ناقشت أمس محكمة جنايات العاصمة وقائع جريمة قتل شنعاء احتضنها حمّام بمنطقة جنان مبروك ببلدية باش جرّاح، بالعاصمة، بطلها صاحب الحمّام البالغ من العمر 76 سنة، والذي أقدم على إزهاق روح خادمته خنقا في ليلة رمضانية من سنة 2013 بعدما رفضت الاستسلام لرغباته الجنسية، وهو ما جعل القضاء يدينه بالمؤبّد. تحريك القضية انطلق بناء على شكوى تلقّتها مصالح الأمن من طرف المدعوة (ب. فاطمة) مفادها أنها تلقّت بتاريخ 22 جويلية 2013 اتّصالا هاتفيا من ربّ عملها المتّهم (ق. أرزقي) المكنّى (إبراهيم) للالتحاق بعملها في الحمّام بعد أن أصلح العطب الذي أصاب المضخّة فتوجّهت إلى هناك وطرقت باب الحمّام المخصّص لجهة النّساء لمدّة 10 دقائق ليفتح لها وعلامات الإرهاق بادية على وجهه فسألته عن زميلتها في العمل (ب. خيرة) فأخبرها بأنها قضت اللّيلة عنده، وبمجرّد دخولها أغلق الباب فصرخت في وجهه وطلبت منه فتحه وقامت بمناداة الضحية، غير أنها لم تجبها فروادتها الشكوك بأن مكروها قد لحق بها، خاصّة وأنها شاهدت ملابسها معلّقة، وبمجرّد توغّلها وجدتها ملقاة على كرسيّ ونصف جسدها عاري فحاولت إيقاظها قبل أن يخبرها الجاني بأنها مريضة ويريد مساعدتها لنقلها إلى المستشفى، غير أنها أدركت أنها فارقت الحياة فخرجت مسرعة إلى منزلها أين طلبت المساعدة من ابنها لتبليغ مصالح الأمن. وعليه، انطلقت مصالح الأمن إلى مسرح الجريمة، أين تمّ العثور على الجثّة وتبيّن أنها تعرّضت للعنف، وقد ماتت خنقا، كما أنها تعرّضت للحرق بسبب الحرارة العالية للحمّام، كما تمّ العثور بمحاذاتها على فراش ووسادتين. وعليه، تمّ توقيف الجاني الذي نفى قيامه بقتل الضحية وأكّد أن وضعه الصحّي لا يمكّنه من ذلك، وأن الجروح والخدوش والكدمات الموجودة على وجهه وجسده هي بسبب سقوطه منذ فترة، غير أن الطبيب الشرعي فنّد ذلك وأكّد أن مدّتها لا تتعدّى 24 ساعة. من جهته، زوج الضحية صرّح بأن زوجته تعمل منذ سنوات في الحمّام، وأنها قبل أكثر من سنتين طردها الجاني بعدما اتّهمها بالسرقة قبل أن تتّصل بها قابضة الحمّام في 04 جويلية 2013 وتطلب منها العودة إلى العمل كون أنها أصيبت بالشلل فعملت لمدّة 15 يوما قبل أن يصيب المضخّة عطب لمدّة أسبوع. وبتاريخ الوقائع اتّصل الجاني بالضحية وطلب منها العودة إلى العمل فغادرت المنزل ولم تعد، وبحلول الساعة العاشرة ليلا ذهب إلى الحمّام للبحث عنها فوجده مغلقا فأخطر مصالح الأمن، مؤكّدا أنها زوجته الأولى ولكونها عاقرا قامت بتزويجه مرّة ثانية ورزق بأولاد، حيث كانت تساعده على إعالتهم. أمّا شقيق الضحية فقد صرّح بأن شقيقته كانت تتعرّض للضرب المبرح على يد زوجها وبناته من الزّوجة الثانية، وأنها كثيرا ما كانت تطلب منه أن يأتي لأخذها وكانت آخر مرّة قبل الوقائع، لكنه لم يستطع التنقّل إلى العاصمة وطلب منها أن تستقلّ سيّارة أجرة وأن يتكفّل هو بدفع الأجرة. أمّا المدعوة (فاطمة) محرّكة الشكوى فقد صرّحت خلال الجلسة بأن الضحية كانت تربطها بالجاني علاقة صداقة قوية، غير أنها كانت تخاف منه كثيرا فكانت تنفّذ جميع طلباته، كما كانت تترك الباب الفاصل بين حمّام الرّجال والنّساء مفتوحا عند قيامها بتنظيف حمّام الرّجال، حيث عادة ما يتواجد الجاني خشية أن يتحرّش بها، مرجّحة فرضية قيام الجاني بحجزها ومحاولة الاعتداء عليها لتدافع عن شرفها، خاصّة وأنه في ليلة الوقائع أرسلت إليه ابنها من أجل أن يعطيه وجبة الإفطار كما تعوّدت يوميا، غير أنه لم يفتح الباب ولاحظ أن المضخّة تعمل والضوء مشتعل إلى جانب أن النافذة مفتوحة. ممثّل الحقّ العام خلال مرافعته وصف الجاني بأنه لبس ثوب ملك الموت وأزهق روح الضحية التي تعمل عنده لإعالة زوجها وعائلته الثانية واستغلّ حاجتها إلى المال للاعتداء عليها، ملتمسا معاقبته بالإعدام.