اختتم الملتقى الدولي الأول حول الفلسفة والمواطنة المقام بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، والذي نظمه قسم الفلسفة في إطار احتفالية الجامعة ب30 سنة على التأسيس، وحسب رئيس قسم الفلسفة الدكتور مقورة جلول رئيس اللجنة التنظيمية، أن هذا الملتقى الدولي جاء لكي يعالج أهم الإشكاليات المطروحة حول هذا الموضوع، وتصحيح المفاهيم المشوشة داخل العقول في ظل انتشار مفاهيم جديدة في أوساط المجتمعات، وكذا في إطار النشاطات العلمية لقسم الفلسفة بجامعة المسيلة. وأكد الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين أن السياسي يتحمل جزء من المسؤولية في البناء الوطني، وأن مجتمعنا يعيش أزمة قيم كانعدام قيمة الحب والتسامح في سلوكاتنا، مما أسهم في انتشار ظاهرة العنف المجتمعي، وأرجع قسوم أسباب ما نعانيه في مجتمعاتنا إلى أزمة القيّم، وداعيا رجال السياسة تحمل مسؤوليتهم في بناء الوطن، وضرورة رفع الحصار المفروض على الجمعية، ووقف قسوم عند ضبط مفهومي الفلسفة والمواطنة مؤكدا أن الفلسفة هي عمل عقلي وأخلاقي واجتماعي وإجتهاد عقلي يقوم على الحب، إلا أن ما نعانيه اليوم -حسبه-، هو أزمة قيم كقيمة الحب بسبب سلوكياتنا وإفلاسفنا في معاملاتنا وحل محله العنف الذي جعل الأخ يقتل شقيقه والبلد يتهجم على البلد الآخر ووصل إلى غاية تعاملاتنا ومعاملاتنا في الأسواق التجارية والثانويات والملاعب وتعداه إلى العنف اللفظي نتيجة غياب الحب في المؤسسات، أي غياب ثقافة حب بصفة عامة والتي يجب أن تعود إلى المجتمع، في حين أن المواطنة هي معادلة عقلية تقع مسؤوليتها على كل جامعي وعالم ومثقف وتعني حسب رئيس جمعية العلماء المسلمين الفاعلة والمطاوعة في بناء الوطن. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى كرم رئيس جمعية العلماء المسلمين، وعرف مشاركة نخبة من الدكاترة والأساتذة من مختلف الجامعات العربية كالسعودية، مصر، ليبيا، فلسطين، العراق، المغرب والسودان وآخرين من 20 جامعة جزائرية، ومن بين الأسماء المشاركة البروفيسور مصطفى النشار الملقب بابو الفلسفة في الوطن العربي، والدكتور عمار طالبي وغيرهم، وحسب الدكتور الدراجي زروخي رئيس الملتقى فقد أجمع المشاركون على ضرورة طبع أعمال الملتقى لتكون في متناول الباحثين، مع ضرورة خلق فضاء مشترك بين المؤسسات للتلاقي وتبادل الخبرات بين الجامعات العربية، والذي يهدف لترسيخ فكرة المواطنة بين الدول العربية.