دق رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أمس ناقوس الخطر، مؤكدا أن الجزائر تتوجه نحو أزمة اقتصادية حادة بفعل انهيار أسعار البترول، مبيّنا في السياق أن احتياطات العملة الصعبة، والتي تلجأ إليها الجزائر لتغطية العجز الفادح في الميزان التجاري توشك على النفاد. أكد رئيس (حمس) عبد الرزاق مقري في حديث نشرته صحيفة (لوموند) الفرنسية في عددها أمس الأربعاء أن الجزائر أصبحت مرهونة بالكامل لمداخيل المحروقات في الوقت الذي أصبحت فيه أسعار برميل النفط خارج السيطرة، وقال في هذا الصدد (إن سعر برميل النفط اليوم يتأرجح حول 65 دولارا، فيما تم بناء التوازنات الاقتصادية في الجزائر على أساس سعر مرجعي في حدود 100 دولار)، مسجلا أن إنتاج النفط في الجزائر يعرف تراجعا واضحا فيما الواردات ترتفع بشكل كبير، وهو ما جعل الميزان التجاري يعاني عجزا نسبته 53 بالمائة مع ميزان حسابات سلبي، وأضاف: (حاليا يتم اللجوء إلى احتياطيات العملة الصعبة غير أنها لن تغطي سوى سنتين، كل شيء نستقدمه من الخارج ولا ننتج شيئا لا في مجال الفلاحة ولا في مجال الصناعة، المصنع الجديد لرونو بوهران هو مصنع للتجميع وليس للإنتاج). وتابع مقري الذي التحقت تشكيلته السياسية بالتنسيقية الوطنية للحريات والانتقال الديمقراطي المعارضة، متأسفا: (مقتنياتنا من الحبوب ارتفعت بنسبة 106 بالمائة خلال سنة، نحن نستورد كل شيء ونمنح زيادات في الأجور، لكننا عندما نقوم بذلك فإننا نعمل في الحقيقة لمصلحة الشركات الأجنبية)، معتبرا أن الزيادات في الأجور غير كافية ويجب أن تترافق مع إنتاج محلي. وتأتي تصريحات مقري في وقت تشهد فيه أسعار البترول نزيفا متواصلا، حيث نزل سعر خام برنت إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات دون 66 دولارا للبرميل يوم أمس، متراجعا للجلسة السادسة على التوالي بفعل المؤشرات على تنامي تخمة المعروض. وهبطت الأسعار أكثر من أربعة بالمائة في الجلسة السابقة ونزلت أكثر من 43 بالمائة منذ جوان الماضي مع النمو السريع لإنتاج النفط الصخري الأمريكي الذي قوض قدرة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على التحكم في المعروض.