إن الكبائر السبع هي ذنوب عظيمة تغضب الله عز وجل غضباً عظيماً لذلك سميت بالكبائر لأنها ذنوب ولكنها عظيمةٌ في عقابها عند الله وتحل على فاعلها لعنة من الله وملائكته. وفى الصحيحين البخارسي ومسلم رضي الله عنهما قالوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. وفي رواية النسائي وغيره: ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة فقيل له ادخل بسلام. الكبائر السبع: 1- الشرك بالله: إن أعظم ما عُصي به الله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا هو الشرك به سبحانه وتعالى حتى وصف الله هذا الذنب بالظلم العظيم، فقال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.. [لقمان : 13]، فتلك الذنب عظيم عند الله ومأواه الأخير النار لا يخرج منها أبدا لقوله تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}.. [المائدة : 72]. 2- السحر: فالسحر كما أخبرنا الله عنه في كتابه العزيز طريق للفساد وسبب للضرر بين العباد، وهو فوق ذلك كله سبب للكفر بالله سبحانه والخروج عن دينه وشرعه وذلك لقوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}.. [البقرة :102]. 3- قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق: فقد حرم الله على المسلم قتل النفس بغير حق شرعي في ذلك كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والزاني المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة). وقد ثبت فى السنن قول رسول الله (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم). 4- أكل الربا: فقد حرم الله على المسلمين الربا وذلك لقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}.. [البقرة : 275]، وقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء). 5- أكل مال اليتيم: فقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن أكل مال اليتيم فقال تعالى : {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.. [الإسراء : 34]. وقال: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}.. [النساء: 2]. وروى ابن مردويه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم ناراً، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً). 6- التولي يوم الزحف: فقد أمرنا الله عز وجل بعدم التولي أو الفرار يوم الجهاد في سبيله ومحاربة عدو الله فإن ذلك من الكبائر عند الله وأمرنا بالثبات أمام العدو. 7- قذف المحصنات الغافلات المؤمنات: فقد وعد الله الذين يقذفون المحصنات الغافلات المؤمنات بلعنة منه فى الدنيا والآخرة وأن لهم عذاب عظيم وذلك لقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}.. [النور : 23-25].