الموت بردا يتربص بتلاميذ ابتدائية ديار الغرب بعين طاية حالة كارثية تعرفها مدرسة ديار الغرب بعين الطاية، فلقد وجد التلاميذ ومعهم أساتذهم أنفسهم في مواجهة ظروف قاسية تحيك بهم من كل ناحية، فلقد تحولت نعمة الشتاء نقمة عليهم، من خلال غياب التدفئة وأيضا الإنارة، حتى تحولت الأقسام الى ما يشبه الثلاجات المظلمة.. مليكة حراث
يشتكي أولياء الابتدائية المسماة ديار الغرب الجديدة المتواجدة بحي ديار الغرب الجديدة بمنطقة القرية بعين طاية والتي تم تدشينها منذ عامين والتي من المفروض ان تكون مهياة من كل الجوانب، إلا أنه في الواقع أن هذه المؤسسة تعاني جملة من النقائص التي أرقت الأسرة التربوية على رأسهم التلاميذ الذين يدفعون فاتورة نفص الإمكانيات وكل الضروريات التي يحتاجونها. وللإشارة أن كل ماهو متوفر في هذه الابتدائية هو التفاتة ومبادرة من طرف مديرة المؤسسة شريفة عراس والمعلمين وأولياء التلاميذ حتى يتسنى لهم مواصلة العمل في ظروف لا نقول عنها أنها حسنة بالقدر الكافي بل من اجل احتواء الأزمة والمحافظة على نفسية التلاميذ واستقرارهم حسب أحد المعلمين. وفي سبيل الخروج من هذه المأساة لجأت أستاذة الفرنسية في هذه الابتدائبة وخلال اجتياز فرض المادة من اجل البحث عن النور في ظل انعدام الانارة داخل قسمها، ورغم ذلك فإن البرد كان بالمرصاد للتلاميذ وللمعلمة المسكينة التي وقفت عاجزة على التأقلم مع هذا الواقع ومساعدة التلاميذ على التعلم في مثل هذه الظروف.. ومن بين أهم المشاكل التي نغصت راحة هؤلاء بالإجماع هو مشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الأمر الذي يجبر تنقل التلاميذ تقريبا يوميا الى الطابق العلوي باعتباره الطابق الوحيد الذي تدخل إليه أشعة الشمس أو الضوء، وفي هذا السياق تقول معلمة اللغة الفرنسية أن الوضع بات يدق ناقوس الخطر على صحة التلاميذ وكذا نفسيتهم بسبب هذه الأوضاع الكارثية التي يزاولون فيها دراستهم أما عن مقاومتهم للبرد الشديد فحدث ولا حرج بسبب غياب التدفئة بالأقسام التي تتحول في هذا البرد القارس الى ثلاجات لا يستطيع المكوث فيها حتى الدواب، واستطرد احد المعلمين واصفا الأقسام التي يعملون بها ب السيلونات أو السجن، وأضاف ماذا ننتظر من تلميذ يزاول دراسته في أوضاع متردية وصعبة للغاية وتحت أسقف مؤسسة تغيب فيها كل التهيئة واللوازم الضرورية على غرار التدفئة والكهرباء، النوافذ حيث يدرس هؤلاء تحت درجة حرارة منخفظة جدا وإمكانيات متواضعة وبدائية، ويتساءل هؤلاء كيف ستكون النتائج الدراسية؟ حتما ستكون سلبية في ظل الوضع الشاذ الذي يصارعونه منذ افتتاح هذه المؤسسة، وهو نفس الأمر الذي اشتكى منه التلاميذ قائلين: ماقدرناش نركزو مع البرد الشديد خاصة ونحن في فترة التقويم والفروض !، زد الى ذلك يعاني اغلبهم من الربو نتيجة طبيعة شبه مؤسسة على -حد تعبيرهم -، ومازاد الوضع سوءا حسب هؤلاء التلاميذ أن المخاطر تتربص بهم يوميا بسبب اعمدة الكهرباء (الكوابل الممزقة) المتدلية بالقرب من المؤسسة التربوية والتي أحدثت شرارات في العديد من المرات سيما في الأيام الممطرة. وأمام هذه الأوضاع الكارثية التي يتكبدها التلاميذ والأساتذة في ظل الغياب التام للتهيئة والإمكانيات اللازمة التي من المفروض تتوفر لراحة الأسرة التربوية على رأسها التلاميذ في مزاولة دراستهم، يناشد أولياء تلاميذ مؤسسة ديار الغرب الجديدة بعين طاية السلطات على رأسها التدخل العاجل لمديرية التربية بإيجاد حل لوضع حد لمعاناتهم اليومية بتهيئة وتزويد المؤسسة بالضروريات على رأسها الكهرباء والتدفئة من اجل اعطاء دعم التلاميذ من أجل مواصلة مشوارهم الدراسي في ظروف حسنة بدل الخروج المبكر والتسكع في الشوارع وهذا على خلفية حصد نتائج سلبية تعجل بهروبهم في الطور الأول من الدراسة.