إطلاق للنار ومهاجمة لحراس المراكز نقلت مصادر أمنية (إن قوات الأمن نجحت الليلة التي سبقت موعد الاقتراع في إفشال مخطط لاغتيال الباجي قايد السبسي في منزله في مدينة سكرة بأريانة). وأضاف نفس المصدر (أن تعزيزات يشهدها محيط منزل قايد السبسي الآن، حيث توفرت معلومات أكيدة لاستهدافه هذه الليلة). في ذات السياق، أعلن المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية أن وحدات من الجيش قتلت فجر الأحد (مسلحا) وأوقفت ثلاثة مشتبه بهم حاولوا مهاجمة (عسكريين كانوا يحرسون مدرسة داخلها مواد انتخابية) في منطقة حفوز من ولاية القيروان (وسط). وقال المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم الوزارة ل (فرانس برس): (حاولت مجموعة مسلحة ليل السبت الأحد مهاجمة وحدة عسكرية تقوم بتأمين المواد الانتخابية في إحدى المدارس بمنطقة حفوز في القيروان)، وأضاف أن (يقظة العناصر العسكرية وسرعة رد فعلهم مكنتهم من إحباط العملية التي أسفرت عن مقتل مسلح كانت بحوزته بندقية صيد، والقبض على ثلاثة مشتبه بهم أحدهم مصاب في يده)، مؤكدا أن عسكريا (أصيب بجروح خفيفة في كتفه) خلال صد الهجوم، وتابع أن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا في الحادثة، لافتا إلى أن (الإرهابيين لا يستعملون بنادق الصيد) في هجماتهم. إجراءات أمنية غير مسبوقة كثفت قوات الأمن والجيش التونسية من حضورها وإجراءاتها التأمينية أمس الأحد في معظم مكاتب الاقتراع بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، تحسبا لأي عملية هجوم عليها إثر احباط هجومين لعناصر إرهابية أسفرا عن مقتل مسلح وإصابة عسكري قبل ساعات من فتح مكاتب التصويت صباح أمس. بدت الإجراءات الامنية أكثر تشددا وكثافة مقارنة بالدور الأول من الرئاسيات حيث اتخذت السطات اليوم بعض التدابير الأمنية غير المسبوقة. ففي العاصمة تونس وفي منطقة (الكبارية) تم تكثيف الإجراءات الأمنية أمام مكاتب التصويت، وحضرت القوات العسكرية والأمنية جنبا إلى جنب، وتم منع السيارات من التوقف بالقرب من مكتب الاقتراع على بعد 20 مترا تقريبا في إجراء لم يتم رصده في الدور الاول من الرئاسيات الشهر الماضي. وأكدت مصادر إعلامية اتخاذ التدبير نفسه حول مكاتب اقتراع أخرى. وفي محافظة سيدي بوزيد، أفادت مصادر اعلامية أن ما لا يقل عن 20 من عناصر الأمن والجيش أحاطت بخمس مكاتب للاقتراع وسط مدينة سيدي بوزيد. وحشدت السلطات الأمنية ما يناهز 100 ألف عنصر ما بين أمنيين وعسكريين لتأمين مكاتب الاقتراع، خصوصا المتواجدة بالمناطق الغربية. وفي مكتبي (أبي زمعة البلوي) و (الصحابي) بمحافظة القيروان (وسط) رصدت المصادرإجراءات أمنية صارمة وتواجد عناصر من الأمن داخل مكاتب الاقتراع بعد وقوع (هجوم إرهابي) على مكتب اقتراع بمنطقة حفوز من ذات المحافظة، حسب المتحدث العسكري. وفي مكتب (الشابي) من أكبر المكاتب في مدينة توزر (جنوب) عززت قوات الجيش من تواجدها بعد أن كان حضورها محدودا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والدور الأول من الرئاسية عن الأماكن. وفي مدينة القصرين (غرب) حيث تواترت أنباء عن مبادرة الجيش بقصف تجمعات لإرهابيين ليلة أمس، قامت قوات الأمن في محافظة جندوبة ( غرب) بتفتيش (دقيق) لكل السيارات الوافدة على المدينة. كما عززت قوات الأمن الخاصة ووحدات التدخل حماية مركزي الإقتراع بمحافظة أريانة (شمال) وسوسة ( شرق) أين قام المرشحان الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي بعملية الاقتراع إثر تواتر أنباء غير مؤكدة رسميا من وزارة الداخلية ولا من الحملة الانتخابية للسبسي، عن إحباط مخطط لاغتياله. وكانت مجموعة مسلحة قد هاجمت ليلة أول أمس عسكريين بصدد حراسة مركز اقتراع بمنطقة حفوز من محافظة القيروان (وسط)، ما أسفر عن جرح عسكري وقتل مسلح واحد من بين المهاجمين وإيقاف ثلاثة مشتبه بهم، حسب بيان صحفي صباح أمس للناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع، المقدم بلحسن الوسلاتي. وعلى صعيد متصل، أكدت مصادر أمنية ما ذكرته تقارير إعلامية محلية عن تعرض دورية أمنية بمنطقة الكريب من محافظة سليانة (شمال غرب) لطلق ناري فجر أمس من مسلحين مجهولين لم يسفر عن وقوع ضحايا. المرزوقي: مستعد لتهنئة خصمي إذا فاز وأنتظر منه الشيء نفسه قال المرشح المستقل للرئاسة والرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي عقب الإدلاء بصوته صباح الأحد أن بلاده حققت (نقلة سلمية) بتنظيم انتخابات تشريعية ثم رئاسية عقب ثورة 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، معربا عن أمله في أن يستم اقتراع اليوم بالنزاهة وعن استعداده لتهنئة خصمه، قايد السبسي إذا فاز. وفي تصريحات صحفية عقب خروجه من مركز اقتراع القنطاوي بمحافظة سوسة (وسط)، أشار المرزوقي: (حققنا نقلة سلمية وأتممنا المرحلة الانتقالية بسلام وحققنا جميع أهداف المرحلة الانتقالية بعد الثورة وكتبنا الدستور وأنجزنا الانتخابات في آجالها وهي انتخابات حرة والآن نتمنى أن تكون نزيهة وواجب أن تكون نزيهة)، وتابع: (أنا مستعد لتهنئة خصمي إذا فاز وأنتظر أن يقوم بتهنئتي إذا ما فزت، وأن نضع أيدينا في يد البعض بعد هذه الانتخابات التي صار فيها بعض الوجع وهذه طبيعة المراحل الديمقراطية وطبيعة الانتخابات). وتابع المرزوقي: (ولما نقارن مستوى العنف الموجودة في بلدان أخرى فهو لا يقارن فنحن شعب مسالم وانتخاباتنا كانت مسالمة وبعض الكلمات من هنا وهناك لا يجب أن تنسينا أن نضع أيدينا في يد البعض ونعمل من أجل الوطن وان شاء الله تتواصل مسيرتنا سلمية وحضارية). ويذكر أن المرزوقي تعرض لمحاولة تهجم من انصار منافسه الباجي قايد السبسي في انتخابات الدور الأول للرئاسة التونسية الشهر الماضي، حين توجه ظهرا للتصويت في مكتب الاقتراع نفسه. وجرت عملية التصويت هذه المرة في أجواء هادئة.