إعلامي موهوب يقتحم حقل الألغام الاجتماعية البرنامج يفتك شهرة واسعة على المستوى المغاربي بالعنوان المثير لبرنامجه الأسبوعي الخط البرتقالي على قناة الهقار التلفزيونية الخاصة، وبالمواضيع شديدة الحساسية والجرأة التي قاربها والتي تكاد بغالبيتها تلامس حدود التابوهات، فمن يضع (الخطوط البرتقالية) لمهدي قجور في برنامجه الجريء، وكيف يجرؤ على تجاوز كثير من المحرّمات الاجتماعية وعرضها على العلن؟ ربما تكون لعبة الألوان خدمته في برنامجه الأسبوعي، فاحمرّت العين عليه من الفضائيات التي حاولت تقليده واستنساخه، أسئلة (برتقالية) حملتها (أخبار اليوم) إلى مهدي قجور الذي سطع نجمه، فكان لنا هذا اللقاء بلون برنامجه. حاورته: حسيبة موزاوي * الخط البرتقالي برنامج تخطى الحدود البرتقالية في موسمه الجديد، فما ردك؟ أريد هنا أن أتوجه بتساؤل رداً على هذا السؤال: ما هي الخطوط البرتقالية، ومن يحددها؟ المجتمع والناس، يكون أمرا ما يشكل خطاً برتقاليا بالنسبة إليك، لكنه لا يشكل الأمر ذاته بالنسبة إليّ. * لكن بين الجرأة والوقاحة خيط رفيع؟ أنا جريء ولست وقحاً. * من يحدد هذا الأمر؟ بالنسبة إليّ أجد أن تعبير (الخط البرتقالي) مطاط، و(الخط البرتقالي) الوحيد في برنامجي هو كرامة الناس، وأي شيء يمسها هو وحده ما يوقفني ويردعني وعدا ذلك النقاش مفتوح على كل الأمور. * كم يستغرق إعداد الحلقة بشكل عام؟ قد يستغرق إنجاز حلقة لا تمتد لأكثر من ساعة ونصف أسبوعا كاملا. * ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم في إعداد الحلقات؟ كثيرة، تتعلق بصعوبة إقناع الناس بعرض تجربتهم عبر الشاشة، أو ما يخص العقبات على مستوى الإنتاج لتصوير التقارير، في حالات يتم تجهيزها مسبقاً وغيرها فالكثير من التعب والجهد نبذله لإنجاز الحصة، لكنها في النهاية تعود علينا بالمتعة، خصوصاً بعد ظهور الحلقات، وتلقّي ردود الفعل الإيجابية. * ولماذا تفترض أن ردود الفعل كلها إيجابية؟ لأن معظم ما وردني منها كان إيجابياً، حتى الانتقادات السلبية لم تصل إلى حد التجريح، ولا أنكر أني أشعر أحياناً بالحزن إذا خلت ردود الفعل من الانتقاد، لأني أحب أن أعرف ثغرات البرنامج، إذا وجدت، أو الإشارة إلى نقطة سلبية معينة يمكن أن أعمل على تحسينها، وتلافي الوقوع فيها مجدداً. * من يعنيك سماع رأيه في الحلقات؟ مهدي قجور، لأني أنتقد نفسي كثيراً، وهذا ما يزعجني أحياناً، فأنا قاسٍ جداً على نفسي. * بكل جرأة ما هو عيبك الذي يمكن أن تنتقده وتطرحه مادة لبرنامجك؟ لا شك في أني أحمل عيوباً كثيرة، لكني أحاول ألا أضع نفسي (مادة) في البرنامج، كي أكون حيادياً. * قلت لي إنك تحاول أن توصل رسالة ما من خلال عملك، فهل تعتقد أنك ستصل إلى مبتغاك في هذا الزمن الفضائي المفتوح؟ لن أتحدث في المثاليات، لكن بالنسبة لي، لا يمكن أن أقدم حلقة بدون هدف، لا أدّعي أني أسعى إلى إصلاح الكون والمجتمع فأنا كبرنامج، لست إحدى هيئات المجتمع المدني، ولا مؤسسة حكومية يمكن أن تساعد الناس، قد نقوم بمساعدة البعض، لكن دورنا الأساسي هو تسليط الضوء على المشاكل والقضايا المطروحة والتي تكون مادة حصرية لبرنامجنا، وقد وصلنا لهذه الغاية، بكاميرا (الخط البرتقالي)، إلى أماكن قد لا تخطر في بال أحد، ولا يمكن تصوّرها. * دخلت عالم الإعلام لتحقيق رسالتك، أم أن الصدفة قادتك إليه؟ دراستي كانت في كلية الاعلام والاتصال جامعة الجزائر تخصص سمعي بصري، في وقت لم يشكل الإعلام أولوية لي، لكن الصدفة قادتني إلى خوض غماره، ووصلت إلى مرحلة اكتسبت فيها ثقة قناة (الهقار)، فأسندت إليّ برنامجاً من أهم البرامج الاجتماعية في الجزائر، وأعتقد أن ردود الفعل حتى الآن كانت إيجابية اتجاهه، الأمر الذي جعل قناة الهقار تجدده في الموسم الثالث. * توقعت هذه الضجة التي أثيرت حولك عند خوضك مجال الإعلام؟ الشهرة لا تهمني، والصحافة بالنسبة إلي لا تنحصر في الطموح إلى الشهرة ً، فهذا المصطلح ببساطة أرفضه. * هل حمّلك النجاح مسؤولية أكبر؟ لا شك في أن أعباء النجاح كبيرة، خصوصاً أن برنامجي موجّه إلى االمجتمع الجزائري، لكن الحماسة تتجدد مع ردود فعل الناس بعد كل حلقة أكون قبلها قد وصلت إلى مرحلة التعب والإنهاك، فأقول (خلاص... تعبت.. هذه الحلقة الأخيرة)، لكن تقييمات الناس الإيجابية واتصالات التهنئة التي تصلني من جميع ولايات الوطن، وحتى المغرب العربي تجعلني أستعيد حماستي. * ما هي الخطوط الحمراء التي تضعها لنفسك، في حياتك وعملك؟ لا خطوط حمراء في حياتي، فأنا كتاب مفتوح، صريح وواضح. * البعض شعر بالغيرة من نجاح البرنامح خلال فترة قصيرة وخصوصا أن بعضهم لديهم برامج اجتماعية منذ سنوات ولم تحظ بنفس الاهتمام والمشاهدة ؟ لا أريد الدخول في هذا الموضوع، وعندما ظهرت على التلفزيون قلت أنا لا أنافس أحدا. * شئت أم أبيت أنت موضوع في خانة المنافسة ؟ موضوع داخل المنافسة ولكن هذا ليس هدفي، وكما قلت عندما بدأت قلت أنا لا أنافس أحدا وكنت شخصا جديدا، وأشكر قناة (الهقار) التي وضعت ثقتها بي، وقدمت لي برنامجا من أضخم البرامج الاجتماعية في الجزائر ، وبالأساس قٌلت لا أنافس أحدا وقلت (خط جديد) في البرامج التلفزيونية، وأعتقد كنا (قد المسؤولية) عندما قلنا (خط جديد) في البرامج التلفزيونية، وأكرر أنا لاأنافس أحدا، بالنسبة لي أنافس مهدي قجور فقط لاغير، هاجسي بعد كل حلقة أن تكون الحلقة القادمة أفضل منها أو بنفس مستواها، أعيش هاجس الخط البرتقالي، وليس لدي مشكلة أن أعلن ما هي مواضيع الحلقات من الآن إلى ستة أشهر قادمة (خليهم يديروهم) أنا ليس لدي مشكلة لو أخذوا موضوعا منها وقدموه، لندع الناس تحكم من قدم الموضوع بطريقة أفضل. وكل زميل موجود من فترة على الساحة واستطاع أن ينجح، ويقدم شيئا للناس، أنا قلت أني خط جديد في البرامج التلفزيونية لتقديم رسالة إلى المجتمع ، وصدقا ليس لدي وقت أشاهد التلفزيون بغية التنافس مع أصحاب المهنة والجمهور المشاهد هو من يحكم. * البعض يعتقد أنك تقلد حصة تعرض في فضائية وطنية ؟ الخط البرتقالي في موسمه الثالث والحلقات موجودة في اليوتيوب وهو البرنامج الأول الذي لا يعتمد فقط على الناس وقصصهم وشهاداتهم، ويكون بحضور الاختصاصيين الذين تكون مداخلاتهم تدعيما للبرنامج، لكن قصص الناس وشهاداتهم الحية هي الأساس في البرنامج ومن خلالها نجعل المشاهد يصل إلى فكرة معينة ويحكم ما هو الصح وما هوالخطأ، أغلبية البرامج الاجتماعية مع احترامي للجميع لم تستطع أن تقدم شيئا ولا تعتمد على الاختصاصين.لاأقلد أحدا، وأريد أن أكون مهدي قجور رقما صعبا في الإعلام العربي وهذا هدفي وهذا طموحي. * الحالات التي تظهر أحيانا تبدو وكأنها مركبة أو غير حقيقية؟ مصداقيتي ومصداقية الخط البرتقالي ومصداقية قناة الهقار لا تسمح لأحد أن يشكك بها، نحن نتعب نعمل ولا أسمح أن يقال إنها حالات مركبة. * حتى لو أحضرنا حالة واعترفت أنها تركيب ومدفوع لها؟ دفع المال للحالات ممنوع، وأتحدى أي شخص يقول ويؤكد إننا دفعنا دينارا واحدا لأي حالة كانت، وأريد أن أطرح عليك سؤالا: ما الهدف أن أحضر حالة وأدفع لها، ولست مستعد أن أخاطر بمصداقية البرنامج، أنا أرفض الإثارة. * إلى أي مدى لعبت وسامة مهدي قجور دورا في نجاحه؟ المعد والمقدم الناجح يعتمد على عدة أمور، إذا وجد شخص (تيلي جينيك) وليس لديه شيء يقدمه لن يستمر طويلا، غير صحيح أن الوسامة تنجح شخصا. * وكأنك انزعجت أن تكون وسامتك من أسباب نجاحك؟ لا أبدا ولكن أنا أتعب جدا على الحلقة، ولا أعتمد على شكلي، لأن كل همي الحلقة، وليس هاجسي الأساسي شكلي، همي مضمون الحلقة وقوتها. * هل غيرتك الشهرة خصوصا أن البعض يقول إنك أصبت بالغرور؟ أول شيء الشهرة والنجومية لا تعنيان لي شيئا، وإذا كانت دليل نجاح أرحب بها، أنا ضد أن يكون الصحفي نجما لأن الصحفي والنجومية لا يتفقان، النجومية أتركها للنجوم الذين يكونوا في قمة الهرم، والذين نتصل بهم مائة مرة ولا يردوا على المكالمات، أنا رجل صحفي وبين الناس على الأرض، وأساس برنامجي الناس، وإذا لم أسمعهم وأعرف ماذا يريدون، لا أكون صحفيا حقيقيا وخصوصا في برنامجي، البعض يحكم أن مهدي مغرور ليس لهم حق، ليس لدي وقت لأقابل أحد واحتكاكي بهم قليل رغم أني أحب الاختلاط بالناس، لماذا سأصاب بالغرور لا أفهم كل واحد يظهر على التلفزيون يتهمونه بالغرور ! * هل يفكر مهدي في الزواج، وهل يمكن أن يطول تفكيرك في الارتباط؟ لا، لأني أنوي الزواج مبكراً لا أريد أن أنسى نفسي صحيح أن النجاح المهني مهم، لكن لا أريد أن يُنسيني تأسيس عائلة، فشريكة الحياة أساسية في دفع الرجل قدماً إلى الأمام، وكذلك، جميل أن يكون فارق السن بين الأهل وأولادهم معقولاً. * تقف عند مواصفات من ستشاركك الحياة؟ ثمة أساسيات في ذهني، كأن تكون امرأة عاملة، وصاحبة شخصية قوية... * ونظرتك إلى الارتباط العاطفي، هل تأثرت بعملك وانشغالك؟ لم تتغير بسبب الشهرة، لكن بسبب النضج في العمر والتجربة، الشهرة آنية، وغداً قد يتوقف البرنامج فينسى الناس من هو مهدي. * أخيراً، إلى من تهدي نجاحك اليوم؟ إلى كل فريق (الخط البرتقالي)، لأنه ليس برنامج مهدي قجور فقط بل هو برنامج كل الفريق العامل.