عائلات تبيت في العراء وأخرى في السيّارات انتظارا للحجّاج تكرّر سيناريو تأخّر وصول الطائرات المخصّصة لنقل الحجيج الجزائريين من البقاع المقدّسة نحو أرض الوطن أمس بنحو أكثر من 7 ساعات قضاها ضيوف الرحمن في مطار جدّة بالسعودية، قبل أن يحين موعد ركوبهم الطائرة المخصّصة لنقلهم والتابعة للخطوط الجوّية الجزائرية التي تأخّرت عن موعد إقلاعها المبرمج على الساعة العاشرة ونصف من ليلة أمس الأّول بالتوقيت المحلّي الجزائري، والذي حوّل إلى السادسة صباحا من يوم أمس· عاش الحجّاج الجزائريون أمس حالة من الغضب والتذمّر إزاء تجدّد أحداث تأخّر انطلاق الطائرات التابعة للخطوط الجوّية الجزائرية، وهو المشكل الذي أعاد نفسه، خاصّة وأن العديد من الحجّاج كانوا قد صادفوه خلال رحلة العمرة التي أدّوها موسم رمضان الماضي· حيث أجبر هؤلاء على معاودة المشكل مرّة أخرى في سنة واحدة بعد تسجيل تأخّر دام لأكثر من 7 ساعات من الانتظار في مطار جدّة الذي اكتظّ بالحجّاج الجزائريين وأمتعتهم، وهو ما اعتبره هؤلاء إهانة لضيوف الرحمن· *** ساعات طويلة من الانتظار تأسّف العديد من الحجّاج الجزائريين لمشكل تأخّر الرّحلات الخاصّة بنقلهم من مطارات السعودية التي يعانون بها إلى أرض الوطن، فقد واجهوا مشاق ومتاعب كبيرة في مطار جدّة ليلة الأحد إلى الاثنين أدّت بالبعض منهم إلى النّوم فوق أغراضه، في حين تألّم البعض الآخر، خاصّة منهم المسنّون من طول الانتظار الذي أثّر بالسلب على صحّتهم، علما أن الأغلبية منهم تعرّضوا في البقاع المقدّسة أثناء أدائهم لمناسك الحجّ للإصابة بالزكام، الأمر الذي جعلهم لا يتحمّلون تلك المشاق· فقد أكّدت العائلات في هذا الصدد التي كانت بانتظار ذويهم خارج المطار أنها لم تتوانى منذ الإعلان عن انطلاق الرّحلات في مهاتفة أهاليها بمطار جدّة للاستفسار عن موعد انطلاق الرّحلة التي دون توقيتها في تذكرة السّفر في العاشرة ونصف ليلا بالتوقيت المحلّي الجزائري، غير أن إقلاع الطائرة التابعة للخطوط الجوّية الجزائرية خرج عن توقيته المبرمج بأكثر من 7 ساعات من التأخّر، في الوقت الذي أخطر فيه هؤلاء بموعد آخر على الخامسة صباحا من يوم أمس بالتوقيت المحلّي· غير أن بعض المصادر كشفت عن انطلاق الطائرة من مطار جدّة على الساعة السادسة صباحا بعدما أكّدت بعض العائلات أنه تمّ إخبارها من مطار جدّة عبر الهاتف بأن الحجّاج صعدوا إلى الطائرة وانتظروا مدّة ساعة قبل موعد إقلاع الطائرة، في حين تمّ جمع كامل أغراضهم قبل امتطاء ضيوف الرحمن الطائرة المكلّفة بنقلهم إلى أرض الوطن· للإشارة، فإن أخبار اليوم كانت قد رافقت عائلات الحجّاج بمطار هوّاري بومدين إلى غاية الواحدة إلاّ ربع بعد الزّوال من ظهيرة أمس، غير أنه ولا حاجّ ظهر في منطقة الانتظار المخصّصة لهم، والتي كانت تضمّ جموعا كبيرة من المواطنين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن لانتظار ذويهم· *** عائلات تواجه البرد والجوع في انتظار حجّاجها واجهت العديد من أفراد العائلات القادمة من ربوع الوطن لاستقبال ذويها الآتيين من البقاع المقدّسة بعد تأديتهم لمناسك الحجّ مشاكل جمّة خارج وداخل المطار من ليلة الأحد إلى الثلاثاء، حيث وصل أغلبهم إلى المطار في حدود الساعة الواحدة ليلا لاستقبال ذويهم، غير أنهم تفاجأوا بتأخّر الطائرة المبرمجة لنقلهم لأسباب ظلّ هؤلاء يجهلونها، خاصّة وأن أبواب المطار لم تفتح لهم إلاّ في حدود السادسة صباحا من يوم أمس على - حسب تعبيرهم - وهو ما جعل أغلبهم يبيتون في السيّارات في حين لجأ البعض الآخر إلى أرصفة المطار مواجهين البرد والجوع من أجل انتظار ذويهم، خاصّة وأن أغلبهم يقطنون بعيدا عن العاصمة· كما صادفنا في طريقنا كذلك عائلات قادمة