تفاقمت حدة التضييق على المسلمين وأبناءهم في فرنسا في الآونة الأخيرة خاصة بعد الاعتداءات الأخيرة على جريدة شارلي ايبدو السخيفة، وقد بلغ التضييق مداه بعد أن بات أطفال المسلمين يفتقدون للأمان، حيث تم التحقيق مع طفل في ال 8 من عمره بتهمة تمجيد الإرهاب الأسبوع الماضي، وهو ما يضع مسلمي فرنسا، وبشكل خاص الجزائريين، في ورطة حقيقية. وتواصل الجهات المناهضة للإسلام والمسلمين في فرنسا البحث عن أي مبرر للتضييق وإزعاج المسلمين في فرنسا، فبعد الاستماع والتحقيق مع طفل مسلم لا يتجاوز عمره 8 من العمر بتهمة تمجيد الإرهاب خلال الأسبوع المنصرم، يواجه التلاميذ المتمدرسون تُهما بالتغيب عن الدراسة بسبب صلاة الفجر، ومعلوم أن ملايين المسلمين، بينهم عدد كبير من الجزائريين، يقيمون في فرنسا ويواجهون حملات كراهية وعنصرية وصلت حد الدعوة إلى طردهم. واتهمت نائبة رئيس حزب ساركوزي الاتحاد من اجل حركة شعبية أي ام بي ناتالي كوزيوسكو موزيرات أولياء التلاميذ المسلمين بالعمل على ذبذبة تمدرس أبناءهم بسبب صلاة الفجر، قائلة في هذا الصدد (أخبرني صديق لي بأن العشرات من التلاميذ في بلديته يصلون متأخرين يوميا إلى مقاعد الدراسة بسبب أداءهم لصلاة الفجر رفقة أوليائهم، مشيرة إلى أنه بعد استدعاء أوليائهم كان ردهم بأن الأولوية للواجبات الدينية أكثر من الامتثال لقوانين الجمهورية)، وذلك خلال تصريح لها على القناة التلفزيونية الفرنسية بي اف ام واصفة الأمر بالانزلاق الكبير وسوء معاملة يتعرض لها التلميذ لدى قيامه بالصلاة بدلا عن التواجد بمقاعد الدراسة. وأرجعت بعض المصادر إلى أن اتهام نائبة رئيس حزب ساركوزي في غير محله وبهتان وغير وارد، كونها لم تتأكد من توقيت الصلاة واكتفت بالتعرف على أن عدد الصلوات المفروضة هي خمسة بيد أن توقيت صلاة الفجر حاليا على الساعة 6 و41 دقيقة ويتواصل الوقت في التراجع إلى غاية الساعة 3 والنصف صباحا، بينما توقيت دخول التلاميذ إلى المدارس ينطلق على الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف وأن صلاة الفجر لا تدوم أكثر من 5 دقائق مما يجعل فرضية تأخرهم عن الالتحاق بأقسامهم غير واردة نهايئا بل أن هذه التصريحات نابعة من التحامل على الإسلام والمسلمين الذي ما فتئ يرتفع يوما بعد يوم منذ حادثة شارلي ايبدو. وللإشارة، فإن في الآونة الأخيرة تشهد عمليات التضييق على المسلمين في فرنسا ارتفاعا مقارنة بما كانت عليه قبل اعتداءات شارلي ايبدو ، حيث سجلت عشرات الاعتداءات على المساجد منذ تاريخ حادثة شارلي ايبدو تراوحت بين إطلاق النار والتهديد وهو ما خلق جوا من التوتر والتخوف وسط المسلمين بفرنسا، على غرار الاعتقالات العشوائية التي جاءت بعد أن أصدرت وزيرة العدل الفرنسية تعليمة بمحاربة كل أشكال تمجيد الإرهاب ، اين فتحت بابا واسعا أمام استفحال ظاهرة الإسلاموفوبيا كانت آخرها اقتياد طفل مسلم في التاسعة من العمر إلى مركز الشرطة لأخذ اقواله في شمال فرنسا بعد أن ارتفع صوته قائلا الله أكبر يحيا القرآن خلال دقيقة صمت على ضحايا شارلي ايبدو في المطعم المدرسي.