انطلقت أمس فعاليات المؤتمر الدولي، حول الشيخ محمد ابن شنب في موضوع بن شنب والإستشراق المنظم من طرف مديرية الثقافة بولاية المدية، تحت إشراف وزارة الثقافة بحضور ممثل نيابة عن وزيرة القطاع. في هذا الملتقى الذي سيتواصل على مدى ثلاثة أيام، سيتطرق خلالها أزيد من 30 محاضرا قدموا من جامعات الوطن، ومن خارجه على غرار تونس ومصر وفرنسا ...إلى مواضيع تخص علاقة بن شنب بالمستشرقين، ودوره في إقناعهم بدور الحضارة العربية الإسلامية، في تنوير أوروبا في العصور الوسطى بكثير من الإنتاجات الفكرية والعلمية. ومن بين المحاور التي سيتطرق إليها المتدخلون، الإستشراق:-الأسس -المقومات-المناهج المستخدمة-العلوم الإنسانية والمحورالثاني الاستشراق الجديد ورهاناته من المركزية الغربية إلى الإعتراف الثقافي وعن مفهوم الإستشراق حدده بعض المتدخلين، بأنه النيل من ثقافة الشرق أي الإطلاع على ثقافة العالم الإسلامي والإطلاع على كنوزه من اجل فهم الشرق وأهله للتمكن منهم. ومن الإشكاليات المطروحة في الموضوع، هل يمكن للمستغربين الذين درسوا لغات وعلوم الغرب، بهدف التمكن منهم؟ أم أنهم يذوبون وسط حضارتهم وعاداتهم؟ وهو ما تصدى له محمد بن شنب، حيث نشر أزيد من 50 مؤلفا عن الثراث العربي الإسلامي، بينها موضوع شهادة الدكتوراه عن أبي دولامة، والذي كان ثائرا على أوضاع عصره. وفي هذا الشأن يقول المرحوم أبو القاسم سعد الله ونذكر أن بعض الجمعيات كانت تقبل في عضويتها جزائريين، هم في الواقع من نوع المستغربين عادة . ويتضح من المصطلح عند الدكتور سعد الله، ان المستغرب من اندمج في الثقافة الفرنسية وتخلى عن خصوصيته العربية الإسلامية، حتى يقبل في عضوية الجمعيات المشار إليها في قوله، وهذا لا ينطبق على بن شنب الذي تغرب لكنه لم يندمج، فقد ظل متمسكا بخصوصيته الجزائرية وعمقه العربي الجزائري اخلاقا ولغة ودينا. وأنه لم ينخرط في السلوك الإندماجي، الذي كان عليه من تسمى بالنخبة، فقد توغل في سراديب البحث العلمي باللغتين العربية والفرنسية، كما فرض عليه الظرف الإستعماري والضرورة العلمية، حيث تجاوز الدخول في عالم السياسية بعد الحرب العالمية الثانية، التي كان يمثلها التيار الإندماجي، ليهتم بخدمة المعرفة الإنسانية، واللغة العربية بالطريقة التي يراها بأنها الأنجع ولو عبر قنوات الإستدمار الفرنسي.