نسب إليهما تزويد الإرهابيين ب 14 قارورة غاز ناقشت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف شقيقين ينسب إليهما العمل ضمن جماعة إرهابية كانت وراء اغتيال مواطن في منطقة الشراعبة منتصف سنوات التسعينيات واختطاف ممرّض في حاجز مزيّف وتعريضه للتعذيب بسلك كهربائي واقتلاع أصابعه، كما قاما بمنحها 14 قارورة غاز بوتان استعملت في صناعة القنابل، غير أن هيئة المحكمة اقتنعت ببراءتهما بعدما اِلتمس مثّل الحقّ العام في حقّهما عقوبة 20 سنة سجنا نافذا. وجّهت للمتّهمين (ب. محي الدين) و(ب. عزّ الدين) جناية الانتماء إلى جماعة إرهابية والخطف والاحتجاز والسرقة التي راح ضحيتها المدعو (ر. مصطفى) التي تعود وقائعها إلى سنة 1995، عندما انتقل المتّهم (محي الدين) من مقرّ إقامته بالمرادية إلى بلدية الشراعبة للسكن بجوار شقيقه المتّهم الثاني في الملف المدعو (عزّ الدين)، حيث قام باستئجار منزل بالمنطقة، وبعد مدّة اكتشف صاحب المنزل اختفاء 14 قارورة غاز بوتان مملوءة إلى جانب أغراض أخرى كان احتفظ بها في المستودع الذي لم يؤجّره للمتّهم. وأضاف الضحية (ر. مصطفى) في معرض تصريحاته أنه بعد الحادثة اتّصل به جاره المدعو (ب. طاهر) وأخبره بأنه شاهد المستأجر الجديد يتعامل مع الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على المنطقة التي تحوّلت إلى بؤرة توتّر وطلب منه أن يحتاط ويتّخذ كافّة الإجراءات اللاّزمة كونه ضبطه يسلّمهم قارورات غاز البوتان، ليقوم الضحية بعدها باتّهام المستأجر بالسرقة لتنشب بينهما مناوشا كلامية، انتقل بعدها المتّهم (ب. محي الدين) للإقامة في مكان آخر. وخلال تلك الفترة تمّ اغتيال المسمّى (ب. طاهر) من طرف الجماعات الإرهابية، وبعد مدّة اتّصل به المتّهم هاتفيا وهدّده بالقتل في حال تنقّله إلى منطقة الشراعبة، غير أن الضحية لم يكترث للتهديد وتنقّل إلى المنطقة شراربة رفقة ابنه وزوجته يوم 27 أفريل 1995، وفي طريق العودة أوقفه ثلاثة أشخاص وقاموا بتكبيله بواسطة أغلال تابعة لمصالح الأمن ثمّ نقلوه إلى عيادة مهجورة وسط صراخ أفراد عائلته، حيث اِلتقى هناك بحوالي 12 إرهابيا وكانوا حاملين لأسلحة نارية. صرّح الضحية بأن الجماعة الإرهابية أجلسته بالقوّة على صفيحة ساخنة وقاموا بتعذيبه بواسطة سلك كهربائي، كما قاموا بإحداث له فتحة على مستوى الرأس وكسروا أضلعه واقتلعوا بعض أصابعه بواسطة كمّاشة وعذّبوه بواسطة ماء ممزوج بمواد منظّفة، كما وجّهوا له عدّة ضربات على مستوى العين والوجه ولاموه على اتّهام (محي الدين) بالسرقة وأخبروه بأن قارورات الغاز منحها لهم وقد استعملوها في صناعة القنابل، كما طلبوا منه أن يموّلهم ويزوّدهم بمعلومات حول تنقّلات مصالح الأمن، وبعد 4 ساعات من التعذيب أطلقوا سراحه ولم يتقدّم بالشكوى إلاّ بعد مرور وقت طويل على الحادثة، وقد برّر ذلك بكونه كان يعاني من اضطرابات نفسية جرّاء الحادثة، ثمّ تراجع في بعض تصريحاته وأكّد أن أصبعه المقطوع تعرّض لحادث قبل واقعة الاختطاف. وبقي الشقيقان في حالة فرار إلى أن ألقي القبض عليهما من طرف مصالح الأمن، حيث صرّح المتّهم الرئيسي بأنه ينكر التهم المنسوبة إليه وأكّد أنه أقام في منطقة الشراعبة مدّة 20 يوما فقط ولم يتسنّ له الوقت لربط علاقات مع الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة، أمّا بخصوص الأغراض المفقودة فأكّد أن المالك لم يترك أيّ شيء في المنزل، وأنه باع كلّ شيء قبل أن يغادر. كما تراجع الضحية عن تصريحاته وطالب بإفادة المتّهمين بالبراءة لأنهما لم يكونا ضمن الخاطفين، وأنه تربطه بهما علاقة طيّبة.