بقلم: عبد الحفيظ عبد الحي تعد معركة سوق أهراس إحدى الملاحم البطولية التي طبعت السنوات السبع ونصف لثورة نوفمبر المجيدة، وتبقى تلك المعركة التي دامت أسبوعا كاملا بداية من 26 أفريل 1958 راسخة إلى الأبد في الذاكرة الجماعية الجزائرية بدأت المعركة بويلان بالقرب من سوق أهراس قبل أن يتوسع نطاقها إلى غاية أعالي حمام النبائل بالقرب من فالمة. كذلك لكون هذه المعركة تعتبر من العمليات العسكرية التي ارتبطت بالعبور مما يجعل هذه المعارك يصعب حصرها والتفصيل فيها. لقد روى الكثير من المجاهدين الذين كتب لهم أن يعيشوا بعدها ويعدون على الأصابع وأحسن من رواها الملازم الأول سالم جليانو الذي شارك في المعركة وجاء على حد لسانه، وتحركت الكتائب في اتجاه الجزائر يوم 22 أفريل 1958، فحلت بجبل بوسسو بناحية سق أهراس يوم 24 أفريل 1958، وهو المكان الذي سيفترق فيه الكتائب، وهناك قرر محمد اخضر سيرين الاجتماع بها ليوجه آخر كلمة إلى قادتها من رؤساء ونواب التي تضمنت مايلي: - أن تقترب الكتائب من خط موريس يوم 24 أفريل ليلا - أن يشرع في قطع السلك يوم 25 أفريل على الساعة 12 ليلا والشروع في العبور في نفس الوقت الذي يتم فيه قطع الأسلاك. - إذا اكتشفت آي كتيبة وتعرضت للعدوان فلا ينبغي لكتيبة أخرى أن تتدخل حتى لا تتوسع العملية ويتأخر العبور ويتعرض السلاح والأجهزة إلى المصادرة من جبل بوسسو تحركت الكتائب في اتجاه خط موريس بينما تخلفت قيادة الفيلق الرابع والكتيبة الرابعة للتموين والإدارة برئاسة عبد العزيز علي وفي الوقت الذي كنا فيه على مقربة من خط موريس ننتظر حلول الظلام كانت قيادة الفيلق والكتيبة الرابعة قد اصطدمت بالقوات الفرنسية قبل خط موريس بحوالي 4 كلم وبدأت المعركة هناك واستمر ت حتى الظلام وهدأت بعد ذلك. مع هذا الهدوء تحركت بكتيبتي وشرعت في قطع الأسلاك لعبور خط موريس، والمكان الذي تم اختياره عبارة عن منعرج للطريق وبالقرب منه شعبة وهي ملائمة للتسلل وعبرها، ومواصلة عملية العبور بأمان. عبور خط موريس تمكنت من قطع الأسلاك وعبرت خط موريس دون فقد عنصر واحد من عناصري 120 جنديا ومن فرقة تابعة للولاية الثانية بقيادة يسعد محمد تحمل أجهزة اتصالات، قادمة من تونس في اتجاه الولاية الثانية. ونظرا إلى التعب الذي نال منا قررت التوقف عن السير ووزعت جيشي حسب خطة عسكرية محكمة وبقيت أنتظر حاول ظلام اليوم الموالي 26 أفريل. وعند الساعة 10:30 صباحا، تم اكتشافنا من قبل القوات الفرنسية التي أخذت في التقدم إلينا وقبل ذلك كنت أعطيت تعليمات لجيشي مفادها الرد على أي عدوان نتعرض له وتوجيهات أخرى لقادة الفصائل والأفواج بأن يبقوا يقظين ومستعدين لأي طارئ.... وتوجيهات أخرى لقيادة الفرقة مضمونها: أن تسير بسرعة نحو الداخل، حتى تبتعد عن موقع الخطر، وكذلك كان الأمر حيث تمكنت من قطع مسافة تقدر بحوالي 2 كلم في ظرف ساعة ونصف تقريبا، غير أنها عادت بسرعة إلينا، بعد أن لحظت قدوم قوات برية كبيرة عبر الطريق الذي سنسلكه قادمة من سدراته وبرج لحصن. تصرفت في الحين بأن تقدمت إلى الأمام