ظاهرة شتم الأمهات انتشرت وللأسف انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة، فصرنا نسمع شتم الأمهات في كل مكان بسبب أو من دون سبب، عند الشجار، في الملاعب، في الطريق العام، بين السائقين وحتى مزاحا من دون أن ننسى تهاطل قضايا السب والشتم التي تلحق بالأبوين من طرف الأبناء على أروقة المحاكم الجزائرية، الأمر الذي يجبر على اتخاذ تدابير عاجلة وحملات توعوية لمحاربة تلك الآفة الدخيلة على مجتمعنا المحافظ. وفي سابقة أولى من نوعها أطلقت مجموعة قافلة الأمل حملة عبر الفايسبوك سمتها لا لشتم الأمهات ، كانت لنا الفرصة للالتقاء بالسيد محمد تيتوم رئيس المجموعة وصاحب الفكرة فأجرينا معه هذا الحوار. بداية كيف راودتكم فكرة إطلاق هذه الحملة؟ أشكركم على الالتفاتة الطيبة لهذه الحملة التي تعتبر رداً ونهياً لفعل أو قول يكاد يصبح مباحاً وهو شتم الأمهات. فتصور أن الشعب الجزائري رغم أنه يعد من الشعوب المتحفظة إلا أنه الأكثر سباً للدين، للأمهات وغيرها، حيث صار سب الدين على مسامع الجميع أمراً عاديا دون احترام للحرمات أو كبار السن. فلا يمكن لأحد أن يمشي في الشارع مع أمه أو زوجته دون أن يسمع كلاما فاحشا أو يرى شجارا بين شخصين كل هذا يبدأ بشتم الأول للثاني ولأسباب تافهة. ومن هذا المنطلق أردنا أن نطلق حملة تحسيسية للحد من الظاهرة وتوعية أكبر قدر من الناس فلعبنا على وتر قيمة الأم لدى الفرد ومكانتها في الإسلام، فقمنا بإطلاقها عبر الفايسبوك الذي رأينا فيه الملاذ الأمثل لبداية الحملة لكوننا نمتلك صفحات كبيرة وعددا كبيرا من المتتبعين. حاليا كيف هو تجاوب الناس مع الحملة؟ الحمد لله، الحملة عرفت صدى واسعا في الفايسبوك، حيث يوجد أكثر من ألفين متتبع لها كما التحق بنا أشخاص جدد أعجبتهم الفكرة ويساهمون بالصور والفيديوهات لإثراء الحملة. كما ساعدتنا بعض الوجوه المعروفة في الساحة الفنية ومعظم المجموعات الخيرية الناشطة وذلك بإرسال مقاطع فيديو يتحدثون فيه عن قيمة الأم لدى الفرد وعن واجب احترامها وتقديسها وعدم إقحامها في النزاعات وذلك امتثالا لقول الرسول إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه . هل لديكم مخطط لإثراء الحملة لتصل لأكبر عدد من الناس؟ نعم ننوي حاليا القيام بيوم تحسيسي بحضور أخصائيين نفسانيين ورجال دين وأيضا حالات لأشخاص دخلوا السجن بسبب جريمة سب وشتم الأصول، كما ننوي الخروج بالفكرة للشارع وتوزيع مطويات وحتى الوصول للملاعب في إطار نبذ العنف في الملاعب، كما اتصل بنا منتج سيقوم بعرض فيلم قصير حول عقوق الوالدين وقيمة الأم سيكون لنا ظهور فيه.. ومجموعة أفكار أخرى قد نقوم بها بالتنسيق مع وسائل الإعلام. كلمة أخيرة أو بالأحرى نصيحة توجهها للقراء. أرجو من الجميع أن يفهم أن الحملة تبقى بذرة خير صغيرة وهي مجرد فكرة... نجاحها متوقف علينا جميعا، خاصة على الشباب والأبناء المعنيين بالدرجة الأولى بالحملة، فالأسرة هي النواة الأولى في المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع بأكمله، ووجب أن يكون عمودها احترام ورضى الوالدين، وأشكر كل من ساهم معنا في حملة لا لشتم الأمهات وسعيهم لإرجاع الحرمة في شوارعنا ونشر الوعي الأخلاقي في المجتمع وشكرا.