تخوض الجمعية الإسلامية في أيسلندا منذ 14 عاما معركة مع الجهات الإيسلندية المختصة للحصول على أرض مجانية وترخيص لبناء أول مسجد بتاريخ الإسلام في أيسلندا إلي أن حصلت الجمعية العام الماضي على أرض مساحة ألفي متر مربع مجانا من بلدية ريكيافيك لبناء مسجد النور علي مساحة 800 متر مربع ليكون مسجدا ومركزا ثقافيا إسلاميا وهو الوحيد الذي تعترف به السلطات والدوائر الحكومية للدولة. لم تضع المعركة أوزارها لغاية اللحظة ولكن علي جهة أخرى إلا وهي الحصول على دعم مادي من المحسنين المسلمين لبناء هذا الصرح العظيم وهو مسمى بمسجد النور والذي سيكون له أول مئذنة بتاريخ الاسلام في الجزيرة ، والعاصمة ريكيافيك هي أقرب عاصمة في العالم للقطب الشمالي، فهل سيري مسجد النور في ريكيافيك، النور !؟ وهل سيساهم المحسنون في بناء هذا المسجد التاريخي ليكون لهم شرف نشر شعاع الإسلام في ظلام أيسلندا الشتوي ! وكيف وصل الإسلام إلي أيسلندا !؟ وما أحوال المسلمين المقيمين فيها وأحوال عابري السبيل من بلاد الإسلام !؟ الجمعية الإسلامية في ايسلندا هي أقدم جمعية إسلامية تأسست في ريكيافيك عام 1997 وهي أكبر وأقدم تجمع للمسلمين في جزيرة ايسلندا التي تقع شمال المحيط الأطلسي إلى الجنوب قليلا من غرينلاند. تأسست الجمعية الإسلامية هناك متأخرة نوعا ما عن الجمعيات والمراكز الإسلامية في دول الشمال بسبب قلة أعداد المسلمين في تلك الجزيرة النائية حيث كان عدد المسلمين فيها عام 1971 خمسة أشخاص فقط كان منهم الحاج سلمان التميمي القادم من مدينة القدسالمحتلة والذي كان يرأس الجمعية لغاية العام الماضي وتحولت رئاستها الآن إلى أول رجل من أصول إيسلندية اعتنق الإسلام وهو سفارير اغنارسون.. في بداية التسعينات من القرن الماضي زار ايسلندا عدد من الدعاة إلا أن جهودهم لم تثمر بتأسيس جمعية إسلامية بسبب قلة أعداد المسلمين كما أسلفنا إلى أن قام الشيخ عدلي أبو حجر بزيارة لإيسلندا ومكث في مدينة ريكيافيك بعض الوقت للتعرف على المسلمين. ونقلت جريدة (عرب نيهيتر) عن (عدلي أبو حجر) عن زيارته الأولى إلى إيسلندا: كعادتي وبعد تنظيم النشاط الإسلامي في اسكندنافيا وفتح عدة مراكز إسلامية وعمل شبكة اتصالات بين المسلمين، رأيت ايسلندا على الخريطة فقررت أن يكون للإسلام صوت في إيسلندا، عملت اتصالاتي بمن أعرف من المسلمين في اسكندنافيا فلم أحصل على نتيجة، كانت توجد فقط امرأة إيسلندية مسلمة كبيرة في العمر تعيش في مدينة جوتنبورج، أخبرتني زنه لا يوجد شيء في إيسلندا، قررت زيارة إيسلندا أول مرة عام 1991 في العشر الأواخر من رمضان، حملت معي 40 كيلو جرام مصاحف وكتب، بالعربية والإنجليزية وبعد ثلاث ساعات طيران وصلت إلى ريكافيك العاصمة ونزلت في فندق مقابل البرلمان وبدأت أبحث عن المسلمين هناك عبر دليل الهاتف فلم أحصل على نتيجة، نزلت للشارع وللسوق، دخلت المقاهي ومحلات تجمع الناس، سمعت أحدهم يتكلم العربية، تعرفت عليه، عرفته بنفسي فأوصلني