كشف استطلاع للرأي شمل 1068 من طلبة الجامعات عن أن الشبكات الإلكترونية الاجتماعية مثل (فيس بوك) و(ماي سبيس) و(تويتر) من شأنها أن تجعل الشباب يروجون لأنفسهم للدرجة التي يصابون فيها بالنرجسية أو حب الذات، الذي بدوره قد يتحوّل إلى حالة غرور مَرضية. وأجاب غالبية المستطلعة آراؤهم بأن تلك الشبكات تتسبب في إصابتهم بالنرجسية، مضيفين بأن جيلهم يعد هو الأكثر نرجسية على الإطلاق بالمقارنة مع الأجيال السابقة المختلفة من بني البشر. وقال 57 من عينة الطلبة باستطلاع أجرته مدونة (واي بلاس) أو (يوث بلاس) أو (نبض الشباب) (المعنية بقضايا الشباب المختلفة) في جوان الماضي إن رفاقهم يستخدمون الشبكات الإلكترونية الاجتماعية للترويج لأنفسهم وجذب انتباه الآخرين إليهم. وأجاب 92 من الشباب في العينة بأنهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فيس بوك) و(ماي سبيس) بشكل منتظم. وقال ثلثا العينة إن جيلهم هو الجيل الأكثر ترويجا لنفسه والأكثر نرجسية وغرورا وترويجا للنفس، وإنهم يشعرون بثقة زائدة بالنفس، وشارك في إجراء الاستطلاع جين توينغ الأستاذة المشاركة بعلم النفس في جامعة ساندياغو ومؤلفة كتاب (وباء النرجسية). ويرى باحثون شاركوا في إجراء الاستطلاع أن الترويج للنفس ليس بالضرورة ظاهرة سلبية. وتقول الأستاذة المساعدة نيكول إيليسون من جامعة ميتشغان إن من طبيعة الفرد إظهار أفضل ما لديه في البيئات الاجتماعية، مضيفة أنها تحمل على الشبكات الإلكترونية الاجتماعية أي أحداث مفرحة أو محزنة تجري معها، وأنه من طبيعة الإنسان أنه يحب تلقي الدعم العاطفي. وفي المقابل يقول هوستون دوغارتي أو نائب رئيس شؤون الطلبة بجامعة غرنيل كوليدج في ولاية إيوا الأميركية، إن طلاب هذه الأيام يتصفون بالإيثار وحب مساعدة الغير، مما يحذو بنا ألا نصفهم بالنرجسية. وتقول توينغ إن بحثها الذي يشير إلى تنامي ظاهرة النرجسية في جيل الشباب، إنما هو مبني على أربعين سؤالا تستخدم منذ عقود، موضحة أن من يسجل 21 نقطة أو أكثر في الاختبار فإنما يكون أقرب إلى النرجسية، وأضافت الباحثة أنه بينما أظهرت نتائج دراساتها في ثمانينيات القرن الماضي أن واحدا من أصل كل سبعة من الشباب كان من ضمن الفئة التي تتصف بالنرجسية.