ناقش مختصّون وأطبّاء ببومرداس أمس ظاهرة القلق المهني لدى العمّال، حيث كشفوا أن ثلث الأجراء الجزائريين يعانون من هذه الظاهرة التي اعتبروها ناتجة عن عدّة عوامل خارجية وداخلية، مؤكّدين أنه يوجد مقدار 41 مليون عامل يعاني من نفس الظاهرة في العالم، إضافة الى 94 ألف ممرّضة تعاني من القلق المهني في أكبر دولة في العالم والمتعلّقة بالولايات المتّحدة الأمريكية، حسب آخر الإحصائيات المسجّلة السنة الفارطة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة جديدة ظهرت مؤخّرا بينما لم يعرفها العالم من قبل. أوضحت الدكتورة بوبترة خلال تدخّل لها في اليوم التحسيسي بمناسبة اليوم العالمي للصحّة المصادف ل 28 أفريل تحت عنوان (المرأة العاملة في قطاع الصحّة والقلق المهني) من طرف الفديرالية الوطنية للصحّة وفرع الاتحاد العام للعمّال الجزائريين بالولاية بدار الثقافة (رشيد ميموني) ببومرداس، أن ظاهرة القلق المهني في أوساط العمّال الذين يعانون من القلق في ميدان العمل جدّ خطيرة وهي في تزايد مستمرّ باعتبار أن الدولة على غرار الدول المتقدّمة تصرف أموالا طائلة للتمكين من الوصول إلى نتيجة صحيحة حول النّسبة الحقيقية للعمّال الذين يعانون من الظاهرة، وبالمقابل أرجعت ذات المختصّة المسؤولية في تفاقم الوضع بالنّسبة لهذا الموضوع إلى عدّة عوامل منها العوامل الخارجية المتعلّقة بالظروف السيّئة المحيطة بالعامل، وكذا شروط العمل الصعبة النّاتجة عن كثرة العمل ونقص الموظّفين، إلى جانب نقص وسائل العمل خاصّة بالنّسبة لقطاع الصحّة أين يكثر المرضى، وهذه الظروف -حسب ذات الدكتورة- يؤدّي إلى وقوع الطبيب المعالج للمريض في أخطاء مهنية كتلك المتعلّقة بالأخطاء في تشخيص المرض وتقديم الدواء. وفي سياق متّصل، أفادت بوبترة بأن ممّا يصعّب أكثر من مهام الطبيب في معالجة المريض هو القلق النّاتج عن عائلة المريض المحيطة به، والتي تعمل -حسبها- على الضغط على الطبيب المعالج بتصرّفات غير معقولة في معظم الأحيان، إضافة إلى التباطؤ في نتائج التحاليل التي يطلبها الطبيب من المريض للتعرّف على المرض الذي يعاني منه هذا الأخير باعتبار أن الطبيب مطالب بتتبّع حالة المريض، مضيفة أن المرأة العاملة أكثر عرضة للقلق المهني باعتبارها تتحمّل مسؤوليات أخرى زيادة على تلك التي يحملها الرجل كونها عاملة وربّة بيت وأُمّا وزوجة. من جهتها، كشفت المختصّة في الأمراض العقلية أوسليناني سليمة في مداخلة لها أن القلق النّاتج عن العمل نوعان، منه القلق الإيجابي الذي يؤدّي -حسبها- إلى النّجاح في العمل ويقابله القلق السلبي الذي تنتج عنه عدّة أمراض نفسية واضطرابات عقلية منها الحزن الفائق الذي يؤدّي في أغلب الأحيان إلى التفكير في الانتحار في ميدان العمل، إضافة إلى الوساويس المرَضية التي تدفّع العامل إلى اللّجوء إلى التدخين وتناول الأدوية والإفراط في الأكل زو عدم الأكل أصلا، وكذا اللّجوء إلى تناول المهلوسات والمشروبات الكحولية والإدمان على المخدّرات. وبالمقابل، دعا المتدخّلون في هذا اليوم الدراسي إلى ضرورة تحسين ظروف العمل وتكثيف عدد العمّال، خاصّة في قطاع الصحّة حتى يجد المريض أوّلا راحته ثمّ الطبيب، كما يجب على العامل التحلّي بالأمل وممارسة نشاط خارجي بإمكانه أن يخفّف حالة القلق كتلك المتعلّقة بالرياضة والارتخاء، وكذا أخذ عطلة عن العمل لفترة تمكّنه من استرجاع قواه العقلية، كما عليه أن يحبّ الخير لكلّ النّاس ويرى أن الجميع إيجابيون.