مرت علينا بالأمس ذكرى غالية وهي الذكرى ال59 لاستشهاد الشهيد البطل عسكري أحسن، وارتأت أخبار اليوم الوقوف عند مآثر هذا الشهيد الذي ضحى بالغالي والنفيس لأجل الوطن. ولد الشهيد عسكري أحسن في 02 ماي 1921 بأعالي القصبة، انضم منذ طفولته إلى مدرسة الشبيبة الحرة وكان ضمن الأوائل المنضوين تحت فوج كشافة الفلاح رفقة الشهيد محمد بوراس إضافة إلى انضمامه المبكر إلى حزب نجم شمال إفريقيا وهو في ريعان شبابه، حيث كان لا يتجاوز 16 سنة كان الشهيد عسكري أحسن من بين المنظمين لمظاهرة 1 ماي 1945 وكان مصرا على العمل النضالي والتحق بصفوف حركة الحريات الديمقراطية سنة 1948 وتقلد عدة مناصب حساسة، وبعدها تم القبض عليه من طرف الشرطة الفرنسية بسبب رفضه أداء الخدمة العسكرية وأحيل على المحكمة العسكرية وسجن لمدة سنتين. التحق سنة 1950 بالمنظمة السرية وأصبح عضوا في المنظمة الثورية للوحدة والعمل وبعد ذلك كلف باسترجاع الأسلحة وإيصالها إلى المنطقة الثالثة، وعشية اندلاع الثورة المضفرة في 1 نوفمبر 1954 عمل مع رفقائه من أمثال كريم بلقاسم، أوعمران، غرمول أحمد، فرحاني محمد، بوزينة وحارسه الخاص زويبري قدور على بعث الوحدات المقاتلة الأولى والقوات الخاصة، وحسب شهادات رفقائه فقد قام بتجنيد الكثير من الفدائيين وإلحاقهم بالجبال مع الثوار في المنطقة الثالثة من بينهم الشهيد طالب عبد الرحمان، وشاءت الأقدار أن يلتحق الشهيد البطل عسكري أحسن بالرفيق الأعلى يوم 04 ماي 1956 والمصادف ل27 من رمضان كباقي الشهداء من أجل الجزائر لكي يعيش شعبها في حرية وكرامة بعد اغتياله غدرا داخل مخبزة أحد المجاهدين بواد قريش قرب سوق تريولي بشارع عسكري أحسن حاليا من طرف أحد الجواسيس الذي كان في سجن سركاجي، وبعد تعرضه للتعذيب اتفقت معه السلطات الفرنسية على إطلاق سراحه بشرط اغتيال عسكري أحسن بعد أن عجزت الشرطة الفرنسية على القضاء عليه. وفي ذلك اليوم كان عسكري أحسن متواجدا بالمخبرة لمساعدة صديقه فجأة دخل هذا الجاسوس وأطلق عليه الرصاص في ظهره عندها توجه الشهيد إلى داخل غرفة الطهي فتبعه وأكمل إطلاق النار عليه التي بلغت سبع رصاصات، ولكن حتى لو نامت عيون البشر فعين الله لا تنام وقتل ذلك العميل شر قتلة. وتميزت جنازة الشهيد في مقبرة القطار حينذاك بحضور الكثير من الوجوه الثورية ورفقائه في النضال مما اضطر الشرطة الفرنسية إلى تطويق المقبرة خوفا من ردود فعل ومظاهرات الجزائريين.