استمر تصاعد تيار الإسلاموفوبيا في الولاياتالمتحدة خلال شهر فيفري 2015م، فيما انحسرت هذه الظاهرة في أوروبا خلال نفس الشهر، وفق تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة التعاون الإسلامي. وأوضح التقرير الشهري للمرصد، والذي نشرته وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، أن تصاعد تيار الإسلاموفوبيا في الولاياتالمتحدة خلال شهر فيفري انعكس في الحملات الإعلامية المكثفة التي تنمّ عن (الخوف) من الإسلام، وكذلك من خلال عدد كبير من الحوادث التي استهدفت مسلمين ومساجد ومراكز إسلامية. وأضاف التقرير أن هذا (الخوف) تسلل إلى أذهان الأمريكيين خلال هذا الشهر، حيث أظهر استطلاع للرأي أن ثلث الأمريكيين قلقون من أن الشريعة سوف (تغزو) بلادهم، وأن تنظيم داعش يعكس الطبيعة الحقيقية للإسلام، وهو الانشغال الذي أعرب عنه 61 في المائة من المسيحيين الأمريكيين. وأشار التقرير إلى أن شبكات الإسلاموفوبيا الأمريكية، التي تضم ممولين ومنظمات ووسائل إعلام ومروّجي دعايات وناشطين وجهات سياسية فاعلة، نشطت بشدة خلال شهر فيفري الماضي لخلق مناخ من الخوف والكراهية والشك تجاه المسلمين، وكان من بين هؤلاء باميلا غيلر التي صنفها المرصد بأنها غيرتز فيلدرز الأمريكية، وهي تخطط مع شركائها من اليمين المتطرف لتنظيم معرض ومسابقة فنية لتصوير النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ولاية تكساس في ماي 2015م. وفي كندا، لقي قرار مدينة شاوينيغان بمقاطعة كيبيك حظر بناء المساجد دعم أغلبية ثلثي سكان كيبيك، وفق تقرير المرصد والذي أشار إلى أن النمسا أصبحت هي الأخرى ضحية لعدوى الإسلاموفوبيا، حيث وصلت عدوى حركة (بيغيدا) إلى هذا البلد إضافة إلى ألمانيا وهولندا والدنمارك والمملكة المتحدةوالنرويج، وتجري فيها حاليا تغييرات في قانونها الذي ينظم شؤون المسلمين بما قد يعمق الانقسام بينهم وبين الأغلبية. الكراهية تصل إلى اليابان ولفت التقرير إلى أن قطع رأس الصحفي كينجي أطلق العنان في اليابان لكراهية الإسلام، مشيرا إلى أنه بعد وقت قصير من الحادث انهالت المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني على مسجدين في محافظة آيتشي تتضمن تهديدات بالانتقام لمقتل الصحفي. وبما يدعو للاستغراب، أكد التقرير على انحسار تيار الإسلاموفوبيا بشكل عام في أوروبا خلال شهر فيفري، حيث مُنيت حركة بيغيدا بالهزيمة في مهدها ألمانيا، وأصيبت حركة مماثلة لها في النرويج بفشل ذريع، بعدما لم تشارك في مظاهرتها التي نظمتها في أوسلو يوم 9 فيفري إلاّ أعداد ضئيلة، أما في فرنسا فقد برهنت الحكومة على قدرتها على احتواء التوتر والتصعيد الناجمين عن الهجوم على مجلة شارلي إيبدو في جانفي. ولاحظ المرصد تنامياً متزايداً في أعداد المسيرات المساندة للمسلمين في جميع أنحاء أوروبا لمكافحة نشاطات بعض الحركات على غرار حركة بيغيدا، وكذلك الرفض الذي جوبهت به رئيسة الجبهة الوطنية ماري لوبان من اتحاد أوكسفورد، فضلاً عن بعض الجهود التي يتم بذلها في أوروبا لفرض قيود على حرية التعبير. كراهية بلا حدود صرحت رئيسة حزب اليمين المتطرف، مارين لوبن، في فضاء إعلامي الأسبوع الماضي، أنه في إطار محاربة الإرهاب ينبغي تجميد مشاريع بناء المساجد في كل فرنسا. وقالت مارين لوبان في مداخلتها (علينا محاربة الطائفية، والسيطرة من جديد على حدودنا، ووقف الهجرة والخروج من نظام شينغن لمراقبة كل القادمين إلى البلاد والخارجين منها، علينا أيضا محاربة التطرف الإسلامي في فرنسا وتجميد كل مشاريع بناء المساجد في انتظار التحقق من مصادر تمويلها) وطالبت مارين لوبن بمنع التمويلات الخارجية للمساجد بشكل قانوني لأن ولاء المساجد سيكون لجهات التموي.