من رحم المحبّة تولد الأشواق ومن قلب مندمل تتطاير شظايا الكلمات كالجمر الملتهب تحمل بين طياتها أنين السنين لحنين الفؤاد وأسف كبير عن عمر فات، عن ماض جميل أذابته الآهات عن أحلى لوحة رسمتها لنا الحياة. قد يرتبط الواحد منا بالآخر من خلال علاقة محبة ومودّة. تعيش معنا كالطفل الرضيع وتبدأ تكبر إلى أن تصبح صداقة قوية نقية وحب برئ يصل أحيانا إلى حد التطرف، تمر أيام وأعوام، مناسبات وأحداث نتقاسمها مع بعض تذوب فيها كل الفوارق التي بيننا ليعيش أحدنا في جلباب الآخر، لكن تغيرات الدهر ومتطلبات التحرر وإثبات الذات قد تؤثر على تلك العلاقة الحميمية فتصاب بالفتور ثم تنتهي بالنسيان. لا يا صديقي نداء موجه من عبد أنكوى بنار الصداقة يعيش على الذكريات الجميلة الماضية ويرفض الاعتراف بالواقع المرير إلى آخر تناسى كل شيء وشق طريق الحجود والنكران لا يا صديقي..؟ ! الحياة أخذ وعطاء، تعارف وتضامن حقيقة أن الفراق موجود وأن القدر موعود لكن من أطفأ الشمعة؟ ومن أسقط الدمعة؟ من قلّ حبه ومن فلّ نجمه؟ لقد كنت لي قنديلا أنير به دربي وأصبح جفاك الآن يحرق قلبي. لن أسمح لدموعي ان تسقط من أجلك أبدا وأعلم أن الجفاء سمة الجبناء! لا يا صديقي..؟! لا مغفرة اليوم ولا صحبة غدا، معزّتي لك حقيقة وحقيقتك لي مصالح ومنافع، طلبات وتقلبات لن أذكرك بالماضي لأنك تغيرت ولن أقول فيك كلمة سوء واحدة رغم لؤمك وخبثك وجبنك حتى لا ألوث بها ذكرياتنا الجميلة. تذكر دائما بأن أمواج البحر تغدر بركابه بينما أمواج الحب تسمو بأصحابه نحو العلا وأنه حينما تزول عنك غمامة الشر وتنقشع من حولك سحابة الغرور وتدرك سلبية الخلاّن الجدد وصحبتهم المغشوشة لحظتها سوف تتأكد من حقيقة مشاعري ومن صدق محبتي لك وسيمرّ بعد لحظات أو بعد سنوات أمامك قطار الذكريات مسرعا لتتجرع الألم وتعيش الندم، لكن لن أبكيك أبدا أيها الصادق الكاذب. لا يا صديقي..؟! لن أنكسر، لن أنتهي، لن انتحر على حد قول الشاعر سليمان جوادي. أنا لست أوّل من يهان وأنت لست أوّل من غدر!. متى ستعرف كم أهواك يا أملا.. إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا فما حياتنا إن لم نكن أصدقاء فيها.... مع الاعتذار للشاعر العربي الكبير الراحل نزار ڤباني عن التصرف في مطلع قصيدته الرائعة " متى ستعرف" عذرا... يا صديقي..؟! لا تجعل نهاية صداقتنا..هذا الفراق (غير) المنتظر..؟ [email protected]