفائية العقلية التي تحمل اسم الطبيب العقلي فرانس فانون مكانتها التي كانت عليها في سنوات السبعينات و الثمانينات، حيث كانت تعد أكبر مؤسسة إستشفائية للأمراض العقلية ومعالجة مختلف الأمراض النفسية على المستوى الوطني وحتى الإفريقي. وتتوفر هذه المؤسسة حاليا على أربعة مصالح وهي فقير وابن باديس و جزار و عبد النبي استفادت من عملية ترميم بغلاف مالي بقيمة 150 مليون دج. كما تتسع هذه المؤسسة التي تحوي على 16 جناحا لاستيعاب ألف سرير بحيث يقوم بالسهر على هذه المصالح مؤطرين من أطباء أخصائيين وشبه طبيين وتقنيين وإداريين يناهز عددهم 450 مؤطر. وكان هذا المستشفى في السابق يتوفر على مساحات خضراء للراحة التنزه تبعث بالطمأنينة في نفوس زائريها و مرضاها على حد سواء وذلك لما تتوفر عليه من شتى الضروريات الأساسية على غرار مزرعة نموذجية لتربية الحيوانات تضمن اكتفاء ذاتي للقائمين عليها وكذا المرضى في مادة الحليب و الخضروات إلى جانب العديد من المرافق الأخرى كقاعات للترفيه و أخرى للسنما وميدان لكرة القدم و مصلى. يذكر أن فكرة إنجاز مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة تعود لسنة 1912 ليتم انجازه سنة 1927 بطاقة استيعاب تقدر ب 1000 سرير. وخضعت هذه المؤسسة بعدها لعدة عمليات توسعة ليتم تدشينها رسميا في 08 أفريل 1938 ويصبح بذلك مؤسسة إستشفائية للأمراض العقلية البليدة جوانفيل . ومنذ أن مرّ بها الدكتور النفسي و الفيلسوف الاجتماعي فرانس فانون أحد منخرطين في القضية الوطنية عرفت المؤسسة الإستشفائية للأمراض العقلية انتعاشا ملحوظا لاعتماده تقنية العلاج عن طريق الفضاء الطبيعي هذه الأخيرة التي اعتمدت بعد ذلك من طرف العديد من الأطباء النفسانيين من فرنسا كوسيلة معالجة متعاقدة. ومنذ مجيئه إلى مستشفى البليدة جوانفيل سابقا أقدم فرانس فانون على تحرير المرضى ضمن إطار معالجتهم عن طريق إدماجهم في ورشات العمل وكذا اعتماد الموسيقى والسماح لهم بممارسة كرة القدم.