طالبت منظمات حقوقية مغربية مناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني حكومة بلادها بإصدار قرار بمنع الرئيس "الإسرائيلي" السابق، شمعون بيريز من دخول البلاد، مهددين بتنظيم احتجاجات ضده في حال وطأت قدماه المغرب. وشنّت فعاليات حقوقية حملة واسعة بالمغرب، من أجل منع دخول بيريز، إلى البلاد بهدف حضور الاجتماع الافتتاحي ل "مبادرة كلينتون العالمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، المقرر عقدها بين 5 و7 ماي المقبل بمدينة مراكش. ويتضمن برنامج "مبادرة كلينتون العالمية"، والتي تأسست سنة 2007 من طرف الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، وترمي إلى التنمية الاقتصادية في أفريقيا والشرق الأوسط، حضور بيريز باعتباره الرئيس التاسع "لإسرائيل"، مصحوباً بوفد من أكبر مستشاريه، إلى جانب قادة عالميين.وفيما رفض مصدر حكومي مسؤول التعليق على حضور بيريز لاجتماع "مبادرة كلينتون"، بدعوى أنه "لكل حادث حديث"، أكد رئيس "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" خالد السفياني، أنه من غير المقبول بتاتاً أن تمد السلطات المغربية ذراعيها لاحتضان ما وصفه بالمجرم الصهيوني، بحسب جريدة العربي الجديد. واعتبر السفياني أن زيارة بيريز "إهانة لكرامة الملايين من المغاربة، وقلة احترام لمشاعر أسر الشهداء المغاربة الذين ضحوا بأرواحهم عندما قتلتهم أيادي الغدر والإثم الصهيونية في حرب غزة وحارة المغاربة في القدس"، مبرزاً أن "المغاربة لن ينسوا جرائم بيريز حتى يقبلوه بين ظهرانيهم". وطلب من السلطات المغربية أن "تعمل على منع بيريز من دخول البلاد؛ لأن سيادتها في أن لا تطأها رجلاه أبداً ولو كان تحت مسميات وذرائع مختلفة، منها حضور اجتماع أو ندوة أو مشروع تنموي"، مهدداً "باتخاذ خطوات أخرى في حالة لم تتم الاستجابة لهذا المطلب الشعبي". وكانت "المجموعة الوطنية لمساندة فلسطين"، قد أصدرت بياناً دعت فيه من سمتهم "أحرار هذا الوطن" إلى التصدي بحزم وبكافة الوسائل التي يتيحها القانون لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة، كاشفة أنها كلفت محامين بتقديم طلب إلى النيابة العامة "لاعتقال الإرهابي بيريز إذا حل بالمغرب". من جهته، قال رئيس "الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني"، محمد بنجلون الأندلسي، إن "الحكومة مطالبة بقطع حبال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي تحت غطاء أي شكل من أشكال التعاطي، سواء كان تجارياً أو سياسياً أو على شكل زيارات علمية وثقافية واقتصادية". وأشار بنجلون إلى أنه "يحق لأي مواطن رفض استقبال من لا يجده أهلاً لترحابه وضيافته، فكيف بشخصية "إسرائيلية" كانت في العلن تحمل في يدها مشروع السلام مع الفلسطينيين، بينما في اليد الأخرى كانت تقوم بنقيض ذلك، من خلال تشجيع تهويد القدس وبناء المستوطنات". كذلك أطلق نشطاء مغاربة حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بمنع دخول بيريز إلى البلاد، وذلك تحت شعار "أوقفوا زيارة المجرم بيريز للمغرب"، إذ وصفوه بأنه "إرهابي صهيوني كبير يستوجب أن يتم منعه من دخول المملكة". وليست هذه المرة الأولى التي يأتي فيها بيريز للمغرب، فقد سبق له أن زار المملكة في 1986، حين كان رئيس وزراء لإسرائيل، واستقبله الملك الراحل الحسن الثاني في سياق وساطته لإيجاد حلول للصراع العربي الإسرائيلي، كما زار المغرب عام 1993 لحضور أشغال الدورة الأولى لمنتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.