آه يا صديقي هل تعود الذكريات الماضية لنعيد أبهى الصور التي بها الأيام تزخر ويعود القلب إليها يفخر وينزع ذلك الغموض الذي لاح في الأفق الأغبر ويصحو في عيني يوم آخر * * * * * آه يا صديقي فقد تغيرت الأيام وكشرت أنيابها كالحية شاغرة فاها يصطك رنين صداها وقلبي فيه زهرة تسمو في بريق سناها فهلع حلمي لمرآها فأطرق صديقي هامسا لم أفقه معناها فقلت عجبت لما رأيت وليتني لم أر بلواها وناظرتني في نفسي حتى سئمت رؤياها فأصبحت سجين البدر حتى الدهر قلاها * * * * * آه يا صديقي لو يعرف الصغار ما يعاني الكبار في الليل كم انتحر الكبار لأجل أن يهدم الجدار الذي تتكئ تحته الصغار ولا تهدم البراءة في وسط النيران فلنركب زورقا للسفر ولا نتركه ينهار من قبل أن تأكله النار فليدفأ تحت جداره الصغار * * * * * آه يا صديقي لا أنت تدري ولا أنا أين مضى ذلك الطائر الذي له صوت حزين فقد نسته الأيام وأنت تعرف مأساته وأنه أصبح ملكا للآخرين كالزهرة في الحديقة سجين وأصبح الدهر كالمغامر البحار يخاطر في العواصف والأمواج والرياح الهياج ويترك أقواما تتصارع داخل السياج من نظم واضح حسين خميس الخشنة يوم 02 أفريل 1998م