لأراقب تقدم تلك القوات، فلاحظت أنها تتقدم راجلة وسط غابة مكشوفة، تصاحبها سيارات من نوع فتراك، وغير بعيد عنا توقفت، وكأنها على علم بمكان تواجدنا. وعندها أدركت كقائد عسكري خبير بأننا معرضون للقصف برشاشات من نوع متيرايوز، ولهذا أعطيت أمرا بالتقدم بسرعة حبوا، حتى نبتعد عن موقعنا الذي أصبح خطرا علينا، لأننا اكتشفنا فيه، وبمجرد أن غادرنا ذلك المكان، تعرض إلى قصف مكثف كما توقعت من طرف تلك القوات. موعد اقتحام صفوف العدو أما نحن ففضلنا عدم الرد، مادام العدو لم يكشفنا في مكاننا الجديد والمميز. وبعد قصف لم يطلنا تقت القوات الفرنسية أمرا بالتقدم نحونا، لأننا اكتشفنا، وعند اقترابها منا، وعلى مسافة، كنا قد حددناها للردد على تقدم تلك القوات وهي مسافة 15 مترا فقط اعترضنا تقدمها، وأمطرناها بنيراننا وبكثافة منقطعة النظير كانت نتيجته سقوط الصف الأمامي بالكامل حتى قتلى وجرحى، وهو الأمر الذي شجعنا على اقتحام صفوف العدو، وإحراق سيارته العسكرية من الافتراك، وغنم أسلحة وذخيرة متنوعة، وأصيب من خلال الهجوم حوالي 15 جنديا بين جريح وقتيل. في هذه اللحظة ركز العدو قصفه على المكان الذي كنا متواجدين فيه من قبل، والذي أخليناه مندفعين إلى الأمام ولم ينل منا دقائق معدودة بعد عملية القصف كان العدو قد حضر لهجومه الثاني فدفع بقواته من جديد فاعترضنها وتصدينا لها ولمدة حوالي ساعة كانت كافية لأن ننزل بها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. قبل غروب الشمس بحوالي ساعة تراجعت القوات البرية لتفسح المجال للقوات الجوية القادمة في الحين من كل جهة عنابة، الجزائر وهي حوالي 10 طائرات أما الرد المناسب أمام عدم تكافؤ القوة كان توزيع جيشي على مسافة كبيرة وأن يتصدى الحاملون للأسلحة المضادة للطيران إلى طائرات العدو وهي مجي ألمان. دامت المعركة مع الطيران حتى الظلام، حيث تمكنا خلال تلك المدة من إسقاط ثلاث طائرات مقاتلة من نوع شاسور، أما في صفوفنا فقد سقط حوالي 15 شهيدا وحوالي 20 جريحا. انصرفت الطائرات بعد أن اعتقدت أنها أدت مهمتها بينما تأخر الجيش البري ومعه سياراته إلى الوراء قليلا مسافة 4 كلم. في هذه الظروف، أعطيت أوامر بتخزين الموتى والجرحى الذين لا يستطيعون السير ومواصلة التقدم، واستبدلت سلاح جيشي بما غنمناه من الفرنسيين وذلك بسبب نفاذ ذخيرة أسلحتنا. انسحبنا في اتجاه كيفان المساخطة فوصلناها قبل منتصف الليل فوجدنا بيوتها خالية من سكانها، باستثناء عجوز ظلت في مكانها، فتشنا البيوت لعلنا نعثر على ما يؤكل، فوجدنا قليلا من الدقيق صنعنا منه خبزا في الحين بعد أن أخذنا الاحتياطات اللازمة، وحتى لا ينبعث ضوء النار التي نطبخ فوقها وذلك بإغلاق الأبواب والنوافذ. قبل طلوع الفجر، صعدنا إلى جبال لمساخطة فأخذنا مواقعنا الإستراتجية بها استعدادا لجولة قادمة، فبدأنا نراقب الميدان منها، وعند طلوع النهار قدمت قوات فرنسية في اتجاهنا، معززة بالمدفعية التي كانت تصب جام غضبها علينا بعد أن علمنا أن طريق العجوز خطأ بأننا مررنا من هناك. بعد حوالي