"أخبار اليوم" تفاصيل محاكمة المتهمين في قضية الطريق السيار* * هيئة دفاع المتهم الرئيسي طالبت بإحضار ضباط الشرطة القضائية وقاضي التحقيق كشهود* شرعت أمس محكمة جنايات العاصمة في مناقشة الدُفعات الشكلية التي تقدمت بها هيئة دفاع المتهمين ال23 في فضيحة مشروع القرن الطريق السيار (شرق غرب) ميّزها إصرار هيئة دفاع المتهم الرئيسي (شاني مجذوب) من بينهم المحاميان الأجنبيان فيليب بينينغ وويليام بوردون في قلب سيناريو القضية لصالحه من خلال انتقاد إجراءات اعتقاله من طرف الضبطية القضائية واتهامها علنا باختطافه وتعريضه للتعذيب بل ذهبوا الى أبعد من ذلك من خلال مطالبة هيئة المحكمة بإحضار 04 ضباط عسكريّين ووكيل جمهورية محكمة بئر مراد رايس وقاضي تحقيق بمحكمة القطب الجزائي المتخصص كشهود بصفتهم من أشرفوا على التحقيق في القضية. جلسة المحاكمة انطلقت في حدود الساعة العاشرة إلا ربع بعد الانتهاء من مراسيم افتتاح الدورة الجنائية العادية الأولى لسنة 2015 والتي استهلها القاضي المكلف بالفصل في الملف هلالي الطيب بمناداة المتهمين والتأكد من هويتهم ووظائفهم وحضور دفاعهم أين سجل غياب كل من المحامي أمين سيدهم وويليام بوردون، محامو المتهم الرئيسي شاني مجذوب والذي برر محاميه الرابع محند الطيب بلعريف تأخرهم لتواجدهم على مستوى مقر نقابة محامي العاصمة للإجتماع بالنقيب عبد المجيد سيليني لمنحهم الترخيص للمرافعة في القضية وفقا لقانون الإجراءات المعمول به. 10:15 سا تم المناداة على قائمة الشهود المتكونة من 20 شاهدا تبين غياب 17 منهم على رأسهم مدير إقامة الدولة "ملزي عبد الحميد" ونجل أبو جرة سلطاني (أسامة سلطاني) والمدعوة (زينق) رعية صينية ابنة الرئيس المدير العام للمجمع الصيني "سيتيك" التي تعتبر عشيقة المتهم (شاني مجذوب) وسهلت له الدخول للمجمع والحصول على رشاوي قدرت ب112 مليون دينار. 10:30 المحامي بلعريف يطالب هيئة المحكمة باستدعاء ضباط الشرطة القضائية العسكرية الأربعة الذين حققوا في الملف واستدعاء وكيل جمهورية محكمة بئر مراد رايس وقاضي تحقيق بالقطب الجزائي المتخصص بعبان رمضان الذين أشرفوا على التحقيق، كشهود في الملف وهو ما اعتبره ممثل النيابة العامة سابقة أولى في تاريخ القضاء الجزائري ومخالف للأحكام الجزائية ليقر القاضي بعد المداولة أن الطلب جاء مخالفا للأحكام الجزائية. 10:45 تقدم المحامي رحال يوسف دفاع المتهم (ع.سيد أحمد) مسثتمر وينسب إليه الضلوع في عدة ملفات فساد في قطاعات وزارية حساسة من بينها وزارة الدفاع الوطني، وزارة النقل بثلاث دفعات شكلية وأعاب بعد الثغرات المسجلة في قرار إحالة المتهمين وبطلان إجراءات متابعة موكيله بتهم الرشوة وتبييض الأموال وتكوين جمعية أشرار وهو ما رفضته النيابة فيما ضمه القاضي للموضوع. 10:57 المحامي بلعريف يأخذ الكلمة ويقدم دفاع شكلي ببطلان الإجراءات التحضيرية للمحاكمة كون أنه يستوجب إلزام النيابة بإبلاغ موكله بقائمة الشهود وهو مالم يتم وأن الإخلال بهذا الإجراء يؤدي الى بطلان الإجراءات التحضيرية، وهو ما نفاه ممثل الحق العام الذي اكد أنه تم تبيلغ المتهم (شاني مجذوب) بقرار الإحالة وقائمة الشهود مطالبا بانتفاء هذا الدفع وهو ما أخذت به هيئة المحكمة. هذا ما ردّده دفاع المتهم الرئيسي في حدود الساعة ال11:10 واصل المحامي بلعريف طرح دفعاته الشكلية، حيث انتقد التحريات الرسمية، مصرحا أن الملف الذي بين أيدي القضاء هو تقرير ختامي للتحريات الأولية مؤرخ شهر أكتوبر 2009 جاء فيه أن التحريات انطلقت في 28 سبتمبر 2009 بعد توقيف المتهم الرئيسي شاني مجدوب ووضعه تحت تصرف وكيل جمهورية محكمة بئر مراد رايس في حدود الساعة الواحدة زوالا والذي أصدر مباشرة 03 أوامر بتفتيش لمسكن المتهم ومقر شركته (اوريفلام) ومراسلة وكيل جمهورية محكمة حسين داي لإصدار أمر بتفتيش احد مكاتب الشركة، وفي نفس التوقيت حرر محضر استجواب موكله واستنطاق مشبوهين ومتابعين آخرين في الملف مادفعه للتساؤل كيف يمكن لوكيل الجمهورية في هذا الوقت الوجيز مباشرة هذه الإجراءات وإن يعلم بفتح تحريات في القضية بينما لا يوجد سند بأنه أخطر بفتح التحريات في شهر مارس من نفس السنة، أو إخطاره بانه تم وضع المتهم تحت تصرفهم، ليقوم وكيل الجمهورية بإخلائه وتقديمه امام محكمة القطب الجزائي المتخصص في منتصف الليل واستجوابه من طرف قاضي التحقيق في حدود الثالثة صباحا. وأضاف أن هذه الوقائع تدفعهم الى طرح الوقائع بصفة واضحة لاستدراك مايجري، موضحا أن موكله جاء الى الجزائر بتاريخ 16 سبتمبر 2009 على متن طائرة "أغل أزور" وأنه من المقرر أن يعود الى لوكسمبرغ في 21 من نفس الشهر غير أنه اختفى وقد أودعت زوجته شكوى بذلك لدى شرطة لوكسمبرغ، كما قامت بمراسلة القنصلية الجزائرية العامة ببروكسل حول اختفاء ز وجها بالجزائر، رغم أن القانون واضح ويمنع استعمال القوة او العنف مع أي شخص إلا بعد استدعائه ورفضه للمثول وهو مالم يحدث. عند الساعة 11:40 حضر المحاميان الفرنسيان والمحامي الجزائري أمين سيدهم المؤسّسين في حق المتهم الرئيسي رجل الأرعمال (شاني مجدوب) ليتدخل بعدها مباشرة سيدهم ويضم جملة من الدفعات الشكلية، حيث أعاب ظروف اعتقال موكله متأسفا كون الجزائر تصادق على جميع المعاهدات الدولية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان وتكون سباقة الى ذلك غير أنها تكون في نفس سباقة لعدم تطبيقها، وراح يتهم السلطات (باختطافه) يوم 16 سبتمبر 2009 من المطار الدولي في وقت أكد فيه الدفاع، أن السلطات الجزائرية كانت على علم بمكانه واستنكر الإجراءات المتخذة في حق موكله الذي (ظهر فجأة بعد اختفائه) يوم 28 سبتمبر من نفس السنة بين يدي محتجزيه، منددا بالخروقات الممارسة في حق موكله التي مسّت القواعد الأبدية من النظام العام وحدت من حريات الأفراد وتناقضت وروح القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الجزائر ودخلت حيز التنفيذ بنظامها التشريعي، بما فيها اتفاقية الأممالمتحدة المتعلقة بالتعذيب والمعاملات الإنسانية المصادق عليها في أكتوبر 1999 التي تلزم السلطات القضائية للدول المنتمية لاحترام الشخصية البدنية والقضائية للأشخاص، بينما اخضع موكله لأبشع المعاملات بدءا من وضعه بغرفة منعزلة تحت الأرض وحرمانه من كافة حقوقه الإنسانية بما فيما النوم المأكل والمشرب وحتى الملبس، وهي الصورة التي قدم بها أمام النيابة والتحقيق التي لم تتخذ من جهتها، بحسب دفاعه، أي إجراء تحقيقي لكشف تداعيات الصورة التي قدم بها المتهم أمامها ووضع حد لمثل هاته التجاوزات. 12:20 تقدم المحامي اللوكسمبرغي ويليام دوربون لتقديم دفعاته غير أن القاضي اعترض وطالب منه الحديث باللغة العربية لأنها من شروط المرافعة أمام القضاء الجزائري، لكن المحامي تأسف على عدم تمكنه منها وطالب بإحضار مترجم مؤكدا أنه سبق وأن رافع قبل سنتين امام القضاء الجزائري باللغة الفرنسية، موضحا انه اليوم حضر للدفاع عن موكله لأنه على يقين بأنه بريء ومبادئ الدفاع هي نفسها عبر بقاع العالم ، مبديا احترامه للقاضي الذي دافع على سيادة الوطن كما عرج إلى ظروف اعتقال موكله وتعرضه لمختلف انواع التعذيب الى جانب تلطيخ سمعته بلوكسمبرغ باعتبارها مدينة صغيرة تتناقل الأخبار بين سكانها بسرعة البرق ملتمسا الدفع ببطلان إجراءات التحقيق الابتدائي، وأوضح في السياق ذاته أن القضية أخذت أبعادا أكثر من حجمها بسبب التهويل الإعلامي وان سلطات بلاده تمنح الحماية لمواطنها كما تفعل الجزائر لجاليتها بالخارج، وعليه أرسلت إنابة قضائية لقاضي التحقيق من