أكد قادة الاحزاب السياسية الليبية والشخصيات القيادية الناشطة في العمل السياسي بالجزائر العاصمة على التزامهم بالعملية السياسية والتزامهم بالحوار لإخراج ليبيا من أزمتها، معبرين عن قناعتهم ب (ضرورة تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب بكافة اشكاله ومظاهره). جاء في إعلان الجزائر الذي يعد بمثابة بذرة مصالحة تاريخية، والذي توج جولة الحوار الأولى التي احتضنتها الجزائر لمدة يومين أن المشاركين يؤكدون (التزامهم باحترام العملية السياسية المبنية على مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة). كما أكد المشاركون دعمهم (الكامل للحوار بمساراته المختلفة ورغبتهم الأكيدة في إنجاح أعماله في أقرب وقت ممكن وذلك للتوصل إلى اتفاق على حكومة توافقية من الكفاءات وترتيبات أمنية تضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب التشكيلات المسلحة من كافة المدن الليبية ووضع جدول زمني لجمع السلاح مع آليات مراقبة وتنفيذ واضحة وصولا إلى حل جميع التشكيلات المسلحة وذلك من خلال خطط واضحة تهدف إلى تسريح ودمج وإعادة تأهيل منتسبيها). وتضمنت وثيقة الجزائر على وجه الخصوص تاكيد المشاركين على (تصميمهم) على (إرسال رسالة قوية وواضحة وموحدة) حول التزامهم التام بالحوار كحل وحيد للأزمة في ليبيا وعلى رفض اللجوء إلى العنف لتسوية خلافات سياسية ورفضهم التام للتصعيد العسكري بكافة أشكاله ومطالبتهم بوقف فوري للعمليات العسكرية للسماح للحوار بأن يستمر في أجواء مواتية، مبرزين حرصهم على (ضرورة حماية المدنيين وعدم التعرض لهم). وبعد الإشارة إلى الدعم الدولي لجهود الحل السلمي للازمة الليبية والدعم الشعبي الواسع لهذا المسعى أكد المشاركون من خلال إعلان الجزائر على (الدور الهام) الذي يمكن لهم أن يلعبوه في تعبئة الدعم اللازم على كافة المستويات لإنجاح أعمال الحوار. (خطوة أساسية) وثمرة التزام الجزائر شكل اللقاء الأول للحوار الليبي بالجزائرالذي توج بالتزام الأحزاب والفاعلين السياسيين بالعمل على التوصل إلى حل الأزمة في ليبيا من خلال الحوار السياسي (خطوة أساسية) في مسار بناء السلم في هذا البلد الذي لطالما عملت الجزائر من أجل الحفاظ على وحدته وسلامته الترابية. ولقد أشادت الأطراف الليبية التي أكدت جهود الجزائر من أجل حمل الفاعلين السياسيين الليبيين على فتح مفاوضات سياسية ترمي إلى إخراج بلدهم من الأزمة بموقف الجزائر المعزز بفضل تعاونها مع الأممالمتحدة، والذي تم التعبير عنه بعدة مناسبات منذ تدهور الوضع السياسي والأمني في ليبيا. وصرح المشاركون في ختام اللقاء الذي وصفه السيد برناردينو ليون المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا (إننا واعون كل الوعي بأن الدولة الجزائرية لطالما عملت من أجل حماية جيرانها ومصالحهم). واستنادا إلى النتائج المحققة قال السيد ليون إن (اجتماع الجزائر يمثل خطوة أساسية في مسار بناء السلم في ليبيا). وأكد السيد ليون أن لقاء الجزائر (يمثل بداية سمحت بالتطرق إلى المسائل الحاسمة من أجل إنجاح مسار الحوار السياسي بين الليبيين). الجزائر وتونس تأملان نجاح ليبيا في تجاوز وضعها عبر وزيرا الشؤون الخارجية الجزائري والتونسي رمطان لعمامرة والطيب البكوش اليوم الخميس بالجزائر العاصمة عن أملهما في أن تتجاوز ليبيا الظرف الصعب الذي تمر به وتتمكن من الحفاظ على وحدتها الوطنية. وقال السيد لعمامرة في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره التونسي إن الجزائر (تركز حاليا على ايجاد حل للأزمة الليبية وتتعامل مع مختلف الأطراف في ليبيا بشكل طبيعي). وفي رده عن موفق الحكومتين الجزائرية والتونسية من الشرعية في ليبيا أوضح السيد لعمامرة أن (الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات)، وبعد أن ذكر رئيس الديبلوماسية الجزائرية بأن الجزائر اسندت لها في إطار مجموعة الدول المجاورة لليبيا مهمة التنسيق الأمني مع كافة الدول المحايدة لليبيا أشار إلى وجود اتصالات بين مختلف هذه الدول والفعاليات في ليبيا باستثناء الجماعات الإرهابية.