ساعة ونصف من القصف المتواصل تقدمت القوات البرية فاشتبكنا معها، ونحن أكثر تحصنا فقتلنا منهم الكثير وجرحنا عددا مماثلا. من جهتنا، فقد خسرنا 5 شهداء، ولم نتمكن من الخروج من تلك الكيفان نظرا إلى الحصار المضروب علينا ومع حلول الظلام، أرسلنا مجموعة من المجاهدين، بعضهم يلتقط الحشيش، والبعض الآخر يأتي بالماء. ليلة حالكة لدفن الموتى واسترجاع الأنفاس مع طلوع الشمس، وحوالي الساعة التاسعة اليوم الثالث صباحا، قدم سرب من 4 طائرات، فأخذ يقصف قصفا عشوائيا لتلك الكيفان لمدة ساعة ونصف، كنا خلالها كامنين لم نرد على ذلك القصف. انسحبت الطائرات، فاسحة المجال لتقدم القوات البرية التي بدأت هي الأخرى في قصف الكيفان لمدة 4 ساعات، ليتقدم بعدها حوالي 150 عسكريا لاقتحام الكيفان. أعطيت أمرا بالتصدي لتلك القوات التي كانت تبحث عن جثثنا حسب تصريحات مسؤوليهم- فقتلنا منهم حوالي 7 عساكر، وأسرنا 3 مجروحين، اعترفوا لنا أنهم تلقوا أمرا بالهجوم لأخذ جثثنا لأنه لم يعد هناك حي منا. تأخرت القوات الفرنسية لمدة 20 دقيقة، فلما لم يعد أولئك المقتولين والذين أسرناهم، أعطوا أمرا بقصف مكاننا الذي غادرناه إلى مكان أخر لدقائق، ثم تقدموا فاشتبكنا معهم، فلاذوا بالفرار، ورفضوا العودة نهائيا. استمر القصف بواسطة المدفعية الأرضية والشارات حتى حل الظلام، أما أنا فقد نفذت الإعدام في أولئك الأسرى الثلاثة، وقررت الانسحاب ليلا إلى البحاير اليوم الرابع ، فقطعنا الطريق الرابط بين عين القطن وحمام النبايل، وعند اقترابنا من لبحاير وجدناها عامرة بالعساكر. تراجعنا قليلا، ثم تقدمنا سالكين إحدى الشعاب التي يمر فوقها جسر، وعند الاقتراب من ذلك الجسر انتبه إلينا الحارس الذي يتولى حراسة الجسر، فحدق فينا فوجد أسلحتنا مصوبة نحوه فذهل وأخرج منديلا من جيبه ولوح به مما يوحي بأنه يعطي إشارة المرور. قطعنا الجسر، وانتقلنا إلى الجهة الأخرى الواقعة خلف العدو تاركين 4 حراس منا عند الجسر لصد أي محاولة للحاق بنا. بعد قطعنا مسافة 50 مترا، لحق بنا هؤلاء، بعد أن أمنوا ظهرنا واتجهنا نحو لمحاية قرب النبايل . عند وصولنا فجرا إلى لمحاية، وجدنا ظروفها لائقة للاستراحة فأقمنا بها اليوم الخامس 1 ماي 1958 من الفجر حتى الظهر. وعند اقتراب العصر قدمت قوات فرنسية إلى ذلك المكان بعد أن اكتشفونا وهاجمونا فتصدينا لهم ودامت معركة عنيفة وكان التفوق لنا لأننا كنا في موقع استراتيجي جبال عالية كثيرة الشعاب كثيفة الغطاء النباتي بينما كان العساكر في أرض مكشوفة وسهلة. حاولوا التقدم فلم يتمكنوا فاستنجدوا بالطائرات فقدمت في الحين وتعرضنا لقصفها لمدة ساعة ونصف تقريبا وكانت خسائرنا 10 شهداء و5 جرحى جروحهم خطيرة لا يستطيعون السير وأمام هذه الحالة لم نكن نملك أي وسيلة لإسعافهم ماعدا تقطيع بعض ثياب من استشهد بغية ربط جروح المجروحين أو نقلهم على الأكتاف إلى مكان أكثر أمنا ولخطورة إصاباتهم البعض استشهد وهم فوق أكتافنا. ومن عاش منهم فعلت بهم الديدان فعلتها بفعل شدة الحرارة. استنجدت تلك القوات بالطائرات فقدمت