قبل ثلاثة أسابيع من انطلاقة الموسم الكروي في بلادنا قبل ثلاثة أسابيع من انطلاقة الموسم الكروي في بلادنا سنحاول الوقوف من خلال هذا الملف عند الكثير من الأندية الكروية التي كانت يوما تعتبر من بين أقوى الفِرق في بلادنا لكن وفي غفلة من محبّيها تعرّضت لزلزال عنيف هزّ أركانها من الأعماق فوجدت أنفسها خارج دائرة الأضواء. فهل تساءل أحدكم أين هو الفريق المتوّج بكأس الجزائر لعام 1982؟ وأين هو الفريق الذي خسر ثلاثة نهائيات لكأس الجزائر أعوام 1964 و1975 و1976؟ وأين هو المتوّج بكأس الجزائر عام 1982 وخسر نهائي 1984؟ وأين هو الفريق المتوّج بلقب البطولة الوطنية عام 1984؟ وأين هو الفريق المتوّج بكأس الجزائر عام 1972؟ وأين هما منشّطا نهائي كأس الجزائر لسنة 1986 و1994؟ تلكم من بين الأسئلة التي يكون قد طرحها الكثير منكم ولم يجد الإجابة عنها. (أخبار اليوم) وعبر هذا الملف من جزءين ستجيبكم عن كلّ تساؤلاتكم ونبدأ حلقة اليوم من فريق جمعية عين مليلة منشّط نهائي 1994م. جمعية عين مليلة العقرب الذي بات لا يلدغ تصغير كلمة جمعية عين مليلة تعني (لاصام) وهذا الاسم يعني عند المليليين (العقرب) لكن أين هو هذا العقرب الذي كان يلدغ كلّ من يقترب منه؟ وأين هو هذا الفريق الذي نشّط نهائي كأس الجزائر عام 1994 وخسره في الوقت الإضافي أمام شبيبة القبائل بهدف دون ردّ؟ وأين هو هذا العقرب الذي كانت الإندية العاصمية تهاب مواجهته؟ حتى وإن اختلفت الأسئلة إلاّ أن الجواب واحد وهو أن فريق جمعية عين مليلة تحوّل مع مرور السنوات من عقرب سام إلى أرنب سهل المراس وإلاّ كيف نفسّر وجوده في قسم لا يليق بمقامه وهو ما بين الجهات المنطقة الشرقية؟ جمعية عين مليلة الذي صعد لأوّل مرّة إلى بطولة القسم الوطني الأوّل موسم 1980 - 1981 شكّل على مدار العشرية التي قضّاها الفريق ضمن حظيرة القسم الوطني الأوّل أحد أقوى الأندية التي كان يحسب لها ألف حساب فكم من مرّة أنهى الموسم في الصفّ الثاني وكم من مرّة لعب الأدوار الطلائعية في كأس الجزائر فإضافة إلى وصوله إلى المباراة النّهائية عام 1994 وصل مرّتين إلى الدور نصف النّهائي كما مثّل الجزائر مرّة واحدة في كأس الاتحاد الإفريقي ومرّة واحدة في كأس العرب للأندية الحائزة على الكؤوس لكن لعنة حسود أصابت هذا الفريق في الصميم. ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه محبّو هذا النادي مواصلة التألّق لعلّ وعسى يتمكّن من إهداء أوّل لقب وطني لمدينة عين مليلة وإذا بفريقهم يفشل في نهاية موسم 2000 - 2001 في البقاء ضمن حظيرة القسم الوطني الأوّل فكان ضمن النازلين إلى هذا القسم رفقة اتحاد الحرّاش وجمعية وهران. كانت مغادرة فريق جمعية عين مليلة بطولة القسم الوطني الأوّل ضربة موجعة في مسيرته الكروية حيث تضاعفت مشاكله بعد أن تركه أبناءه المخلصون فكان لقدوم بعض الأسماء الدخيلة الأثر السلبي على مسيرته الأمر الذي كلّفه غاليا فتوالت الضربات الموجعة وذلك بنزوله إلى بطولة ما بين الجهات وهو القسم الذي استحال على لاعبيه تركه والعودة على الأقلّ إلى بطولة القسم الوطني الثاني حيث يسعى لاعبوه هذا الموسم قبل سّت جولات من اختتام البطولة إلى الصعود لتواجده في المرتبة الثالثة ب 41 نقطة بفارق نقطتين عن صاحب الصفّ الثاني اتحاد خنشلة وخمس نقاط عن الرائد أمل بوسعادة. من بين اللاّعبين الذين لعبوا لأمل عين مليلة وتقمّصوا ألوان المنتخب الوطني نذكر كلاّ من الحارس ليامين بوغرارة الذي دافع عن ألوان شبيبة القبائل بعد نزول فريقه إلى القسم الثاني وبن حمّادي الملقّب ب (الحمامة) كونه كان يمتاز بالسرعة الفائقة وكذلك محمد علوي. ينشط حاليا فريق جمعية عين مليلة ضمن بطولة القسم الوطني هواة المجموعة الشرفية ويتواجد ضمن مؤخّرة الترتيب. نادي مولودية قسنطينة أجاكس أمستردامالجزائر حين نعيد عجلة التاريخ إلى ما بعد الإصلاح الرياضي الذي تمّ تطبيقه عام 1977 نجد الساحة الكروية تزخر بفريق اسمه مولودية قسنطينة (الموك) لكن أين هو هذا الفريق في الساحة الكروية في بلادنا؟ قبل أن نتعرّف سويا عن مكان تواجد هذا الفريق هيّا نعود إلى ماضي هذا الفريق وسجِّله الكروية وأجود اللاّعبين الذين حملوا ألوانه. قد يتفاجأ الكثيرون إذا قلنا لهم إن مؤسّس فريق مولودية قسنطينة هو الشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه اللّه رائد النهضة الجزائرية وأحد العلماء الأجِلاّء الذين عرفهم العصر الحديث. جاءت فكرة تأسيس فريق مولودية قسنطينة إثر الزيارة التي قام بها الشيخ عبد الحميد ابن باديس إلى العاصمة لملاقاة الشيخ العربي التبسي من أجل توسيع قاعدة النضال إبّان الحِقبة الاستعمارية بين الحربين العالميتين الأولى والثانية وأثناء تواجده في العاصمة شاءت الصدف أن يلتقي ببعض مؤسّسي فريق مولودية العاصمة فطرح على المرحوم ابن باديس فكرة تأسيس فريق كروي في مدينة قسنطينة للمّ الشمل عبر أوساط الشباب. الفكرة تحوّلت في بضعة أشهر إلى حقيقة فولّد فريق مولودية قسنطينة الذي تعدّت شهرته حدود الوطن وبات بعد الاستقلال أحد أقوى الأندية الوطنية فنشّط ثاني نهائي لكأس الجزائر بعد الاستقلال عام 1964 أمام وفاق سطيف وخسره بهدفين لواحد. الأداء الرّاقي الذي كان يقدّمه لاعبو الفريق على مدار 14 سنة التي تلت الاستقلال جعله محلّ إعجاب الجمهور الرياضي الجزائري ليطلق عليه اسم أجاكس أمستردام. لكن إذا كان هذا الأخير يحصي الألقاب والكؤوس فإن فريق (الموك) فضّل انتزاع ولو لقب وطني واحد حيث خسر نهائيين متتاليين عامي 1975 أمام مولودية وهران بهدفين لصفر والثاني عام 1976 أمام مولودية الجزائر وبنفس النتيجة (2 - 0). لعب لفريق قسنطينة نخبة من اللاّعبين الكبار نخصّ بالذكر كلاّ من رابح فموح وخاين وكروكور وفندي والحارس حنشي ولا ننسى المهاجم الفذّ زغمار. لكن وفي غفلة من الجميع اختفى فريق مولودية قسنطينة عن الأنظار واختفت معه تلك اللّمحات الكروية التي كان يطرب بها نجومه هواة كرة القدم في بلادنا واليوم هو ينشط في قسم صغير اسمه الجهوي الأوّل. والسبب الرئيسي الذي جعل الفريق يختفي من دائرة الأضواء هو رفض أصحاب القرار في تلك الفترة دمجه في إحدى المؤسّسات الوطنية الكبرى لا لشيء إلاّ لإعطاء الفرصة لفريق شباب قسنطينة (csc) للبروز لكن هيهات وهيهات فسرعان ما تبخّر حلم أصحاب (القرار) بعد أن تحوّل فريق (السياسي) إلى أضحوكة نظرا للهزائم الثقيلة التي كان يمنى بها. ترى متى يعود فريق (الموك) إلى عصره الذهبي؟ من الصعب إن لم نقل من المستحيل رؤية فريق (الموك) الحقيقي على الأقلّ في القسم الوطني الثاني كونه ينشط حاليا في قسم صغير اسمه الجهوي الثاني. شباب برج منايل اغتيل تحانوتي فتهاوى البرج يعدّ فريق شباب برج منايل من أحد أعرق الأندية الوطنية حيث تأسّس قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية وبعد الاستقلال انتظر 18 سنة ليصعد إلى القسم الوطني الأوّل بقيادة والد حارس وفاق سطيف الحالي فوزي شاوشي رشيد إضافة إلى بعض نجوم الفريق في تلك الحِقبة نخصّ بالذكر كلاّ من مغريسي وفرحات وتلا أوبريد. ستّ سنوات بعد صعوده تمكّن الفريق من الوصول إلى نهائي كأس الجزائر عام 1987 أمام اتحاد الحرّاش لكن هدف حكيم مدّان حرم الفريق المنايلي من ولوج منصّة التتويج رغم أن تشكيلته كانت تزخر بأسماء رنّانة نذكر منها خماسي (النصرية) عبد اللّه فنّون وآيت الحسين وزمّيتي وصالح كمال وزقور ولا ننسى