تقوّي الروابط الاجتماعية تبادل الأطباق بين الجيران في رمضان عادة راسخة بخنشلة
في الوقت الذي بدأت فيه الكثير من التقاليد الخاصة بشهر رمضان تتجه نحو الزوال تحت تأثير (العصرنة) تبقى ظاهرة تبادل الأطباق بين الجيران خلال هذا الشهر الفضيل قائمة وصامدة بخنشلة رغم التحولات الذي يشهدها المجتمع. وتتذكر السيدة عتيقة في العقد الخامس بأن هذه العادة راسخة منذ القدم حيث كانت تساعد عندما كانت صغيرة والدتها في الطبخ وتحمل حينما يقترب آذان المغرب جزءا من الأطباق لتقدمه للجيران، وتروي هذه المرأة بأن الجيران (يقبلون هذه الهبة بصدر رحب ويمنحوني بدورهم جزءا من الطبق الذي حضروه)، وأضافت عتيقة بأن هذه العادة تقوي الروابط والصلات بين الأقارب والجيران وتمثل في بعض الحالات نوعا من التضامن مع الأسر المعوزة. ومن جهته يرى رؤوف (28 سنة) القاطن ببلدية عين الطويلة أن عادة تبادل الأطعمة بين الجيران في هذا الشهر الفضيل حتى وإن تقلصت نوعا ما حاليا فلا يكاد يمر يوم من شهر الصيام تطهى فيه أطباق مناسباتية أو تقليدية على غرار (الشخشوخة) على وجه الخصوص إلا و ترى الصحون المغطاة بعناية تخرج من بيت لتدخل إلى آخر. ومن أبرز عادات الشاوية وعلى غرار مناطق أخرى بالبلاد الاحتفال بالأطفال الذين شرعوا في الصوم لأول مرة وعادة ما تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 12 سنة أو أكثر من ذلك أو أقل، حيث يحظون في أول يوم يمتنعون فيه عن الأكل والشرب بعناية ومراقبة خاصة من طرف الوالدين، بل أن بعض العائلات تشجع أبناءها على صوم نصف يوم أو ساعات معدودة حتى يتعودوا على الجوع والعطش دون إرغامهم على صوم يوم بأكمله ويخرج الآباء سويعات قبل المغرب رفقة أبنائهم الصائمين إلى الشارع متباهين بصومهم أمام الجيران والأصدقاء، حيث تقدم لهم الهدايا وتشترى لهم أوانٍ من صحون وكؤوس وغيرها تعبيرا من أوليائهم على فرحتهم بصيامهم وتحضر لهم أطباق خاصة. ويستهل الأبناء إفطارهم عادة حسب ما روته أمهات المنطقة بشرب الحليب وتناول التمر أو البيض المسلوق ولا يسمح لهم بكثرة الأكل حتى لا يؤثر ذلك على صحتهم، وعادة ما ينتظر الأولياء ليلة منتصف رمضان ما يسمى ب(النصفية) أو ليلة السابع والعشرين ليسمحوا لأبنائهم بالصوم لما لهذين اليومين من رمزية خلال الشهر الفضيل، وقد يدعى إلى الفطور أهل الابن من أجداده وجداته وأعمامه وأخواله، وتخصص بالمناسبة سهرة تقدم فيها الحلويات والمشروبات وتحضر فيها (الطمينة) على شرف الصائم الصغير الذي التحق بركب الكبار.