على التو فأخذت تقصف قصفا عشوائيا تركز في معظمه على المكان الذي تركناه منذ قليل ولمدة ساعتين استمر القصف معززا بالمدفعية الأرضية فتقدمت إلى المكان الذي تم قصفه فتتبعنا العساكر نقصد 3 ماي. دخلنا في اشتباك مع هؤلاء العساكر والتحمنا بهم حتى لا نعطي الفرصة للطيران للنيل منا وامتدت المعركة إلى كاف لعكس والصفاحلي. وغبرها من جبال المنطقة وشملت كل الكتائب وقدمت نجدات كبيرة: عساكر محمولة بواسطة الهليكوبتر دامت هذه المعركة الحامية من منتصف النهار إلى الرابعة مساء. تلقت القوات البرية أمرا بالهجوم على كل المواقع معززة بطائرات من نوع شاسور، وهي طائرات تتميز بالدقة وسرعة التسديد. تقدمت تلك القوات فتصدت لها قوات جيش التحرير من مختلف الكتائب فالتحمت القوتان ولم يعد ممكنا التمييز بين القوات الفرنسية وقوات جيش التحرير وهو الأمر الذي أربك طيران العدو وجعله لا يميز بين القوتين ويضرب عشوائيا وقد استمر القصف العنيف لمدة ساعة ونصف مسفرا عن حوالي 300 قتيل من الجانبين منهم 30 مجاهدا من كتيبتي حل الظلام وهدأت المعركة فتحرك جيش التحرير من كل الكتائب للبحث عن القتلى والجرحى من المجاهدين ومن المدنيين ونظرا إلى شدة الظلام وصعوبة التمييز ليلا بين المجاهد والفرنسي. الصمت... هدأت المعركة، التزمنا مواقعنا لأنه لم يكن بإمكاننا معرفة ما الذي يخطط له العدو للحظات القادمة. بدأنا نسمع دوي الشاحنات والشارات، وهو يبتعد عنا... ومع طلوع النهار (نهار اليوم الخامس) لم نجد أي أثر لتلك القوات. لقد غادرت المكان نهائيا... ونظرا إلى التعب الذي نال منا، كلفنا المدنيين بأن يقتفوا أثر تلك القوات التي أخذت اتجاهات مختلفة: نحو بوشقوف، وفالمة، وعنابة، وقسنطينة، وأن يعودوا إلينا بالمعلومات اللازمة. عاد الشعب وهو يحمل أخبارا عن رحيل تلك القوات من ميدان المعركة نهائيا. انشغلنا بالبحث عن القتلى والجرحى من جنودنا، فجمعنا140 جريحا، جراحهم مختلفة، منهم 35 جراحهم خفيفة، أما الباقي فجراحهم خطيرة، توفي أغلبهم (من 105 توفي 97) خلال 10 أيام، منهم حوالي 27 من كتيبتي. آما من كانت جراحهم خفيفة، فتوجهنا بهم إلى لقرين، وهو جبل حصين، فمكثنا به حوالي 20 يوما للاستراحة جراء التعب الذي نال منا طوال مدة المعركة وهي 8 أيام بلياليها زرنا الشعب خلال تلك الأيام وزودنا بكل ما نحتاج إليه من طعام ودواء لعلاج الجرحى منا كما ساعدونا ببغالهم لنقل ما غنمناه من أسلحة وذخيرة. أحصينا في نهاية المعركة عدد القتلى فوجدناه يقدر ب 647 شهيدا من الفيلق الرابع والدوريات الأخرى دفنهم الشعب خلال المعارك في مناطق مختلفة من أرض المعركة، حسب توجيهاتنا. وفي نهاية المعركة أرسلنا دوريات إلى الأماكن التي شهدت المعارك للبحث عن الشهداء والجرحى، فوجدنا الكثير من الأموات الذين لم يدفنوا فدفناهم والقليل من الجرحى فأسعفناهم بعضهم شفي والآخر استشهد لاحقا. ولم ينجح من جنود الفيلق إلا عدد قليل هم حوالي 80 إلى 90 مجاهدا منهم 18 من كتيبتي، البعض منهم استشهد لاحقا في معارك تكررت بعد المعركة الكبيرة بحوالي 