كشفت مصادر أمنية أن مصالح الدرك الوطني فتحت مؤخرا تحقيقات معمقة حول نشاط الرقاة المزيفين الذين تحولوا من رقاة و(أطباء روحانيين) إلى قتلة ووحوش بشرية، حيث كشفت التحقيقات عن تسجيل 29 حالة اغتصاب سنة 2014 وفق إحصائية أمنية مست 17 ولاية، من بينها تسجيل حالة اغتصاب ل 3 شقيقات في ولاية سكيكدة خلال العام الجاري، حيث تم توقيف الراقي المتهم، في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من الذهاب إلى الدجالين والمشعوذين والسحرة والعرافين، داعية إلى تجنيب المساجد ومحيطها ممارسة الرقية حفاظا على دور المسجد ورسالته المقدسة. يأتي تحذير الوزارة في أعقاب حالة الفتاة التي توفيت مؤخرا خلال تنقلها بهدف الرقية في (عيادة غير مرخصة) كان يشرف عليها المدعو بلحمر، وهي القضية التي صدمت الرأي العام وأسالت الكثير من الحبر، وعلى خلفية أيضا الحوادث المأساوية المتكررة في أنحاء متفرقة من الوطن آخرها بمنطقة سكيكدة، والتي تخص فتيات ونساء تعرضن للاغتصاب من قِبل أدعياء الرقية من المرضى نفسيا ومن الذين ماتت ضمائرهم في خضم الجشع الذي بات يسكنهم. وأوضحت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في بيان موقّع من طرف لجنة الإفتاء بالوزارة أن (شيوع الثقافة المادية في المجتمع وضعف الوازع الديني وانحراف الممارسة الدينية الإسلامية عن بعدها الروحي الأصيل حرم بعض الأفراد من الغذاء الروحي وولّد لديهم اضطرابات نفسية ألجأتهم إلى فئة استغلت وضعيتهم وجعلت من الرقية وسيلة للاستغلال والابتزاز وإن تعددت المظاهر والأشكال). وأضاف ذات البيان أنه أمام هذه الوضعية التي تفرز أحيانا حالات مستعصية تثير القلق والاضطراب فإن مجلس الفتوى بالوزارة يستصحب البيان الصادر منه عام 2006 بعنوان (بين الرقية الشرعية والشعوذة)، حيث أكد مجلس الفتوى على أن الرقية في أصلها دعاء موجه إلى اللّه عزّ وجلّ كما هو مبيّن في القرآن الكريم وسُنّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وليست اختصاصا مقصورا على شخص بعينه، فيمكن للإنسان أن يرقي نفسه ويمكن لأهل البيت أن يرقي بعضهم بعضا، وينبغي أن نستحضر دوما أن لصلاح الإنسان وتقواه أثر كبير بإذن اللّه في النفع بالرقية. ودعا مجلس الفتوى إلى الأخذ بأسباب العلاج والرجوع إلى أهل الاختصاص في الطب عملا بسُنّة النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (تداووا فإن اللّه عزّ وجلّ لم يضع داء إلاّ وضع له دواء)، في الوقت الذي أحصت فيه مصالح الدرك الوطني وفاة طفل خلال الرقية بمدينة نفاوس بعد أن تناول 05 لترات من الماء فيه درجة كبيرة من الملوحة على يد راق أدّت إلى ارتفاع ضغطه، في حين شهدت ولاية سكيدة جريمة تهتز لها الأبدان بعد واقعة اغتصاب 03 شقيقات على يد مشعوذ في ثوب راق، بينما فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة مؤخرا في قضية راق مزيف ينحدر من منطقة برج الكيفان قام باغتصاب فتاتين وحجزهما لمدة شهر. من جانب آخر، تم الأسبوع الماضي الإفراج عن أبي مسلم بلحمر مع وضعه تحت الرقابة القضائية برفقة المتهمين الذين كانوا معه في حادثة وفاة الشابة (هالة موساوي) صاحبة ال 20 سنة، والتي توفيت داخل مقر (العيادة) غير المرخصة التي يشرف عليها في غليزان. وعاش محيط المحكمة التي توافد عليها عدد من محبي الراقي وعائلات الموقوفين حالة من الترقب لما ستسفر عنه التحقيقات، حيث بقي عدد كبير منهم أمام المحكمة طوال اليوم إلى غاية خروجه من مقر المحكمة تحت أهازيج محبيه، أين انتقل مباشرة نحو منزله القريب من مقر المحكمة. وجاء توقيف الراقي بلحمر على خلفية وفاة الشابة القادمة برفقة والديها من ولاية برج بوعريريج داخل مقر عيادته، والتي تلقت فيها المصل المرقي والحجامة، وهو ما جعل فرقة من الشرطة تتنقل إلى العيادة وتوقف مساعدي بلحمر الذين كانوا يعملون معه وخضعوا للاستجواب، كما تم حجز أكياس الأمصال المرقاة والأجهزة الجراحية التي وجدوها في العيادة. كما نفى بلحمر رقيته للفتاة، وأكد أنها كانت تعاني من مرض قبل مجيئها إلى ولاية غليزان، وهو ما أكده والدا الفتاة المتوفاة اللذان اعتبرا أن وفاتها قضاء وقدر.