لا أطبّاء ولا مُعدّات والمرضى في وضعية حرِجة خدمات جدّ متدنّية في العيادة الصحّية لوادي السمّار! مليكة حراث طالب سكّان حي المكان الجميل ببلدية وادي السمّار السلطات الوصية وعلى رأسها مديرية الصحّة بالتدخّل العاجل لاحتواء مشكل تدنّي الخدمات الصحّية على مستوى المركز، مطالبين بضرورة توفير عدد كافي من الأطبّاء في مختلف التخصّصات، بالإضافة إلى تزويدها وتجهيزها بالمعدّات الطبّية الحديثة لتحسين وتقديم خدمات في المستوى المطلوب. يعدّ هذا المركز الوحيد الموجود على مستوى الحي، لذلك وجب رفع الخدمات الصحّية به حتى يتسنّى للمواطنين تلقّي العلاج في أحسن الظروف بدل من التنقّل إلى المؤسسات الجوارية في البلديات الأخرى لتلقّي أبسط الخدمات، على غرار تلقّي الإسعافات الأوّلية من حقن وضمادات وغيرها. وفي السياق ذاته، أكّد سكّان حي المكان الجميل ببلدية وادي السمّار ل (أخبار اليوم) أن العيادة المتعدّدة الخدمات لم تعد تقدّم خدمات في المستوى المطلوب نتيجة جملة النقائص، حسب محدثينا، ما يدفع القائمين على تسييرها والطاقم الطبّي إلى غلق الأبواب في ساعات مبكّرة دون احترام مواعيد العمل مقارنة بباقي المؤسسات الأخرى، حيث يضطرّ الطبيب الوحيد المداوم بالمستوصف إلى المغادرة قبل الأوان بحجّغياب الوسائل والعتاد الطبّي. ولا تتوقّف المشاكل عند نقص المعدّات، بل اشتكى الطاقم والسكّان من انعدام النظافة والغياب الكلّي للمستلزمات الطبّية حتى البسيطة منها، وفي السياق عبّر أحد المواطنين عن امتعاضه بالقول: (كيف لمواطن يأتي من أجل تلقّي العلاج يتكفّل بشراء الحقن أو الضمادات أو حتى القطن؟)، الأمر الذي أثار حفيظة قاطني حي الجميل وطالبوا عبر هذا المنبر الإعلامي بالتدخّل لمراسلة مديرية الصحّة أو الوزارة المعنية لاحتواء الأزمة والمعاناة التي يصارعونها، سيّما المصابين بأمراض مزمنة وبحاجة إلى في غالب الأوقات إلى التدخّل السريع والاستعجال في تلقّي العلاج، لكن غياب المعدّات الطبّية والطواقم الطبّية من أطبّاء وممرّضين يحول دون ذلك، وعليه تستدعي الوضعية الحرجة التي يعانيها هؤلاء تدخّل المعنيين لإيجاد حلّ فوري لفوضى التسيير المنتهجة. وحسب شهادات السكّان من خلال حديثهم إلينا فإنه بسبب انعدام الإمكانيات والعتاد الطبّي ونقص الخدمات الصحّية يجبرون على اللّجوء إلى العيادات المجاورة وأحيانا إلى العيادات الخاصّة في حال الحالات المستعجلة كالحوامل -على حدّ تعبيرهم-، أمّا في غالب الأحيان يضطرّ آخرون إلى التنقّل إلى العيادة المتعدّدة الخدمات بالحرّاش وغيرها أين تعمل لمدّة أربعة أيّام في الأسبوع بعد أن يكون المريض مطالبا من الطاقم الطبّي بشراء مستلزمات العلاج كأبسط الأشياء من الضمادات والحقن لتطهير الجروح بدل توفّرها في المركز الطبّي، الأمر الذي يثير تساؤلات المواطنين حول الإمكانيات المعتبرة التي سخّرتها الدولة لتزويد المراكز الطبّية والعيادات المتعدّدة الخدمات بمعدّات طبّية حديثة من أعلى الطراز، فضلا عن الكمّيات الهائلة من الأدوية التي تدعّم بها مديرية الصحّة المؤسسات الجوارية. والسؤول الذي يطرح نفسه هو: أين تذهب هذه الأموال التي تنفق لتوفير أحسن الخدمات الصحّية للمواطن؟