20 يوما استشهد جميع المسؤولين في الفيلق ونوابهم ولم ينج سوى الذين عادوا إلى ما وراء خط موريس وهم: - محمد لخضر سرين الذي دخل القطاع وأرسل إلي خطابا شفويا يكلفني بمقتضاه بتحمل المسؤولية في تلك الجهة، من حمام النبايل حتى الحدود مع الولاية الثانية وهو سيبوس، ومع الولاية الأولى وهو سدراته. -علي باباي ودرايعية، وقد عادا بجيشهما إلى الحدود. ما بعد معركة سوق أهراس: بناء على الفراغ الذي وجدنا أنفسنا فيه بعد استشهاد المسؤولين وعلى التكليف الشفهي الذي وصلني من قبل قائد الفيلق محمد لخضر سيرين الذي عاد إلى الحدود أخذت على عاتقي كامل المسؤولية وقمت بمايلي: 1 - جمعت كل المجاهدين المتواجدين بالقطاع الذي ننتمي إليه والذين يتواجدون به قبل المعركة وأغلبهم كان قد ارتكب مخالفات تمس بالشرف والأخلاق العامة كالاعتداء على حرمات الشعب وهم من مخلفات الكتيبة السابعة التي أبيد معظم جيشها. وجهت إليهم في البداية رسائل يحملها الشعب، أطلب منهم الالتحاق بجيشي البعض منهم قبل العرض واتصل بي فأدمجت هؤلاء في جيشي وقلدت بعضهم جنسيات لأنهم من أبناء الجهة ويعرفون مسالكها ودروبها وسأستفيد منهم. البعض الآخر رفض، فأرسلت في إثرهم عددا من زملائهم العائدين وكلفتهم بإحضارهم ولو بالقوة، فاستجاب هؤلاء بعد أن رفضوا وعادوا جميعا إلى النظام وأصدرت في حق الجميع عفوا شاملا، لكونهم مجاهدين واكتفيت بتحويل بعضهم إلى جهات أخرى داخل القطاع وقد بلغ عدد المجاهدين الذين جمعتهم حوالي 40 مجاهدا. 2 - تجنيد أعداد لا بأس بها من المدنيين من أبناء الجهة وقد شجعني على ما أقدمت عليه ما توفر لدي من أسلحة وذخيرة تم غنمها من معركة سوق أهراس وقد بلغ عدد من جندهم 60 مجاهدا وقد بلغ عدد جنودي من الذين خرجت بهم من المعركة ومن الذين كانوا يتواجدون بالناحية من بقايا الكتيبة السابعة، ومن الذين جندتهم حديثا حوالي 150 مجاهدا. سالم جليانو: هناك عدة مآخذ أسجلها بهذه المناسبة : وتتمحور المآخذ التي قال عنها سالم جليانو في عبور الفيلق في هذا الوقت يعني ارتفاع درجة الحرارة كان عبور غير مناسب وهذا الظرف لا يخدم إلا العدو الفرنسي، السرعة التي تم بها العبور غير مناسبة فبمجرد الانتهاء من تشكيل الفيلق شرع في العبور وأغلب الجيش لا يعرف الجهة وهو خليط من هنا وهناك. لا يعرف بعضه البعض ولا نملك قوائم بأسماء جنوده وبعد استشهادهم ظلت جثثهم مجهولة الهوية، بالإضافة إلى أن اختيار منطقة العبور كان غير صائب لجيش يقدر بالألف لا العدو يترقب في تحركات جيش التحرير الوطني، وكذا عبور الفيلق كان معلوم من طرف العدو ولذا أخذ كل الاحتياطات اللازمة لصده والقضاء عليه، إلى جانب عبور هذه القوافل مرة واحدة وعلى نقطة واحدة كان من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها القيادة، والصدى الكبير للمعركة داخل الوطن وخارجه فكثير من سكان سوق أهراس فروا إلى عنابة، في حين بلغ عدد الجيش الفرنسي المشارك في هذه المنطقة 3 أضعاف قوة الفيلق الرابع رغم ذلك استمرت المعركة 8 أيام مما يدل على قوة مقاومة الفيلق.