من العاصمة، والتي أبدت بدورها تذمّرها من مشكل تأخّر الطائرة في الوقت الذي عجزت فيه عن العودة إلى منازلها خوفا من قدوم الطائرة التي كانوا يجهلون توقيت هبوطها بمطار الجزائر· وما زاد من تذمّر هؤلاء هو المتاعب التي واجهوها وهم برفقة أهلهم من النّسوة والأطفال الصغار الذين عاشوا ليلة جهنمية ومتعبة بأتمّ الكلمة حسب الشهادات التي وقفت عندها أخبار اليوم أمس بالمطار الدولي هوّاري بومدين وعلامات النّرفزة والتألّم بادية على الوجوه، في الوقت الذي أشارت فيه عائلات إلى عدم إغماض لهم جفن منذ أكثر 60 ساعة· *** من المسؤول؟ ارتأت أخبار اليوم معرفة أسباب تأخّر الرّحلات المبرمجة لنقل الحجّاج الجزائريين فلم تتمكّن من الوصول إلى المسؤولين الحقيقيين، حيث كان كلّ من صادفناه في طريقنا يحمل شارات تدلّ على أنه عامل أو مسؤول في المطار يرشدنا إلى مكان أو شخص معيّن الذي هو الآخر يدفعنا إلى زاوية أخرى· غير أن مصادر أخرى لم ترد الإفصاح عن هويتها أكّدت أن المشكل انطلق من الجزائر، حيث تأخّرت الطائرة المهيّأة لنقل ضيوف الرحمن الجزائريين عن الإقلاع من مطار هوّاري بومدين عن التوقيت المبرمج لها، ممّا أدّى إلى تأخّر وصولها إلى مطار جدّة بالسعودية· لتبقى أسباب التأخّر مجهولة إلى غاية الساعة، في حين يبقى المسؤولون يتحدّثون عن تأخير عملية نقل الحجّاج من الفنادق بمكّة المكرّمة إلى مطار جدّة، الأمر الذي خلق أزمة حقيقية لتسجيلهم وإتمام إجراءات السفر والرّكوب بمطار الحجّاج، حيث تتطلّب العملية حوالي ثماني ساعات· حيث طالبت السلطات السعودية جميع البعثات بإيصال حجّاجها إلى مطار الحجّاج ثماني ساعات قبل موعد إقلاع الطائرة، وهو ما لم يحدث، وهو الأمر الذي زاد من تأزّم الوضع· غير أنه وبين هذا وذاك يبقى الحاجّ وعائلته التي تنتظره في مطار الجزائر المتضرّرين الأوائل من تكرار مثل هذه المشاكل التي تحدث للجزائريين دون غيرهم من حجّاج بقاع العالم الإسلامية على حدّ تعبير البعض منّن تحدّثت إليهم أخبار اليوم· هذا، وكان مسؤولو الخطوط الجوّية الجزائرية قد أكّدوا استحالة تكرار السيناريو الذي حدث مع المعتمرين الجزائريين خلال شهر رمضان، بعدما جنّدت مصالح الخطوط الجوّية الجزائرية موارد بشرية من خلال إرسال 100 موظّف إلى البقاع المقدّسة لضمان السّير الحسن لرحلات عودة الحجيج ووسائل مادية من خلال تجنيد عشر طائرات، منها 5 طائرات من طراز أيربوس 330 ب 250 مقعد وثلاث طائرات من طراز بوينغ 767 ب 250 مقعد أيضا، فيما تمّ استئجار طائرتين اثنتين، واحدة من البرتغال للطيران من طراز بوينغ 767 وأخرى من طراز أيربوس 340 وكلاهما من الحجم الكبير· *** تبريرات غلام اللّه أكّد غلام اللّه في تصريح للصحافة على هامش إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق قافلة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حول القيم الرّوحية في الثقافة الأمازيغية أن موسم الحجّ لهذا العام شهد تنظيما حسنا، مشيرا إلى أنه لم يتمّ تسجيل أيّ اختلال، سواء في نقل الحجّاج أو في إيوائهم أو في استقبالهم باستثناء بعض الرّحلات المنظّمة من قبل الديوان الوطني للسياحة والنّادي السياحي بسبب بعض الإجراءات الخاصّة والاستثنائية· وبشأن ما حدث في منى، أوضح الوزير أن هناك أكثر من 2.000 حاج تنقّلوا خارج الإطار النّظامي وجدوا صعوبات في الإيواء، مؤكّدا أن كلّ الحجّاج الذين تنقّلوا ضمن الإطار النّظامي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف تمّ إيواءهم بصفة عادية داخل الخيم· وفيما يتعلّق بعدد الوفيات المسجّلة في صفوف الحجّاج الجزائريين، أشار السيّد غلام اللّه إلى تسجيل 22 حالة وفاة، من بينها 5 من أفراد من الجالية الوطنية في المهجر