تسببت الأمطار التي تهاطلت في الأيام الأخيرة في حدوث فيضانات عارمة بحي الرملي القصديري الكائن ببلدية جسر قسنطينة، حيث غمرت المياه عشرات المنازل، مما اضطر السكان إلى قضاء ليالي بيضاء في مهمة التخلص من المياه باستعمال الدلاء والمكنسات . ويتكرر هذا السيناريو حسب تصريحات البعض، في كل سنة بمجرد حلول فصل الشتاء الذي اصبح بالنسبة لهؤلاء السكان موسم رعب وخوف من انهيار منازلهم الهشة على رؤوسهم . '' قضينا ليالي بيضاء خوفا من تكرر كارثة فيضانات باب الوادي الماضية '' تعلق إحدى السيدات من حي الرملي بمرارة، مضيفة أن خصوصية هذه البيوت القصديرية التي انتهت مدة صلاحيتها منذ زمن بعيد زادت من تأزم الوضع، حيث كثيرا ما تتجمع مياه الأمطار في الغرف بفعل تسربها من سقف هذه البناءات الهشة التي اعتمد اغلب قاطنيها في تشييدها على القرميد أو الصفائح الخشبية والحديدية التي لا تصمد طويلا أمام رداءة الأحوال الجوية المتسببة في أحيان كثيرة في انهيار المباني القديمة في مختلف بلديات العاصمة . وبالرغم من قيام السلطات المحلية بتهيئة القنوات الرئيسية في عدة أحياء على غرار حي عين النعجة . ، القارص، 720 مسكن والسمار، إلا أن سكان البيوت الفوضوية يشتكون من قلة قنوات صرف المياه داخل هذه الأحياء على غرار حي الرملي الذي يشهد انتشارا رهيبا للبناءات العشوائية، إذ تعدى عددها ال800 بيت حسبما كشفت عنه مؤخرا مصادر محلية . كما أن قنوات الصرف المتوفرة غير كافية نظرا للأمطار المعتبرة، فضلا عن المياه القذرة، مما يتسبب في اتلافها . ولا زال السكان الذين يقطنون في الأحياء الفوضوية يطالبون المسؤولين المحليين ببلدية جسر قسنطينة بإنشاء قنوات إضافية خاصة بصرف مياه الأمطار في حين تخصص المتوفرة حاليا لصرف المياه القذرة لتجنب حدوث فيضانات وتسجيل خسائر مادية وبشرية، بالإضافة إلى التكفل بتطهير هذه القنوات بصفة منتظمة لضمان عدم انسدادها . ليلى . ع