تستدرج شركات مزيّفة الجزائريين الباحثين عن عمل عبر فخّ وظائف وهمية مغرية تتقاضى مقابلها مبالغ مالية من الضحايا، مستغلّة مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الالكتروني لتنفيذ عمليات النّصب، ويستخدم المحتالون أسماء شركات غير موجودة ليجمعوا البيانات الشخصية والسير الذاتية لعدد من طالبي الوظائف ليعيدوا بيعها أو يستخدموا المعلومات التي تتضمّنها للوصول إلى حسابات مصرفية أو اختراق جهاز كمبيوتر الشخص المعني. كشفت مصادر مطّلعة ل (أخبار اليوم) عن خُطط جهنّمية لشركات توظيف إلكترونية وهمية تنصب على الجزائريين الباحثين عن فرص العمل، حيث أن المواقع الالكترونية المستخدمة تبدو في بادئ الأمر واقعية للغاية وكذلك العقود والعروض التي تقدّم للباحثين عن العمل، غير أن بعض المعلنين يجمعون البيانات الشخصية والسير الذاتية لعدد من طالبي الوظائف ليعيدوا بيعها أو يستخدموا المعلومات التي تتضمّنها للوصول إلى حسابات مصرفية أو اختراق جهاز كمبيوتر الشخص المعني. وحذّر ذات المصدر من أن مواقع التوظيف المعتمدة في الجزائر، على غرار (أمبلواتيك)، (أمبلوابارتنر)، (توظيف.كوم)، (الخدمة.كوم) و(وادي كنيس) لا تطلب أرقام الحسابات المصرفية أو معلومات شخصية، كما لا تطلب مالا مقابل تكاليف (الفيزا) والتدريب، كما دعا الباحثين عن عمل إلى توخّي الحذر، خصوصا حينما يكون هذا العمل من المنزل ولا يحتاج إلى دوام كامل في شركة ونصحهم بالابتعاد عن العرض حين يشكّون في الأمر وطالب في ذات الصدد مستخدمي الأنترنت بالتأكّد من صورة المعلن لأنها يمكن أن تكون منشورة في عدّة أماكن، كما نصح بالتواصل مع شركة التوظيف هاتفيا وليس فقط عبر البريد الالكتروني، وأوضح أن مقابل كلّ فرصة عمل حقيقية على الأنترنت هناك عشرات الفرص الخادعة، داعيا إلى توخّي الحذر بشكل خاص عندما يكون العرض مغريا. وأضاف مصدرنا: (من الأفضل التأكّد من الشركة المشتبه فيها عبر موقع لينك ريبوتايشن الذي يقيّم مدى نزاهة المواقع الالكترونية)، مشيرا (إلى وجود أشخاص يخترقون البريد الالكتروني للمؤسسات والأفراد ويحصلون على طلبات الوظائف). وحذر محدّثنا من البحث عن وظائف عبر الأنترنت، إذ أن هناك جهات غير موثوق بها، داعيا الجزائريين إلى التعامل فقط مع الشركات المسجّلة رسميا. الإغراء بوظائف ورواتب خيالية مقابل مبالغ مالية في السياق، نقل مصدرنا عن أحد الضحايا قوله إنه تلقّى رسالة عبر (الفايس بوك) تعرض عليه فرصة عمل في حاسي مسعود تتطلّب إتقان اللّغة العربية والإنجليزية ومرفقة برابط لموقع إلكتروني، وأردف أن الموقع عبر الرّابط الالكتروني أخطره باختياره لوظيفة في شركة مرموقة وبراتب مغر واستدرجه لدفع أموال عبر (السي سي بي) لترتيب إجراءات السفر والإقامة وبعض المعاملات الإدارية، وتابع أنه اتّضح فيما بعد أن (البروفيل) المعلن على الموقع كان وهميا، وأن الصورة المستخدمة للترويج كانت مزيّفة. فيما روى ذات المصدر عن ضحية أخرى أنها سجّلت طلبا في إحدى شركات التوظيف المعروفة على الأنترنت وحدّدت الراتب المرغوب فيه، لتتفاجأ بعدها حينما تلقّت بريدا إلكترونيا يعدها براتب يزيد ثلاثة أضعاف عن المبلغ المطلوب، الأمر الذي أثار شكوكها، حيث أنها تواصلت مع إدارة هذه الشركة ليتّضح عدم وجود وظيفة شاغرة بهذه المواصفات. وتابع المصدر أن الموقع لم يكتف بإرسال بريد إلكتروني، بل أرسل أيضا نسخة من عقد العمل، إضافة إلى تعليمات للحصول على (الفيزا) وتفاصيل أخرى.