اجل السماح بقدوم قاضي تحقيق لوكسمبرغي للتحقيق في القضية والاستماع لموكله غير ان السلطات الجزائرية قدمت تبريرات غير مقنعة قبل أن يطالب القاضي بوقت مستقطع للاستراحة. المحامي "بينينغ" يُهين القضاء الجزائري و"سيليني" يهدده بسحب رخصة المرافعة في حدود الساعة 14:28 دقيقة عادت هيئة المحكمة أين أعطيت الكلمة لعضو نقابة باريس المحامي الفرنسي (فيليب بينينغ) الذي حاول إهانة القضاء الجزائري من خلال السخرية منه بقوله: (إذا أردتم أن تُحترموا عليكم باحترام القانون) وهو ما أثار غضب القاضي الذي أمره باحترام السيادة الوطنية، ليؤكد المحامي أن المتهم شاني مجذوب رجل أعمال مهم بالجزائر غير أن السلطات الجزائرية تعاملت معه بعنف وهو ما جعل السلطات الفرنسية تفتح تحقيقا في حقيقة تعرضه للتعذيب بناء على شكوى تقدم بها ابن شقيقه الذي كان محجوزا في الغرفة المجاورة وهو يعتبر شاهدا على مدى عدم احترام السلطات لحقوق الانسان، داعيا الى اعطاء حق التوقيف للمتهم ليضيف (إن نظامكم يتدخل في جميع المعاملات وأن الحكومة تعطي صورة عن الشعب وعن البلد). وعليه تدخل نقيب محاماة العاصمة ودفاع المتهم "خ.محمد" عبد المجيد سيليني وطالبه باحترام قوانين الجمهورية الجزائرية قائلا : (من يريد إجراء محكمة لحقوق الإنسان عليه أن يفعلها في بلاده وليس في الجزائر)، داعيا إلى احترام القوانين الجزائرية التي تم بموجبها التحقيق مع شاني مجذوب، وكذا تحرير محاضر سماعه سواء امام قاضي التحقيق أو المحكمة الابتدائية، كما أكد في انتفاضة ودفاع على السيادة الوطنية بأن مهمة المحامي هي الدفاع وفق القوانين المنظمة والإتفاقيات الدولية التي أكد على احترام الجزائر لها. من جهتها النيابة العامة في ردها على دفعات هيئة دفاع المتهم الرئيسي شاني مجذوب واعتبرتها باطلة لأنه من حق الشرطة القضائية توقيف أي مشتبه فيه حتى لا يتمكن من الفرار ولديها الحق في تمديد اعتقاله كل 48 ساعة الى غاية عرضه على قاضي التحقيق، كما أنه يسمح لها وفق القانون بعدم تحديد عدد معين الضباط من التحريات وأن المتهم تم توقيفه بناء على تحريات أثبتت ضلوعه في جرائم رشوة واستغلال النفوذ وانتحال صفة. هيئة الدفاع تقرر الانسحاب.. والمحامي برغل يقصفها بالثقيل 14:58 قررت هيئة الدفاع عن المتهم الرئيسي الانسحاب قبل أن تفصل هيئة المحكمة في طلباتهم وهو ماجعل القاضي ينتقدهم ويصفهم بالجبناء قبل أن يعطي الكلمة للمحامي خالد برغل الذي قصفهم بالثقيل واتهمهم بمحاولة تدويل القضية وإعطاءها أبعاد أخرى ومحاولة المساس بسيادة الجزائر والتشكيك في نزاهة قضائها وراح الى ابعد من ذلك عندما أعاب على المحامين البيان الذي قاموا بتحريره وتوزيعه على الصحافة واعتبر إمضاء المحاميين الجزائريين على البيان في ذيل قائمة الموقعين عار وعيب وهو ما لاقى ترحيب الحاضرين بالجلسة. شاني مجدوب :"مستعدٌ للدفاع عن نفسي ودفاعي لا يصلحون لأي شيء" أثار قرار محامي دفاع شاني مجدوب رجل الأعمال المتابع في ملف الطريق السيار (شرق-غرب) دون سماع قرار رئيس الجلسة حول دفعاتهم الشكلية حول ضرورة حضور ضباط الشرطة ووكيل الجمهورية وقاضي التحقيق محكمة بئر مراد رايس الذين أشرفوا على مجريات التحقيق، جلسة حفيظة باقي هيئة الدفاع المتأسسة في حق باقي المتهمين التي رفضت التأجيل، وهو مادفع القاضي لاستفسار المتهم الرئيسي حول تمسكه بدفاعه، فجاء رده كالصاعقة قائلا: (تعرضتُ للتعذيب والإهانة أثناء التحقيق معي وقد قرر العودة للجزائر للاستثمار فيها بقيمة 80 مليار سنتيم، غير أني شاهدت نجل شقيقي يتعذب لدفعي للاعتراف بأشياء لم ارتكبها، لكنني أرفض تأجيل القضية لأني أريد إثبات الحقيقة وبإمكاني الدفاع عن نفسي)، ليضيف (المحامون الذين وكلتهم لا يصلحون لأي شيء ليس لديّ ثقة فيهم).