للأستاذ سلمان التميمي الذي استضافني وأخذ يعرفني على المسلمين، جمعهتهم وبدأت أنصحهم وأذكرهم بالله، كانوا بعيدين عن الإسلام ! بقيت معهم 13 يوما وكانوا لطيفين. كانت الشمس لا تغيب فقررت الإفطار على توقيت مالمو التي جئت منها وجمعت العائلات يوم العيد وأنشدت للأطفال وقمنا برحلة. حين جاء موعد السفر أعدت تذكيرهم بالله قائلا لقد أرادكم الله لحمل أمانة الإسلام أسأل الله تعالى لكم الهداية ولا أملك قبل سفري إلا أن أشكركم على حسن الضيافة وهذا هاتفي اتصلوا بي إن احتجتم لشيء. مرت ست سنوات وإذا بهاتف يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا سلمان التميمي من إيسلندا لقد زرتنا قبل سنوات الحمد لله، لقد هدانا الله تعالى وفتحنا جمعية إسلامية، والصحافة الإيسلندية تتهافت علينا يبحثون عن معلومات عن الإسلام ونحن جدد معلوماتنا متواضعة ماذا نعمل ؟ قلت أنا قادم لكم 4444. سافرت إليهم مرة أخرى عام 1997 وبمساعدة تاجر سوري فتحنا مصلى وبدأت ألقي فيها درسا أسبوعيا، وبعد مدة وبالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي أرسلت داعية من الأردن لمدة سنة، وفي نفس الوقت كررت زياراتي لإيسلندا، وأشركت الأستاذ سلمان التميمي في المؤتمرات الإسلامية المختلفة والحمد لله الآن أصبحوا يعتمدون على أنفسهم، واستأجروا مكانا للجمعية الإسلامية به مسجد ريكافيك، ثم حصلوا على أرض من البلدية لبناء مركز ثقافي إسلامي وإلى الآن نتواصل معهم ونزورهم لإلقاء الدروس للمسلمين والمحاضرات للإيسلنديين ،،، والحمد لله رب العالمين. ويبلغ عدد المسلمين الآن في إيسلندا تقريبا 1500 شخص منهم أعداد قليلة جدا من سورياوالعراق وارتيريا والسودان والصومال وعدد زكبر للجالية الفلسطينية التي يصل تعدادها ما يقارب 50 شخصا منهم عدد من أبناء الضفة الغربية وفلسطينيي العراق، بالإضافة إلى عدد كبير من أبناء الجالية المغربية يصل إلى المئات. يضاف إلى هؤلاء عدد من مسلمي السنغال وغانا وبنين عبروا جميعا عن رضاهم وسعادتهم للعيش فيها رغم البعد عن أوطانهم. ويقيم أغلب المسلمين والعرب في العاصمة ريكيافيك ويعمل عدد منهم في قطاع الصيد وقسم آخر يعمل في قطاع التجارة، حيث يوجد عدة مطاعم لعرب من سوريا في وسط ريكيافيك السياحي ومطعم لمواطن أردني في أحد أحياء العاصمة .5555 ويزور عدد قليل من المسلمين إيسلندا بقصد السياحة معظمهم من ماليزيا ودول الخليج والسعودية ولا يوجد أي سفارة عربية هناك باستثناء قنصلية للمملكة الأردنية الهاشمية يرأسها القنصل سمير الحسن الذي التقيناه أثناء الزيارة ورغم وجود قنصلية للمملكة الأردنية في ريكيافيك إلا أن أعداد المواطنين الأردنيين قليلة جدا هناك. وفي إيسلندا يجد المسلم اللحم الحلال بالإضافة إلى انفتاح المجتمع الإيسلندي على المسلمين وأثناء وجود الصحيفة في مسجد الجمعية الإسلامية دخل على المسجد أحد الأدلاء السياحيين الايسلنديين ومعه سيدة ماليزية كانت تبحث عن مكانا للصلاة.