بعد أن كانت المشاركة المونديالية لفريقنا الوطني الفرصة التي اغتنمها أصحاب المطاعم والمقاهي لتزويد محلاتهم بأجهزة تلفزيون من الحجم الكبير أو "البلازما" كما تعرف لدى الجميع، تواصل عرض تلك الخدمة على الزبائن حتى بعد الفراغ من المباريات المونديالية بحيث صار وضع تلك الأجهزة في زوايا المحل أمرا شائعا على مستوى جل المحلات وليس فقط تلك المخصصة للإطعام السريع بل انتقلت العدوى إلى جميع المحلات مهما كان نشاطها سواء تعلق الأمر بترويج الملابس أو حتى الأواني إلى غيرها من النشاطات الأخرى. إلا أن الهدف من تلك الأجهزة انحاز نوعا ما عن الجانب الايجابي بعد أن راحت بعض المحلات لاسيما المطاعم والمقاهي تثبت تلك الأجهزة الملحقة بأجهزة استقطاب قنوات فضائية مخصصة للغناء وحتى الأفلام الأجنبية ذلك ما لم يستحسنه الزبائن ورأوا فيه خدشاً للحياء خاصة بعد تثبيت الجهاز على القنوات العارضة لأنواع الكليبات الفاضحة فهُدم المغزى الرئيسي من تلك الأماكن والمتمثل في حفظ كرامة وحياء الزبائن ومنهم من أصبح يتفادى دخولها لاسيما العائلات المحترمة التي كانت تعتمد على تلك الصالونات العائلية، إلا أنها أصبحت ماجنة مع مرور الوقت دليل ذلك الموسيقى الصاخبة الصادرة من أجهزة البلازما وكذا مناظر الرقص المخلة بحياء المرء، ما أدى إلى امتناع الكثيرين عن دخولها. وإذا كان التأثير غائبا نوعا ما في بعض المحلات الأخرى فانه تحصيل حاصل في محلات الإطعام السريع كونها ترتبط بنشاط حساس لا يستغني عنه جل المواطنين سواء كانوا موظفين أو طلبة، ومكوثهم هناك من اجل تناول الوجبة يفرض عليهم الجلوس قبالة تلك الأجهزة التي انساقت إلى منحى سلبي وصارت تثبت على قنوات فاضحة جمعت بين الأفلام الأجنبية وكذا بعض الكليبات الماجنة التي لا يتفاعل معها الكثيرون وان كانت تلقى طلبا لدى فئات معينة. أغلب المواطنين وقف ضد تلك الفكرة، يقول أحدهم انه احتار لأمر تلك المطاعم والمحلات التي راحت تثبت أجهزة تلفزيون من الحجم الكبير في إحدى الزوايا أعلى الجدار، فإذا كان السبب في الأول هو المباريات المونديالية فإنه حاليا لا نجد أي داع لاستمرارها، خاصة وان تلك الأماكن هي أماكن عامة يجتمع فيها الغرباء بغرض التزود ببعض الوجبات ومنها حتى من صارت تثبت أجهزتها على قنوات غير محترمة كتلك العارضة لكليبات شرقية، والتي ينزعج منها الكل وأضاف انه شخصيا يرفض مرافقة عائلته إلى تلك المطاعم واجتماعها مع أجانب على وقع تلك الكليبات والموسيقى الصاخبة. أما الآنسة مروة فقالت أن تلك المطاعم والمحلات أصبحت لا تراعي احترام الزبائن بدليل تثبيت أجهزة التلفزيون حتى على قنوات أجنبية دون أدنى مراعاة لحياء زبائنها، ذلك ما لم يتقبله البعض على خلاف تلك المحلات والمطاعم نجد أن هناك من راعت شعور زبائنها بعد أن اختارت تثبيت أجهزتها على قنوات إخبارية تحفظ حياء الجميع، وصارت هي من تستقطب العائلات بالنظر إلى الظروف الملائمة والجو المحترم المسجل عل مستواها. ورأى البعض أن اعتماد تلك المحلات في السابق على راديوهات ومسجلات أحسن بكثير من اعتمادها على أجهزة تلفزيون تخدش حياء العائلات على المباشر في أماكن تدخل في صنف الأماكن العامة، ورأوا انه إن التزمت تلك المطاعم بعرض القنوات الإخبارية فلا بأس على ذلك، لكن إذا تمادت إلى قنوات الفسق والمجون فذلك ما لا يتقبله عاقل خاصة وان السلوك يمس حقوق وحريات الآخرين ويخدش حياءهم وحياء عائلاتهم في أماكن عمومية.