تباينت نسب الاستجابة للإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع (كنابست) أمس الإثنين عبر مختلف ولايات الوطن، فيما تواصلت حرب الأرقام بين الوزارة والنقابة التي أشارت إلى تسجيل استجابة عالية، فيما تحدثت مصالح وزارة بن غبريط عن استجابة ضعيفة. ففي ولايات الجنوب، كانت الإستجابة جزئية في مؤسسات التعليم الثانوي والتقني، إذ شلّ بعض أساتذة القطاع سير الدروس بالمؤسسات التربوية الواقعة وسط مدينة ورقلة على غرار ثانوية سي الشريف علي ملاح ومبارك الميلي والخوارزمي. من جانبهم إضطر تلاميذ للخروج إلى الشارع، فيما بقي آخرون في ساحات المؤسسات التعليمية في انتظار الدروس اللاحقة، بينما سجل حضور أساتذة قرروا مواصلة عملهم بشكل عادي. وبولايات الوسط، شهد الإضراب استجابة (ضئيلة) من طرف الأساتذة في بعض مؤسسات مدينة بومرداس. وبولاية قسنطينة، لقي الإضراب إستجابة ضعيفة نوعا ما بثانويات وسط المدينة، حيث تم تقديم الدروس في قسم واحد من ضمن اثنين. فبثانويتي الحرية وفضيلة سعدان بحي الكدية اضطر العديد من تلاميذ السنة الثالثة ثانوي إلى الرجوع إلى منازلهم مُعربين في هذا الصدد عن تخوفهم واستيائهم خصوصا وأنه لا يفصلهم عن امتحان شهادة البكالوريا سوى بضعة أشهر. وبولاية سكيكدة، بلغت النسبة الإجمالية لإضراب الأساتذة في الأطوارالتعليمية الثلاثة 4.85 بالمائة، حيث استجاب 571 أستاذ من أصل 10670 لهذا الإضراب، حسب ما علم من مديرية التربية بالولاية. وأضاف ذات المصدر بأنه لم يسجل أي إضراب بأي مؤسسة ابتدائية في حين دخلت 12 متوسطة و44 ثانوية في إضراب. ومن جهته تحدث المكتب الولائي للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي قطاع التعليم في الأطوار الثلاثة عن نسبة استجابة ب 65 بالمائة على مستوى ثانويات الولاية في حين قدرت ذات النسبة بالمتوسطات والمدارس الابتدائية ب 20 و5 بالمائة على التوالي. وتفيد أولى الملاحظات المسجلة بولاية وهران أن السير الدراسي بالمؤسسات التعليمية كان عاديا بشكل عام على غرار ما لوحظ بثانوية مصطفى حداد ومتوسطة بن زرجب بعاصمة الولاية. وكانت وزارة التربية الوطنية قد أشارت الى أن نسبة الإستجابة للإضراب بلغت على الساعة الحادية عشر والنصف صباحا نسبة 6.02 بالمائة عبر 25 ولاية. وفي هذا الصدد، أكد مدير التقويم والاستشراف بالوزارة، محمد شايب ذراع، في تصريح لواج أن الحركة شملت 12.240 أستاذ مضرب من بين أزيد من 201 ألف أستاذ في الأطوار الثلاثة حيث بلغت نسبة الإستجابة 0،5 بالمائة في الطور الإبتدائي و2.3 بالمائة في الطور المتوسط و21.6 في الطور الثانوي. وقد أبدى السيد شايب ذراع أسفه للأثر السلبي الذي تتركه هذه الحركة الإحتجاجية على التلاميذ وعلى المدرسة الجزائرية بصفة عامة ، داعيا التلاميذ إلى مواصلة متابعة الدروس والتوجه إلى المدرسة بكل اطمئنان . كما عبر عن امتنانه لجميع الأساتذة الذين تحلوا ب (الحكمة)، مجددا تأكيد الوزارة إستعدادها الكامل لتحسين الظروف الإجتماعية والمهنية للأستاذ. بالمقابل، وصفت نقابة كنابست الإضراب ب الناجح ، مؤكدة أن تمسك النقابة بإضراب يوم متجدد يعود إلى فشل اللقاء الذي جمع أعضاء النقابة مع وزارة التربية الوطنية الأسبوع الماضي. وبخصوص اللقاء الذي ستعقده الوزارة يوم الأربعاء المقبل، أكد المسؤول الوطني المكلف بالإتصال في هذا التنظيم النقابي، مسعود بوديبة، أن المكتب الوطني للنقابة سيفصل في امكانية حضور الإجتماع من عدمه، مشيرا إلى أن تنظيمه النقابي تلقى الدعوة عبر مكالمة هاتفية لكن ليس بصفة رسمية . وتتمثل مطالب المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، حسب السيد بوديبة، في تصحيح الأخطاء الواردة في القانون الأساسي لقطاع التربية دون اللجوء إلى تعديله والترقية الآلية للأساتذة ورد الإعتبار للموظفين الآيلين للزوال بدون شرط. وكانت وزيرة التربية نورية بن غبريت قد أكدت في تصريحاتها الأخيرة إلتزامها بإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها موظفو قطاعها، مشيرة الى أنه من الضروري أخذ عامل الوقت بعين الاعتبار ووضع الثقة في الوزارة . كما أكدت مؤخرا أنه من الضروري الإتفاق مع الشركاء الاجتماعيين حول موقف يحفظ مصلحة التلميذ قبل كل شيء ، مجددة تمسكها بمبدأ الحوار والتشاور كوسيلة لإيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها قطاع التربية الوطنية منذ 10 سنوات.