كذلك كلاّ من فرحات وحمراني ومغريسي وطونكان وتحت إشراف المدرّب نور بن زكري. وقبل هذا النّهائي وصل شباب برج منايل إلى المربّع الذهبي لكأس الجزائر لكن الحظّ خانه أمام مولودية وهران في ضربات الجزاء. لكن حتى وإن أهدر شباب برج منايل فرصة انتزاع كأس الجزائر عام 1987 أمام اتحاد الحرّاش إلاّ أن قوّته لم يفقدها وظلّ محافظا عليها بفضل الرئيس المرحوم تحانوتي وهو الرئيس الذي استطاع أن يقود الفريق خلال النّصف الأوّل من عشرية التسعينيات لمنافسة أقوى الأندية الجزائرية ففي موسم 1993 - 1994 خسر فرصة التتويج باللّقب الوطني لمصلحة اتحاد الشاوية. لكن على عكس مولودية قسنطينة أو ديناميكية البناء كان اغتيال الرئيس تحانوتي من طرف مجهولين بالقرب من بيته في مدينة برج منايل عام 1996 بمثابة رصاصة في صدر فريق شباب برج منايل. كان لوفاة الرئيس تحانوتي الأثر السلبي على مسيرة شباب برج منايل فتفرّق شمل الفريق وبات لاعبوه أشبه بالعصافير التي يجب اصطيادها وبما أن خليفة المرحوم تحانوتي استعصى عليه إيجاد حلول للأزمة المالية التي كان يتخبّط فيها كان من البديهي أن يفقد شباب برج منايل جميع عناصره حتى الاحتياطية منها. ومع مرور الموسم استفحلت مشاكل الفريق وبما أن كلّ من تعاقب على رئاسة النادي هو المصلحة الشخصية فلا عجب أن وجد الفريق نهاية هذا الموسم ضمن النازلين إلى أيّ قسم القسم الولائي لرابطة بومرداس كيف لا وباعتراف الرئيس الحالي غالم الفريق قد يسقط وإذا سقط يعني أنه سيلعب الموسم المثيل جنبا إلى جنب مع فِرق تأسّست حديثا نذكر منها فريق قرية أولاد إبراهيم ببلدية حمّادي والشباشب ولفاطة وغيرها من الفِرق المجهرية. فمن يعيد لفريق شباب برج منايل كرامته بل شخصيته؟ الجواب لن نجده إلاّ عند من يدّعون حبّهم للفريق لكن في باطنهم نار تشتعل من أجل ملء جيوبهم بما تبقّى من خيرات هذا الفريق الكبير في الاسم والصغير في القسم الذي ينشط فيه وهو بطولة الجهوي الثاني لرابطة الجزائر. ترجي فالمة الصقر الأسود الذي تحوّل إلى أرنب فريق آخر يستحقّ وقفة مطوّلة ويتعلّق الأمر بترجي فالمة هذا الفريق الذي يعود تأسيسه إلى 1936 شكّل هو الآخر ولسنوات طويلة أحد أقطاب الكرة الجزائرية. لكن سرعان ما تلاشت قوّة أصحاب الزيّ الأسود والأبيض فبات لقمة صائغة لدى منافسيه فكان مصيره النزول الأفقي من أعلى درجة إلى أصغر قسم. تعدّ سنوات النّصف الثاني من عشرية الستّينيات والنّصف الأخير من عشرية الثمانينيات من أزهى أيّام ترجي فالمة الذي لعب له هو الآخر نخبة من اللاّعبين الكبار يتقدّمهم اللاّعب مصطفى سريدي والإخوة شكّاتي ولا ننسى مخناش الذي كان وراء سقوط مولودية الجزائر عام 1985 إلى القسم الوطني الثاني إثر توقيعه لهدف الفوز للترجي في ملعب 5 جويلية الذي كلّف المولودية النزول إلى الدرجة الثانية. يعدّ موسم 1991 - 1992 آخر موسم لعب فيه ترجي فالمة في القسم الوطني الأوّل مع نخبة من اللاّعبين الممتازين يتقدّمهم الإخوة شكّاتي لكن ونظرا للمشاكل التي اعترضت سبيل (السرب الأسود) كان من البديهي أن يكون مصيره كمصير العديد من الأندية التي كان مسيّروها يتقاتلون من أجل المصلحة الشخصية. ترجي فالمة الذي أنجب مصطفى سريدي ومخناش والإخوة شكّاتي يعاني اليوم الأمَرّين في بطولة الجهوي الأوّل لرابطة عنابة وكلّ من عايش العهد الذهبي لهذا الفريق يتذكّرون دون شكّ اللّقاء الذي تمكّن فيه هذا الفريق من هزم مولودية العاصمة عام 1985 في ملعب 5 جويلية وهي الهزيمة التي أسقطت (العميد) إلى القسم الوطني الثاني. ينشط حاليا فريق ترجي فالمة ضمن بطولة القسم الوطني هواة المجموعة الشرقية ويتواجد هو الآخر ضمن مؤخّرة الترتيب. يتبع... (الجزء الأوّل)