* الطغيان المغربي في الصحراء الغربية يعطّل بناء الاتحاد المغاربي يتبنى نظام المخزن ويمارس بكثير من الخبث منذ فترة استراتيجية التوتر وسياسة القطيعة، وهذا يتسبب في توتر العلاقات الجزائرية-المغربية وتعطيل بناء الصرح المغاربي، وكل ذلك من أجل رهن مصير الشعوب المغاربية على أمل أن تتخلى الجزائر عن موقفها الأساسي من قضية الصحراء الغربية المطابق للشرعية الدولية. هذا التعنّت المغربي يكبد الجزائر خسائر بملايير الدولارات سنويا، حسب دراسات حديثة، وهي دراسة يستنتج المطّلع عليها أن نظام محمد السادس بات يشكل خطرا حقيقيا على المغرب العربي وعلى بلدان المنطقة، ومنها الجزائر. كشفت دراسة حديثة للبنك الدولي أن خسائر اتحاد المغرب العربي من عدم التكامل تبلغ 9 ملايير دولار سنويا. وكانت ثورات الربيع العربي قد فتحت آفاقا جديدة للاندماج الفعلي أمام دول الاتحاد وتحقيق طموح الاندماج الذي يدفع إلى طفرة اقتصادية تزيد معدلات النمو بها بنسبة 3 بالمائة على المعدلات الحالية، حسب صندوق النقد الدولي، إلا أن هذه الدول لم تستغل أجواء هذه الثورات في تحقيق الاندماج خاصة الاقتصادي. وحسب صحيفة (العربي الجديد) اللندنية فإن ليبيا وتونس أصبحتا أكثر استعدادا للوحدة الاقتصادية مع المغرب والجزائر، إلا أنه توجد تحديات أمام هذه الخطوة، ومنها الاضطرابات التي تعاني منها ليبيا. ومعلوم أن اليد المغربية (الجائرة) في ملف الصحراء الغربية هي السبب الأساس في تعطيل اتحاد المغرب العربي الذي كان واعدا وأمل منه الجزائريون والتوانسة والليبيون والموريتانيون خيرا وفيرا عند إعلانه في مراكش في 1988، غير أن القاطرة تعرقلت، ثم توقفت، ثم صار صعبا أن تتحرك، وبدا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي حالما لما أطلق قبل أزيد من عام مبادرة لإحياء الاتحاد الرميم، لكن مناورات النظام المغربي وتكالبه المستمر على الجارة الشرقية عطل هذا الحلم، كما عطلت مخدراتها وسمومها فتح الحدود بين البلدين البالغ طولها 1500 كلم والمغلقة منذ 20 سنة. وتحمّل أطراف محايدة النظام المخزني مسؤولية تعطيل الصرح المغاربي ومنها وزير الخارجية الأسبق والقيادي في حركة النهضة التونسية رفيق عبد السلام الذي أكد في تصريحات سابقة أن تعنّت المغرب في بعض التفاصيل المتعلقة بالصحراء الغربية وراء عدم استكمال مبادرة اتحاد المغرب العربي، مؤكدا أنه على المغرب تقديم بعض التنازلات والاحتكام إلى الشرعية الدولية. تأتي هذه الدراسة في وقت يواصل فيه النظام المغربي حملاته المسعورة اتجاه الجزائر فيتهمها مرة بإطلاق نار على الحدود ويزعم أنها وراء تسريب وثاق سرية عن المخابرات المخزنية تارة أخرى، وهي مغالطات مفضوحة يتجه بها الملك محمد السادس نحو جبهته الداخلية المتفككة بسبب الصراع الدائر حول الحكومة ما يهدد استقرار المخزن وسط ظروف إقليمية عاصفة يبحث فيها المغرب عن مبررات شن معارك وهمية مع جيرانه على خلفية قضية الصحراء الغربية التي أصبحت تفتك المزيد من النجاحات السياسية على مختلف الأصعدة، فقد أرغمت الأممالمتحدة المغرب على الخضوع لبرنامج مراقبة حقوق الإنسان الذي سجلت فيه الحكومة المغربية أسوأ البيانات، كما رفض الاتحاد الأوروبي معظم العروض والتنازلات التي قدمها المغرب لاستنزاف الثروات في الصحراء المحتلة. هذا، وأورد النظام المغربي اعترافا رسميا وصريحا ضمن مخطط سياسي بعنوان (اقتراحات التحرّك الدبلوماسي 2014-2015) بتفوّق الدبلوماسية الجزائرية على مستوى المحافل الدولية، وإن اعتبرها بفضل (مغالطات)، ما نتج عنها فقدان المغرب وباعتراف منه ل (شركائه التقليديين) أمام نجاح الجزائر وفي مقدمتهم فرنسا وإسبانيا وبدرجة أقل الولاياتالمتحدةالأمريكية.