رمضان فرصتهم الكبيرة للاسترزاق * فضاءات تتحول إلى بؤر للإجرام خلال الشهر الفضيل
يهب كثير من الشبان إلى ممارسة التجارة قبل الشهر الفضيل بأيام قلائل والزائر لأغلب الأسواق في هذه الفترة يشاهد الحركية الواسعة التي تشهدها أسواق العاصمة وتعداد الطاولات الجديدة بسبب الإقبال الكبير على نصبها، بحيث تعد التجارة الباب الوحيد للشبان في رمضان لتحقيق بعض المداخيل خلال كامل الشهر بعد الاختصاص في عرض بعض المواد واسعة الاستهلاك في رمضان، إلا أن ما يشوب تلك الطاولات هو تحوّلها إلى بؤر للإجرام، بحيث كانت في العديد من المرات بؤرا لارتكاب جرائم شنيعة وصلت إلى حد إزهاق الأرواح. نسيمة خباجة انتشرت الطاولات الفوضوية في هذه الآونة التي تسبق حلول الشهر الكريم بأيام قلائل عبر أغلب الأسواق وهي العادة التي يذهب إليها شبابنا في كل سنة قبيل رمضان، فرمضان هو فرصة للبطالين للخروج من بطالتهم ولو قليلا، منتهزين في ذلك الاستهلاك الواسع والإقبال اللاعقلاني للزبائن على مختلف السلع لاسيما وأن رمضان هو الشهر الذي تتسع فيه ميزانية أغلب العائلات بشكل ملفت للانتباه، وبذلك عادت الأسواق الفوضوية إلى مختلف النواحي العاصمية، والأدهى والأمر أن تلك الطاولات أشعلت حروبا وصراعات بين الشبان عبر مختلف الأسواق بسبب أمكنة نصب السلع وكانت نهاية تلك الحروب جرائم قتل وقعت مؤخرا عبر بعض النواحي. الزبائن راضون على التجارة الفوضوية بخس الأثمان على مستوى الطاولات الفوضوية كثيرا ما أسال لعاب الزبائن وجعلهم يقبلون على تلك الطاولات خاصة في رمضان إذ يجدونها أرحم على الجيوب من الأسعار الملتهبة في المحلات، ما يجسده إقبالهم الكبير على الطاولات لأجل جلب السلع خصيصا للشهر الفضيل، ويتواصل إقبالهم حتما حتى في أيام الشهر الفضيل، بحيث تستقطب تلك الطاولات اهتمامهم بعد عرضها لمختلف السلع بأسعار ملائمة، عن هذا اقتربنا من بعض المواطنين الذين وجدناهم يحومون حول تلك الطاولات لأجل التبضع لشهر رمضان المعظم. بسوق بن عمر بالعاصمة التي عرفت فيه التجارة الفوضوية انتعاشا قبل رمضان، بحيث نصبت طاولات لعرض الأواني والمستلزمات المنزلية وحتى الخضر والفواكه كانت حاضرة بحيث بين أغلب المواطنين رضاهم عن الأسعار المتداولة عبرها، منهم الحاجة أم الخير التي قالت إنها اعتادت على التنقل عبر بعض الأسواق بغية التبضع للشهر الفضيل وتجد دوما الأسعار في متناول البسطاء من محدودي القدرة الشرائية، فالمواطن يستفيد من بخس الأثمان، ويستفيد هؤلاء الشبان هم الآخرون من تلك المداخيل التي تبعدهم قليلا من الفراغ والبطالة الخانقة خلال الشهر الكريم. أما السيدة فادية فقالت إنها اقتنت الأواني من ذات الطاولات بعد أن ناسبتها كثيرا الأسعار المتداولة هناك والتي تنخفض بكثير عن أسعار المحلات الملتهبة ما مكنها من اقتناء أطقم جديدة لرمضان. صراعات حول الطاولات انتهت بجرائم قتل لا يختلف اثنان أن تلك الأسواق يجد الزبائن فيها ضالتهم للتبضع كما يجد فيها الشبان الفرصة للاسترزاق والخروج ولو قليلا من قوقعة البطالة، إلا أن الوجه السلبي في كل ذلك هي الصراعات والعراكات التي تندلع على مستواها وبذلك تكون مسرحا لارتكاب جرائم شنيعة في رمضان وحتى قبل حلول رمضان، وهو ما عاش على وقعه سوق براقي الشعبي مؤخرا، إذ وبعد صراع روتيني حول مكان نصب الطاولة لم يتوان أحد الشباب على غرس خنجر في بطن الشاب الثاني البالغ من العمر 20 سنة، وحسب شهود عيان فإن سبب الجريمة هو صراع الشابين حول مكان نصب الطاولة في ظل التزايد الهائل للطاولات قبل شهر رمضان المعظم، على اعتبار أنه شهر للتجارة بالنسبة للشبان البطالين للخروج قليلا من هم وغم الفراغ الخانق لاسيما أمام غلق كافة الأبواب أمامهم ولهثهم وراء خلق مصادر استرزاق لوحدهم عبر تلك الطاولات التي تؤدي بهم إلى صراعات دائمة مع بعض الأصناف، ويكون بذلك الوجه السلبي لانتشار الطاولات الفوضوية التي افتتحت بجرائم شنيعة وللحديث بقية في أيام الشهر الفضيل وختام القول (الله يستر).