يقول الله تعالى: {حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ، رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الدخان:1: 6] {حم} اختلف أهل التأويل في معنى قوله (حمس) حيث قال بعضهم هو حروف مقطّعة من اسم الله الذي هو الرحمن الرحيم، وهو الحاء والميم منه، وقوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} هذا قَسَم مِن الله تعالى -جلّ ثناؤه- بهذا الكتاب الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} هنا يُخبرنا المولى عز وجل عن القرآن العظيم، وأنه أنزل في ليلة مباركة وهي ليلة القدر، كما قال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، وكان ذلك في شهر رمضان، كما قال تبارك وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، وقوله: {إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}؛ أي مُعلّمين الناس ما ينفعهم ويضرّهم شرعا لتقوم حجة الله على عباده. وقوله: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}؛ يُفرق أي يفصل، والمعنى أنه في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبة أمر السَّنَة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها من أمر محكم لا يبدّل ولا يغيّر. {أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا}؛ أي جميع ما يكون ويقدّره الله تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه، وقوله: {إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}؛ أي أرسلنا إلى الناس رسولا يتلو عليهم آيات الله مبيّنات، ولهذا قال تعالى: {رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وهذا الإرسال رحمة من الله السميع العليم بعباده. في النهاية عزيزي القارئ.. عليك عند قراءة هذه الآية أن تضع معانيها أمامك..