مع انخفاض درجات الحرارة عرفت معظم المقتنيات الشتوية رواجا بين المواطنين من مختلف الفئات العمرية وقد بصمت مؤخرا بل منذ سنوات الكوفية الفلسطينية بصمتها بين المقتنيات الشتوية في الجزائر بحيث اقبل عليها الكثيرون من اجل الاحتماء بها فهي رمز للمقاومة الفلسطينية التي يقف الجميع وقفة إجلال لها، ذلك ما زاد من عزيمة الكل في لبسها بوضعها على الرقبة أو الكتف أو الرأس كما يشترك في ارتدائها الجنسان ذكورا وإناثا، وعرضت المحلات مختلف أنواعها مؤخرا خاصة وان استعمالها يرتبط بموسم البرد. وقد انتشرت الكوفية الفلسطينية بصورة كبيرة في محلات بيع الملابس الجزائرية بالنظر إلى التهافت عليها من طرف الشباب وتزايد الطلب عليها بكثرة في موسم الشتاء بغية الاحتماء من البرد وذلك بوضعها على الرقبة أو الرأس وقد تنوعت أشكالها وألوانها ولم تعد تعتمد فقط على اللون الأبيض والأسود وتميزت بنقوشها المميزة التي تظهر على شكل شباك أو أسلاك شائكة مربعة ومستطيلة، ثقيلة وخفيفة، بألوان مختلفة جمعت بين الأبيض والأسود والبنفسجي والأحمر والأزرق والوردي والبني، كما أنها غالباً ما تعرض بأسعار معقولة تتراوح بين 300 و400 دينار جزائري، علما أن معظم الكوفيات الملونة مستوردة من الصين وتايلاندا. فالكوفية الفلسطينية هي الأخرى عادت لتميز موضة هذا الشتاء وهي تعتبر رمز البطولة والتضحية عند الفلسطينيين وارتبطت لسنوات طويلة بنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وطالما ارتداها الزعيم الراحل ياسر عرفات فوق رأسه، كما استعملها الفدائيون لإخفاء معالم وجوههم، كما أن اللون الأسود فيها يعكس بساطة الحياة الفلاحية، حيث كان الفلاح يعتمد عليها في مسح عرقه، وهاهي اليوم تدخل في عالم الأزياء لتجسد آخر صرعات الموضة بعد أن صارت تستعمل استعمالا مزدوجا من طرف الشبان والشابات على حد سواء. وفي جولة لنا عبر بعض أسواق العاصمة على غرار ساحة الشهداء ومارشي 12، لاحظنا الانتشار الواسع لتلك الكوفيات التي اصطفت بطاولات ومحلات البيع وكانت تعرض بألوان متنوعة وبأسعار معقولة مما جعل الإقبال عليها متزايداً. اقتربنا من بعض مروجي تلك الكوفيات فأكدوا لنا ذلك التهافت الحاصل على الكوفيات في هذه الآونة من طرف الشبان والفتيات ومن مختلف الشرائح العمرية. يقول عمر، وهو تاجر، انه تخصص في بيع تلك الكوفيات المستوردة من تايلاندا ذات الألوان المختلفة التي تجمع بين الأبيض والأزرق، وكذا الأحمر والأسود والأخضر، وعرفت إقبالا منقطع النظير في الأيام الأخيرة التي تميزت بالبرودة، وبينما يفضل الذكور الكوفيات ذات اللون الأبيض والأسود بالنظر إلى ارتباطها ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية تختار الفتيات تلك المتعددة الألوان التي تتماشى مع لباسهن الخاضع لسلطة الموضة. ونحن هناك اقبل شاب في العشرينيات واختار كوفية تجمع بين اللونين الأبيض والأسود فسألناه عن سر اختياره للكوفية وتفضيلها عن غيرها من الشالات المتنوعة والتي يعرضها السوق فقال إن مناصرته الدائمة للقضية الفلسطينية وتتبعه لتطوراتها جعلته يقتني تلك الكوفية المعبرة عن المقاومة الفلسطينية ويشعر بشيء يختلج في نفسه عند ارتدائها يجسد أسمى معاني الحب والتقدير للمقاومة الفلسطينية.