زادت حدة التضييق على المسلمين في فرنسا منذ حادثة الاعتداء المسلح الذي استهدف جريدة " شارلي ايبدو "، من اعتقالات عشوائية عقب إصدار وزيرة العدل الفرنسية تعليمة بمحاربة كل أشكال " تمجيد الإرهاب"، ما فتح الأبواب أمام استفحال ظاهرة " الإسلاموفوبيا"، والتي وصل بها الأمر لاقتياد طفل مسلم في التاسعة من العمر الى مركز الشرطة لأخذ أقواله في شمال فرنسا بعد أن ارتفع صوته قائلا " الله اكبر يحيا القران" خلال دقيقة صمت على ضحايا شارلي أيبدو في المطعم المدرسي.وقالت مصادر إعلامية الحادثة لم تظهر إلا من خلال زميل الطفل في المدرسة الذي روى الحادثة لوالدته والتي بدورها قامت على الفور بإبلاغ مصالح الشرطة الفرنسية, ومن جهته قام والد الطفل القاصر بإيداع شكوى بتهمة الوشاية الكاذبة في 23 جانفي إلا أن قاضي التحقيق سيقوم باستدعاء الطفلين في هذه القضية و هو ما يؤكد بأن مناخ التوتر ومحاربة كل أشكال ما يسمى ب"تمجيد الإرهاب" لازال في أوجه بفرنسا. وبدورها حذرت منظمة العفو الدولية "امنيستي" سابقا من الاعتقالات العشوائية بفرنسا و قمع حرية التعبير بها والناتجة عن حادثة الاعتداء على جريدة "شارلي أيبدو" حيث ارتفعت عدد التوقيفات الى 69 شخصا خلال أسبوع واحد فيما تبقى أسبابها عامة وغير واضحة، فضلا عن محاكمتهم تسفر عن أحكام جائرة و مبالغ فيها، وقالت امنيستي" كل التوقيفات تمت على خلفية حادثة قتل صحفيي "شارلي ايبدو "و ذكرت منظمة العفو الدولية عدة أمثلة عن قمع حرية التعبير و مبالغة في التوقيفات و إصدار أحكام صارمة بمتابعات قضائية تسفر عن سجن الموقفين على غرار شاب يبلغ من العمر 21 سنة الذي قال بأعلى صوته لما تم ضبطه في الترامواي بدون تذكرة النقل " الإخوان كواشي بداية فقط و كان من الأجدر أن أكون معهما" حيث أشارت أمنسيتي الى انه تم الحكم عليه ب 10 أشهر حبسا نافذا.ونوَّهت الجهة ذاتها بأنه منذ 12 جانفي الجاري ارتفعت عدد التوقيفات و المحاكمات بعد أن صرحت وزيرة العدل الفرنسية ب"التصرفات التي تنم عن الحقد و السخرية لأسباب دينية لابد أن تحارب و تتابع قضائيا بكل صرامة". كما اعتبرت المنظمة بأن جرم " تمجيد الإرهاب" الذي تضمنه قانون 2014 سيكون سببا في ارتفاع عدد التوقيفات الجائرة بفرنسا و قمع حرية التعبير. وبدوره أعرب وزير الشؤون الدينية محمد عيسى في وقت سابق عن قلقله على خلفية تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" بفرنسا و التي تمس الجالية المسلمة بصفة عامة و الجزائرية بصفة خاصة بعد حادثة الاعتداء على جريدة "شارلي أيبدو